عقل المباراة.. بالفيديو : البرازيل إيطاليا أسبانيا أورجواي .. كيف يلعبون ؟

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
بما إن المربع الذهبي لبطولة القارات قد اكتمل تقريبا بوصول البرازيل وإيطاليا وإسبانيا وأورجواي لصعوبة حدوث مفاجأة من نيجيريا سنحاول اليم تحليل أداء المنتخبات الأربعة من خلال مبارياتهم في الدور الأول بشكل عام رغم حدوث تغيرات في تشكيلة الفرق ولكن يبقي أسلوب الأداء ثابتا إلي حد ما وسنبدأ سريعا بأولي الفرق
البرازيل
يلعب سكولاري بطريقة 4-2-3-1 تتحول كثيرا إلي 4-1-2-2-1 بوجود ألفيس ومارسيللو بينهما سيلفا ولويز أمامهم لويس جوستافو وباولينهو ثم الثلاثي هالك وأوسكار ونيمار خلف فريد رأس الحربة.
باولينهو ..مودريتش البرازيل هو نقطة تحول التكتيك للفريق البرازيلي عندما ينضم لعمق الملعب لمساندة نيمار ومن أجل هدف أخر ذو اهمية ألا وهو مساعدة أوسكار ليقدم أداء أفضل نظرا لتوظيفه في غير مركزه.
أوسكار يميل أكثر للعب في الطرف الأيمن ثم الدخول للعمق ولكن العملاق هالك يحتل هذا المركز وفشل في أن يلعب كرأس حربة لذلك كان البديل أن يبدأ أوسكار من العمق أثناء الدفاع ثم يتحول مع دخول باولينهو للهجوم لمساندة هالك في الجانب الأيمن.
نيمار ليس مجرد جناح في الطريقة المستخدمة فهو لاعب يلعب بثلاثة أرواح يجيد اللعب جدا على الطرف أو كمهاجم متأخر وفي أحيانا كثيرة كرأس حربة من الحركة لذلك فهو لاعب يصعب مراقبته كما أن وجود مارسيللو خلفه وهو لاعب هجومي يعطي له الفرصة لاستعراض مهاراته في تبادل الكرات مع الضلع الثالث باولينهو.
هالك لاعب مختلف فهو لاعب مباشر يخترق للأمام لذلك فإن صناعة اللعب من هذه الجبهة تبدو عسيره اللهم إذا ظهر ألفيس بكثافة وتبادل الكرة مع اوسكار ..وربما يكون وجود لوكاس مورا بديلا لهالك في هذه الجبهة أفضل في المباريات التي يلعب فيها البرازيل أمام منافس متكتل ومنظم دفاعيا.
مشكلة لوكاس مورا هي نفسها مشكلة هيرنانيس جناح لاتسيو فهيرنانيس يجيد أكثر مكان نيمار لذلك فإن سكولاري يحاول قدر الإمكان شغل الأطراف بمثلث لاعبين لتعويض غياب صناعة اللعب من المنتصف.
الفيديو التالي يوضح كيف يتحرك لاعبي البرازيل بشكل عام ..شاهد الفيديو :

إيطاليا
يعتمد برانديللي على تكتيك 4-3-2-1 وتخلي عن فكرة ثنائي الهجوم التي اعتمدها في اليورو ويلعب بأباتي وبارزالي وكيلليني ودي شلليو في الدفاع امامهم روسي وبيرلو ومونتوليفو ثم جياكريني وماركيزيو كأجنحة مساعدة خلف العملاق بالوتيللي.
مشكلة برانديللي في الدفاع لعدم استقراره على ظهيري الجنب خاصة الأيسر حتي إنه استعان ب دي شيللو الظهير الأيمن للميلان في هذا المكان كما أنه حائر بين ماجيو وأباتي كظهير أيسر فالأول قوي دفاعيا والثاني أفضل هجوميا وفي كل الحالات هناك كارثة اسمها بارز إلى في الدفاع ( علي غير العادة ).
لا أحد يستطيع أن ينكر قدرة بيرلو الهائلة ومعه مونتليفو ودي روسي على التمرير المتقن ولكن جاكريني وماركيزيو ليس باللاعبان اللذان يستطيعان المرور من الدفاع بمراوغة لذلك فإنهم ينتظرون كرة خلف الدفاع تأتي لهم من مهندسي خط الوسط .
بالوتيللي هو رأس حربة يستطيع من يلعب بجواره أن يحرز أهدافا بالجملة فقط إذا كان لاعبا مثل الشعراوي أو جيوفينكو ولكن على ما يبدو أن برانديللي غير مقتنع بأن يعود لفكرة ثنائي الهجوم .. وإذا كان شعراوي لم يكن أساسيا في نهاية الموسم مع الميلان فإن جاكريني لديه نفس المشكلة وربما أكبر مع الإنتر .
بغض النظر عن التشكيل العجيب الذي لعب به برانديللي أمام البرازيل فهو لم يطبق كتانتشيو ولم يقدم هجوما فعالا فإن الميزة الوحيدة في الأمس هي إمكانية لعب ديامنتي خلف بالوتيللي وشعراوي او جيو والإعتماد على ماركي في الوسط بديلا لأحد صناع اللعب الثلاثة والأقرب مونتليفو إذا كان يحتاج للدفاع أكثر أو لدي روسي إذا كان يحتاج الهجوم أكثر.
الفيديو القادم يوضح كيفية يلعب الأرزوي على أرض السامبا :

أسبانيا
سيبدو نوعا من الفلسفة الزائدة لو تحدثنا عن طريقة لعب أبطال العالم وأوروبا ولكننا مضطرين لكي نقول طريقة اللعب والأسماء ( التي تحفظها أنت على ظهر قلب ) يلعب دل بوسكي 4-1-2-3 بوجود ألبا وراموس وبيكي وأربيللوا في الدفاع ثم بوسكيتس أمامهم إنيستا وشافي ويتقدم للعمق قليلا فابريجاس ويلعب يمينا بيدرو وفي العمق رأس حربة ( سولدادو –توريس –فيا )
ترك الناحية اليسري خاوية حتي يتحرك إنيستا للخارج ولعمق منطقة الجزاء مع تقدم ألبا للهجوم وإعادة تمركز راموس وبيكي في الخلف ودخول أربيللوا قليلا لمساندة بوسكيتس في الوسط ثم تبدأ حفلة التيكي تاكا.
مع كل هذا الكم من الهجوم وترك المساحات في الدفاع فإن فرصة الهجوم المرتد على أسبانيا تبدو خطيرة للغاية ولكن من يسمح للمنافس أن يشن هجمات مرتدة على أسبانيا .. هذا إذا كان لاعبي الوسط وفي مقدمتهم شافي وإنيستا في حالتهم الطبيعية.
أعتقد أن مارتينيز سيبدو خيارا ممتازا لإسبانيا في تأمين خط الوسط قياسا ببوسكيتس كما أنه سيعطي نوعا من الأمان أكثر في حالة الهجوم المرتد لامتلاكه عنصر السرعة كما أن نافاس سيبدو أكثر فاعلية على الأطراف في حالة تكتل المنافس أمام أسبانيا ووقتها يلعب بيدرو على الجانب الأخر ويخرج فابريجاس ..شاهد كيف يتمركز لاعبي أسبانيا لتبدأ حفلة التيكي تاكا :

أورجواي
الخبير أوسكار تاباريز الذي أعاد لأورجواي هيبتها مرة أخري يبدو ان لديه مشكلة في اعتماد طريقته المفضلة 4-3-3 وهو يعتمد على كاسيرس ولوجانو وجودين وماكسي بيريرا في الدفاع أمامه ( الشاكوش ) أرفالو ويسانده رودريجيز وجونزاليس على طرفي الملعب ثم ثلاثي رأس حربة سواريز وكافاني وفولارن.
مشكلة تاباريز كانت في كيفية الاستفادة من توهج نجومه خاصة الثلاثي (ماكسي بيريرا – سواريز –كافاني ) فقبل كأس العالم الماضية لم يكونوا بمثل هذه الإجادة لذلك كان الجميع يلعب لصالح فورلان ولكن الأن الوضع مختلف.
أعاد تاباريز ترتيب ثلاثي الهجوم فلعب كافاني في العمق بعد أن كان هذا المركز محتلا لفورلان ولعب فورلان على الجانب الأيسر ..ووضع سواريز امام بيريرا نظرا لأن سواريز سيدخل للعمق كثيرا وبذلك يصبح بيريرا جناحا هجوميا.
المشكلة كانت في الجانب الأيسر لذلك لجأ تاباريز إلي اللعب بكاسيرس الذي يعيد تمركزه إلي قلب دفاع ثالث بجوار جودين ولوجانو ..وهنا تبدأ مشكلة فولارن.
أفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة يلعب وحيدا في هذا الجانب كما أنه لا يجيد اللعب أصلا كمهاجم طرف وبدون مساندة لذلك ستجده كثيرا يدخل للعمق واللعب تحت كافاني وسواريز يسانده من العمق رودريجيز.
مشكلة أورجواي دائما ستصبح في قلب منطقة الملعب وخاصة خلف أرفالو الذي يبدو كارتكاز وحيد ومع غلق الأطراف بكفاءة فإن فرصة المنافس تبدو في كيفية التخلص من قلوب الدفاع ( الحلقة الأضعف في منظومة مونتدييفو ).
الفيديو القادم يوضح كيف تلعب أورجواي بعد إعادة توظيف لاعبيها
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا