"تسييس كرة القدم" جملة ترددت كثيراً فى الايام الماضية عقب الإعلان عن عقوبة بورسعيد فى إشارة لتدخل السياسة والسياسين فى اللعبة الأكثر شعبية فى مصر والعالم. ولم يكن "تسييس كرة القدم" قاصراً على تدخل السياسين فى الأمور الرياضية بل أنقلب الوضع وجذبت السياسة بعض الرياضين على رأسهم الحكم أحمد الجارحى حامل الراية والمرشح لرئاسة الجمهورية وعبد العزيز عبد الشافى زيزو عضو اللجنة التأسيسية للدستور ومرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الأسبق والمرشح لرئاسة الجمهورية .. فالسياسة لها سحرها أيضاً. وبغض النظر عن دوافع وأسباب دخول الرياضيين إلى المجال السياسي ومدى قبول الشارع له من عدمه فيبقى الإشارة إلى أن الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة تحتاج إلى نظرة مختلفة عما كان ينظر لها فى العهد البائد ، فكرة القدم الأن هى صناعة متكاملة يمكن أن تساهم فى حل الكثير من المشكلات إذا تم الإهتمام بها والإعتراف بأنها منظومة ومجال لا يقل أهمية بأى حال من الأحوال عن أى مجال أخر. ومن يجد فى السطور الماضية مبالغة عليه أن يراجع بنفسه ميزانيات الأندية الرياضية وإتحاد كرة القدم والقنوات الرياضية والخسائر التى تكبدتها منظومة كرة القدم عقب إلغاء بطولة الدورى الممتاز. ونأتى إلى النقطة الأكثر أهمية وهى جذب السياسية للجماهير الرياضية التى جاءت ربما عن طريق الصدفة البحتة أو بعد إحساس فئة معينة بالظلم وبالتحديد مجموعات الأولترا . ففى العهد البائد كانت علاقة أولترا أهلاوى معها وايت نايتس بالسياسة تقتصر فقط على الهتافات العدائية ضد رجال الأمن إنطلاقاً من العداء التى تكنه كل مجموعات الأولترا فى العالم للأمن الذى يتعامل معهم بقسوة وخشونة غير مبررة من وجهة نظرهم. ومع الثورة ومشاركة أفراد الأولترا بصورة فردية وليست رسمية تصاعدت أسهم أعضاء الأولترا فى الشارع المصرى كأول مجموعة منظمة اصطدمت مع الأمن وهو فى عنفوانه مما أضفى طابع سياسي على روابط الأولترا وهو ما كان ينفيه المسئولين عن هذه الروابط دائماً مؤكدين أن عقلية الأولترا بعيدة كل البعد عن قذارة السياسة. وكانت مذبحة بورسعيد إعلان رسمى عن إنفصال مجموعات الأولترا المصرية عن نظيرتها فى العالم فالتلاحم والصداقة والإجتماعات المشتركة والوقفات الإحتجاجية المشتركة أيضاً كشفت عن عقلية جديد للأولترا المصرية نظام يفهم عقلية الأولترا الغربية بتعاليمه ومفاهيمه وعاداته وتقاليده . ومع إعلان عقوبات مذبحة بورسعيد بدى منحنى الأولترا الجديد واضحاً من خلال بيان رسمى لم ينظر لشهداءه ال 74 فقط بل أمتد ليشمل شهداء الثورة ومحمد محمود ومجلس الوزاء ودعى كل الثوار للوقوف معه ضد جماعة الإخوان المسلمون التى أثار بعض أعضائها روابط الأولترا بتصريحات غير مسئولة أشعلت الغضب فيهم وجعلتهم ينحون الصبغة الرياضية لفترة وربما إلى الأبد. ولا تستغرب من تصاعد مجموعات الأولترا فى الشارع السياسى فهم الأن يقودوا المعارضة المشتتة فى الشارع ضد الإخوان المسلمين الذين لم يضعهوم فى الحسبان ، هذه القوة الصاعدة المنظمة وصلت إلى مجلس الشعب للإعتصام أمامه دون أن يجرؤ أحد بتكوين حائط بشرى أمامهم لأنهم يعلمون جيداً أن القادمين هم مجموعة أولترا أهلاوى.