يعتبر أحد أفضل المدربين في الدوري السعودي، لقب بعميد المدربين فكتب بكل لغات العالم أجمل الروايات وأفضل المستويات ليصنع من المستحيل حقيقة، الغى كل الحواجز التي تعترض الفرق الصغيرة ليرسم الانجازات بفنيات المدربين الكبار. فنجح في جمع الفواصل والنقاط في الفريق بعد توليه مهمة التدريب، والتي استمرت لمدة 6 سنوات ليصعد بالفريق لدوري المحترفين ويقوده لصدارته بفعل حساب المنطق الدقيق الذي انتهجه. إنه ابن تونس الخضراء فتحي الجبال الذي قاد الفتح لصدارة دوري زين كشف عن طموحاته والتحديات الكثيرة التي تنتظره في الجولات المهمة ولخص مسيرته الناجحة مع "النموذجي" فكانت هذه التفاصيل في الحديث الذي دار بيننا وبينه في هذا اللقاء. * بداية ماهي الصعوبات التي واجهتكم في مواجهة الشباب والتي لم تمكنكم من مواصلة الانتصارات؟ - نحن خسرنا من أمام فريق كبير كان تركيزه عاليا للانتصار والعودة للمنافسة، كما واجهنا صعوبات تمثلت في الاصابات في خط الدفاع بالكامل، لذلك عانينا كثيراً ومع ذلك تقدمنا في النتيجة وحدثت هفوتان دفاعيتان نجح من خلالهما الشباب بالتقدم وكسب النقاط الثلاث. * هل كان لغياب الحارس عبدالله العويشير دور في الخسارة ؟ - الحارس الشاب عبدالله العويشير قدم مردودا طيبا استحق معها تمثيل الفريق اساسيا كذلك الانضمام للمنتخب السعودي في بطولة الخليج، وهو مستقبل الحراسة الفتحاوية، كما ان غياب محمد شريفي وابتعاده في الفترة الماضية عن تمثيل الفريق نتيجة الاصابة أثر على مردوده، ونأمل منه الكثير في المباريات المقبلة، خصوصاً انه قائد الفريق وخبرته العريضة سترجح كفة الفريق في المناسبات المقبلة. * هل تخشى الفشل والخسائر في المواجهات المقبلة بعد خسارة الشباب؟ - النجاح والتعثر في بعض الخطوات والمناسبات وارد مثلما هي الحياة في أمور كثيرة، فكرة القدم ايضا مشابهة لذلك فتحمل في طياتها الفوز والهزيمة والذكي من يستثمر الكبوة ليعود من جديد إلى واجهة الأحداث ويعود أكثر قوة في المنافسات وهذا ما سنعمل عليه خلال الجولات المقبلة من الدوري. * هل فترة التوقف الحالية جاءت من مصلحة الفريق؟ - بكل تأكيد لما تخسر وتأتي فترة توقف تكون لمصلحة الفريق لمعالجة بعض نقاط الخلل في الفريق، وبالتالي ايضا تأهيل اللاعبين المصابين لتكون العودة بمستوى التطلعات والدخول في أجواء المنافسات. * ما هو البرنامج الذي اعددتموه خلال فترة التوقف؟ - اكتفينا بإجراء تدريبات عادية تخللتها لعب مباراة ودية ضد الشباب وكانت فرصة سانحة للوقوف على جاهزية بعض اللاعبين الجدد الذين انضموا أخيراً لصفوف الفريق. * أنت من المدربين الذين يعشقون التحدي فهل توقعت ان ينافس فريقك على لقب بطولة الدوري؟ - كانت طموحاتنا في البداية التأهل لدوري الابطال، لكن عندما انهينا الدور الأول ونحن في صدارة الدوري ارتفع سقف المعنويات والطموحات فأصبح طموحنا التأهل لبطولة دوري ابطال اسيا، ومن بعدها نأخذ كل مباراة على حده وسوف نستمر على هذا النسق حتى نهاية الدوري. * ماهي المقومات والعوامل التي جعلت الفتح منافسا على بطولة الدوري ؟ - مثابرة اللاعبين واجتهادهم المستمر في التدريبات وبحثهم عن التطوير والطموح من أهم الأسباب التي اوصلت الفريق للمراكز المتقدمة، كذلك اللحمة بين اللاعبين والجهاز الفني والاداري جعلت من الفريق كتلة واحدة سواء على مستوى التميز في الدفاع والوسط والهجوم، ولا انس رئيس النادي المهندس عبدالعزيز العفالق والمشرف العام أحمد الراشد وبقية الطاقم الاداري الذين أنجزوا عملا هيكليا رائعا على صعيد الإدارة وحققو استقرارا فريدا على مستوى الفريق. * ماذا يعني للجبال وصول الفتح لهذه المرحلة؟ - انا فخور بلاعبي الفتح وبالجهاز الفني المعاون والاداري وما يحصل اليوم حصاد لثمرة النجاح في السنوات الماضية من استقرار على الاصعدة كافة. * لو حققت بطولة الدوري ماذا يعني لك هذا في مسيرتك التدريبية؟ - لو حققنا مركزا آسيويا فهذا انجاز كبير، ولو حققنا بطولة الدوري فهذا الحلم الذي يراود كل الاحسائيين، وليس الجبال فقط، ويعتبر بالتالي نقلة تاريخية ستسطر بأحرف من ذهب في مسيرة النادي. * اي المدارس التدريبية تركت بصمتها في نهج المدرب فتحي الجبال؟ - عادة المدرسة التونسية تتأثر بالمدرسة الفرنسية والايطالية من حيث طريقة اللعب فالمدرسة الفرنسية تتميز بالانضباط التكتيكي، في حين المدرسة الايطالية تعتمد على الدفاع ومن ثم الانطلاق للمناطق الهجومية، وان كنت ايضا معجب بالمدرسة الاسبانية الحديثة من حيث الاستايل واللعب الجماعي ككتلة واحدة. * استطعت التفوق على مدربين كبار في الدوري السعودي ماذا يعني لك هذا؟ - الاشادة التي تصلني بين فترة واخرى تسعدني ولكن تركيزي بكل صراحة هو على فريقي، فنحن نعمل بصمت وبكل جدية لنحقق الطموحات والخطط التي رسمناها والنجاح يجير للجميع وليس لفتحي الجبال وحده، وبالتالي نحن نعمل من اجل تحقيق نتائج ايجابية لتسعد كل عشاق "النموذجي" في الفترة المقبلة. * هل تفكر في الفوز ببطولة الدوري او تبني فريق للمستقبل؟ - نحن نعمل على الجهتين بالمنافسة وتحقيق انجاز تاريخي وبناء فريق شاب لمستقبل الفريق الفتحاوي والمجموعة الحالية تبشر بالخير فالفريق يمتلك مواهب شابة والسنوات الماضية والموسم الحالي اثبتت ذلك من خلال الزج بالعديد من الاسماء الشابة من فريق الشباب والاولمبي كذلك الانتدابات المدروسة التي عملناها يتم التعاقد مع اللاعبين لسنوات طويلة وفق آلية وخطط واستراتيجية تتماشى مع اهدافنا المستقبلية بتكوين فريق قوي في المستقبل قادر على تحدي الصعاب وكسب الرهانات. * كيف ترى المنافسة على لقب الدوري بين الفرق مع الاقتراب من جولات الحسم؟ - أعتقد أن الأداء مختلف عن السنوات الماضية، فالمنافسة اشتدت مع اقتراب النهاية بين أكثر من نادي فالفتح والهلال والشباب والنصر والأهلي تبحث من أجل المراكز المتقدمة، أعتقد ان الفرق المذكورة تسعى للمنافسة على اللقب في ظل التقارب النقطي بينها، واتوقع أن البطل لن يعلن الا في الجولة الاخيرة من الدوري؛ فالمواجهات المقبلة ستكون اكثر شراسة سواء من فرق المؤخرة التي تريد الهروب من مناطق الخطر او من فرق المقدمة التي لا تريد التفريط في اي نقاط لزيادة امالها بحصد اللقب، لذلك ستكون الاثارة حاضرة والتركيز سيكون في أعلى مستوياته من الأندية. * هل انت قلق لعدم وجود صف ثان بالفريق ؟ - نحن عانينا من الغيابات الكثيرة نتيجة الاصابات والبطاقات الملونة وحيث اننا لا نملك البديل الجاهز في مستوى الاندية الكبيرة، وفي ظل تلك الظروف والمعطيات استطعنا ان نعالج مشاكلنا باللعب على مستوى المجموعة باللعب الجماعي فتفوقنا على بعض الفرق التي تعتمد على الفردية بكل جدارة نتيجة الاصرار والروح العالية، وسنعمل على تحقيق اللقب الحلم. * كيف ترى صفقات اللاعبين الاجانب وهل لديكم النية للتجديد لموسم آخر ؟ - الرباعي الاجنبي البرازيلي التون والمهاجم الكنغولي دوريس سالمو والمدافع السنغالي سيسكو ولاعب الوسط الاردني شادي بوهشهش يعتبرون من أفضل اللاعبين الأجانب على مستوى الدوري السعودي، لذلك بصمتهم كانت واضحة في مسيرة الفريق فساهموا بشكل ايجابي في نتائج الفريق واحدثوا الفارق بجانب زملائهم اللاعبين المحليين، وفي نهاية الموسم الحالي سنقيم الوضع العام لمستوى اللاعبين ونرفع التقرير النهائي وان كانت النية تتجه لتجديد عقود اللاعبين نظير المجهود الكبير الذي بذلوه مع الفريق. * البعض اعتبر تصدر الفتح للدوري ظاهرة غير صحية ودليلا على ضعف الدوري والكرة السعودية في الفترة الحالية ما تعليقك على ذلك ؟ - انا اخالف من يقول ذلك فدخول فرق جديدة تنافس على البطولات ظاهرة صحية وسيكسر حاجز احتكار الفرق الكبيرة وبالتالي تزداد المنافسة بين أكثر من فريق ويعطي فرصة لبروز مواهب جديدة ستخدم الكرة السعودية وهذا ما حصل من انضمام 4 لاعبين من فريقنا الفتح لصفوف المنتخب الاول في الفترة الماضية وهم المهاجم ربيع سفياني ولاعب الوسط حسين المقهوي والمدافع بدر النخلي والحارس عبدالله العويشير وان كانت الاصابة ابعدت ربيع والحارس عبدالله العويشير عن المنتخب في الفترة الحالية، وتفوقنا كان للمنهجية التي عملناها باللعب الجماعي وعدم الاعتماد على الفردية وعدم الاعتماد على اسماء معينة فمهما يغيب نجم تظل المنهجية ثابتة، اما عن انخفاض بعض الأندية في هذا الموسم بالفعل هناك بعض الفرق انخفض اداؤها ونتائجها ولكن هذا لا يمنع اننا تفوقنا على انفسنا وعلى الفرق الكبيرة حتى وصلنا الى هذا المستوى المتطور والتقدم للمراكز الاولى، اما عن الكرة السعودية فهي قادرة على العودة لسابق عهدها للمواهب الرائعة التي يكتنزها وفوزه الاخير على الصين في التصفيات الاسيوية يعطينا مؤشرا على قدرة المنتخب بالمنافسة على المستوى الاسيوي والتربع على عرشها من جديد. * ما سر تمسك فتحي الجبال بالعمل في الفتح رغم العروض المغرية التي وصلتك وتفوق عرض الفتح بكثير ؟ - الاريحية وراحة النفس التي وجدتها في الفتح وتعامل المسؤولين الراقي وتعاون اللاعبين والعمل المنظم والطموح الكبير التي يمتلكها النادي، والأهداف التي تتحقق من موسم لآخر هي من جعلتني ابقى لمواسم عدة، بالاضافة للمحبة الكبيرة التي وجدتها من "ابناء الاحساء"، كلها أسباب ابقتني في هذا النادي "النموذجي" بعيدا عن المادة. * كلمة اخيرة ؟ - شكرا لكم على الاستضافة ونعد الجماهير الفتحاوية بالعمل الدؤوب لتحقيق طموحاتهم ومواصلة النتائج الايجابية ونتمنى وقفتهم الجادة بجانب "النموذجي" في الجولات الحاسمة من الدوري، كذلك كل التوفيق للكرة السعودية في استحقاقاتها في المناسبات المقبلة.
