الشهرة هي جزء من الترف الإنساني.. لا تعتبر عادة مقياساً ثابتاً لتحقيق النجاح .. وليست هما أساسياً عند الكثيرين.. ما عدا السادة لاعبي كرة القدم .. فهم أكثر الناس حرصاً على تحقيقها .. ويعتبرون التحصل عليها قمة الإنصاف لمشوارهم الرياضي في ظل بساطة ذاكرة المتابع. فأقصى ما يطمح إليه لاعب كرة القدم هو أن يكون مشهوراً .. تراقبه الأعين أينما ذهب .. ويبدي تذمره من المضايقات بشكل مبالغ فيه رغم شعوره الداخلي بالسعادة .. فهو متى ما توصل إلى شعور وهمي بعدم استطاعته الترجل من سيارته الفارهة .. لشراء قطعة شيكولاتة من "بقالة" حارتهم .. والعيش في عوالم هذا الوهم .. فإنه بذلك قد حقق ما يريد من مزاولته لهذه الرياضة .. أما إذا لم يزره هذا الشعور .. فهذا دليل على أنه لاعب عادي لم يظهر تأثيره في ذاكرة المتابع .. وهكذا! ويذكر أن اثنين من لاعبي أحد أندية الممتاز يلعب الواعد منهما في الهجوم وصاحب الخبرة في قلب الدفاع، دخلا في تحدٍ قوي أمام زملائهما حول أيهما أكثرة شهرة وشعبية عند الجماهير، واتفقا على أن يكون ميدان التحدي هو "مجمع الراشد" المكتظ دائما بالناس.. وبالفعل دخلاه في ليلة خميس .. وكانت النتيجة كاسحة لمصلحة المهاجم الشاب الذي يمضي عامه الثاني بالفريق .. ولم تشفع الخبرة للآخر الذي دافع عن ألوان فريقه أكثر من 12 عاما .. وهو الأمر الذي يعني أن شهرة اللاعب المدافع تتطلب منه قراراً حاسماً غير عادي.. يقلب كل النظريات لصالحه.. ويصبح في قلب المعادلة.. كأن "يشطح" ويمسك الكرة بيده ويدخلها شباكه على طريقة لاعبي كرة اليد حتى يبقى لأطول فترة ممكنة في ذاكرة الناس.. ويصبح حدثاً لافتاً وطريفاً تتداوله الأجيال. أو أن يحتفظ بهدوئه.. ويقرر اللعب لنادٍ اسمه "الهلال" .. فهو النادي الوحيد الذي يمنح كل أبنائه أجمل المكتسبات وأصعبها - سواء كانوا مهاجمين أو مدافعين - أو حتى العامل المسؤول عن وضع الكؤوس – وما أكثرها - في الخزانة الزرقاء. حتى إنهم قالوا إن هذا الرجل يشعر بالضيق من كثرة الذين يستوقفونه للتصوير معه.. وعلى "عبدالله الشهيل" أن يعي ذلك جيداً.. وإلا فإنه سيصبح من رواد "بقالة" حارتهم. نقلاً عن "شمس" السعودية