هذا الأسبوع.. سنترك الحديث عن الشأن المحلي.. لصالح الحدث الرياضي الأول في السنة الميلادية الجديدة.. الذي سيجلب كل الأنظار.. وسيدفع بالجميع نحو فتح صفحاتنا الرياضية المشرقة في تاريخ هذه البطولة.. كعادتنا دائما في التعاطي مع المتغيرات بإسقاط أحداث الماضي على الحاضر.. ومحاولة استكتاب التاريخ من جديد.. رغم أنه لن يغير شيئا من واقع الحال. والحقيقة أن لدينا بالفعل رصيدا رائعا جدا من المشاركات المشرفة ل(الصقور الخضر) في كأس آسيا على مدى أكثر من ربع قرن باعتبار وصولنا 6 مرات لنهائي البطولة.. لكن.. لا يجب أبدا تكريس هذا المنجز بشكله السلبي الذي يجعل خسارة النهائي مساوية تماما للظفر باللقب.. ويضع البطل والوصيف في كفة واحدة. فهناك فرق شاسع بين هذا وذاك.. نحتاج إلى تحديده والإشارة إليه بكل وضوح حتى يتشرب لاعبونا ثقافة البطل.. ويعززوا من دافعيتهم لحصد اللقب الذي أضعناه في عدة نهائيات بسبب عدم زرع الفكر البطولي الذي لا يرضى بالهزيمة على الإطلاق؛ بدليل ما حدث في نهائي كأس آسيا 2007 ثم خليجي 19 و20 على التوالي.. فعندما يقدم المنتخب مستويات مذهلة في 2007 ويتمكن من إقصاء اليابان.. وينسف كل جهوده بأداء باهت في النهائي أمام العراق.. فالمسألة هي نفسية إذن.. غابت معها الدافعية والروح البطولية التي يجب أن تحضر في كل مباراة فكيف بنهائي! وفي الدوحة سيحضر المنتخب بأفضل العناصر القادرة على تحقيق أفضل المكتسبات.. وإعادة أمجاد الأجيال السابقة.. ومسح الصورة الهزيلة التي ظهرنا بها في تصفيات كأس العالم.. لكن على اللاعبين أن يستشعروا حجم المسؤولية ويعلموا جيدا أن الإفلاس في هذه البطولة.. يعني إفلاسا لهذا الجيل بأكمله.. وإسقاطه من صفحات التاريخ الآسيوي. صحيح أننا نخوض غمار التنافس مع منتخبات شرسة وقوية تسعى للقب مثلنا تماما.. لكن لابد أن يشعر اللاعبون أن المسؤولية كبيرة.. وأن الآمال أكبر.. وأنه لو عادوا دون اللقب لن نجد لهم مبررا واحدا حتى لو أنهم أضاعوا مئات الفرص في النهائي.. فهذا هو الشعور الطبيعي الذي يجب أن ننطلق منه في تعاملنا مع المنتخب هذه الأيام. نقلا ًعن "شمس" السعودية