تحليل بالفيديو للقاء ايطاليا وانجلترا .. عساكر الشطرنج

كنت أظن أن مباراة أسبانيا وفرنسا هي الأكثر مللا في مباريات دور الثمانية ولكن عندما شاهدت مباراة إيطاليا وإنجلترا عرفت أنني ظلمت الديوك والماتادور فمباراة الاثنين كانت بمثابة عقاب للجماهير التي انتظرت شيئا ضئيلا من المتعة ولم يكن غريبا أن تتصدر ركلة الجزاء الترجيحية التي لعبها بيرلو عناوين المواقع والصحف العالمية لافتقاد المباراة أي شيء باستثناء صدة بوفون البهلوانية وإن كنت أعتبر أن التسديدة الضعيفة لعبت دورا هاما في إمكانية إنقاذها من قبل الأخطبوط الإيطالي.
سيناريو اللقاء
بدأ الثعلب هودجسون اللقاء بنفس التكتيك 4-4-2 وهو تكتيك تقليدي في كرة القدم ويكاد يكون اختفي تماما .. لم يغير هودجسون من تشكيلته واعتمد على جونسون وتيري وليسكون وجونسون في الدفاع ثم ثنائي ارتكاز باركر وجيرارد وأجنحة اشلي يونج وميلنر ثم رأسي حربة روني وويلباك.
في المقابل لعب برانديلي بطريقة أقرب إلي 4-3-1-2 بوجود بالزاريتي وبونوتشي وبارزيلي وأباتي في الدفاع ثم بيرلو وماركيزيو ودي روسي في الوسط وتقدم قليلا عنهم مونتليفو ولعب الثنائي كاسانو وبالوتيللي في الهجوم.
خمس دقائق مجنونة خادعة رأينا فيها تسديدة خرافية ( غير مقصودة ) لدي روسي وإنقاذ كارتوني لتسديدة ضعيفة من جونسون في يد الأخطبوط بوفون كل هذا جعلنا نشعر بأننا على وشك مشاهدة مباراة ممتعة ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح .. لماذا؟
عساكر الشطرنج هذا هو السبب .. من منكم يعرف لعبة الشطرنج يعرف أن العسكري لا يتقدم سوي خطوة واحدة للامام وعندما تضع أمامه أي قطعة فإنه يكون ميت ( أكيلينيكا ) لا يستطيع التحرك بعكس باقي القطع التي لها حرية الحركة سواء يمينا او يسارا للأمام أو للخلف أو بالميل أو حتي بالقفز مثل الحصان.
20 لاعبا يتحركون في أرض الملعب مثل عساكر الشطرنج خطوة للأمام فقط وعندما يظهر أي لاعب أمامه لا يحاول الإبداع أو المراوغة بل يقوم بتسليم الكرة لزميله الواقف مثله والذي لا يقوم بحركة مفاجئة ولا ينطلق في مساحات خالية خلف الدفاع.
إنتظرت طويلا حتي أري ( وزيرا ) يقوم بالتحرك في كل الإتجاهات ولم أجد سوي روني الغير محظوظ بوجوده في منتخب يرأسه مدرب مثل هودجسون الذي أفقد الإنجليز أية متعة ممكن أن يقدموها في البطولة ككل باستثناء 15 دقيقة في لقاء السويد.
وجود مونتيلفو أو ماركيزيو في الأمام لم يكن مفيدا لافتقاد الإثنين اللمسة المؤثرة في بناء الهجمات مع بالوتيللي الذي كان يخرج كثيرا من المنطقة مع كاسانو في المقابل لم يتحرك لاعبي الوسط ( المفترض أنهم مهاجمين ) داخل المنطقة مما سهل من مهمة الدفاع الإنجليزي.
هل شاهد أحدكم إنطلاقة داخل منطقة الجزاء من تحرك بدون كرة ؟ .. نعم تذكرت بالتأكيد في الدقيقة 88 عندما دخل لاعبين مثل دي مانتي ونوتشرينو للمباراة .. ففي الأوقات الأخيرة من المباراة أيقن برانديللي أخيرا أنه لا خوف من الإنجليز خاصة مع خروج المهاري نوعا ما ويلباك ودخول أندي كارول ومع إلتزام والكوت بالأدوار الدفاعية بجانب ثلاثي الدفاع لم يعد صعبا أن يراقب ثنائي الدفاع الإيطالي واين روني الذي تراجع جبرا إلي ما قبل خط منتصف فريقه.
أفضل اللاعبين في المباراة كانا تغييرا الأزوري دي مانتي ونوتشرينو اللذان أوجدا سرعة في طريقة لعب الطليان ولكن إصرار بالوتيللي على التسديد فور وصول الكرة إليه لم يجعل البناء الهجومي يكتمل.
مفهوم أن يكون الخروج من هذه البطولة عقابا خاصة للإنجليز وأنا أعتبرهم أسوأ الفرق الثمانية المتأهلة ولكني أعتقد أن العقاب الأكبر للأزوري سيكون مواجهة المانيا في الدور قبل النهائي ولا أشك في إنهم سيضعون المنتخب الإيطالي في موقف هو الأصعب لهم في البطولة فإن كان الطليان قد واجهوا الإسبان (الأبطأ) في افتتاحية مشوارهم وتعادلوا معهم .. فإن الماكينات بالشكل العصري مع أوزيل ورفاقه ستصدر مشاكلا بالجملة لبرانديللي ما لم يستعن بوجوه شابه مثل دي مانتي ونوتشرينو في خط الوسط.
للتواصل مع الكاتب علي الفيس بووك