عندما تولي البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب فريق إنتر ميلان في العام ألفين وثمانية قال إنه يرغب في الفوز على فريقه القديم تشيلسي وهزيمته. لم يأخذ الكثيرون تصريحات مورينيو آنذاك على محمل الجدية واعتبر كثيرون أنها جاءت في سياق الانتقام من مالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي أقال مورينيو بعد ثلاث سنوات في ستامفورد بريدج عاش خلالها الفريق اللندني أزهى فترات تاريخه. ومورينيو الذي احتفل بهدوء أمام جماهير تشيلسي عندما سجل إيتو هدف الحسم لانتر ميلان لم يمنع نفسه من الاحتفال الصاخب داخل غرفة تغيير الملابس بعد انتهاء المباراة كما قال للصحفيين. فالرجل الذي قاد تشيلسي إلى مجد غير مسبوق خلال قيادته للزرق أراد توجيه رسالة إلى مسؤولي تشيلسي وعلى رأسهم مالكه ابراموفيتش مفادها أن الفريق بعد رحيله لم يعد الى سكة البطولات الكبيرة. فتشيلسي لم يحقق سوى بطولة كأس انجلترا منذ رحيل مورينيو وهو فشل في منافسة غريمه مانشستر يونايتد على عرش الدوري الانجليزي خلال السنوات الماضية ، بل انه خسر نهائي دروي أبطال اوروبا في عام 2008 بالذات أمام الشياطين الحمر. لا يخفي مورينيو عشقه لنادي تشيلسي، لكنه مدرب محترف كما يقول وهو ينشد الفوز مع أي فريق يقوده، وربما لهذا السبب لا تزال جماهير تشيلسي تحتفظ له بمكانة خاصة. وبات الآن كارلو انشيلوتي مدرب تشيلسي الحالي في وضع لا يحسد عليه، وبات مستقبله على كف عفريت، فمالك النادي رومان ابراموفيتش جلبه لتشيلسي ليفوز بدوري الأبطال وهو الحلم الذي انهاه مورينيو. وتتبقى بطولتان امام انشيلوتي هما الدوري وكأس انجلترا وكلاهما فاز بهما مورينيو من قبل مع تشيلسي، وسيكون انشيلوتي مطالبا بالفوز ببطولة واحدة على الأقل اذا اراد الإبقاء على حظوظه في قيادة تشيلسي للموسم المقبل. عودة مورينيو كان ظافرة على أكثر من مستوى، فبفوزه على فريقه السابق في عقر داره أثبت لمالك النادي انه كان مخطئا في إقالته قبل ثلاث سنوات ، ولا ريب ان سهام النقد في الصحافة الايطالية ستخف قليلا بعد أن أثبت موهبته التدريبية الفذة. وصول مورينيو الى دور الثمانية في بطولة دوري أبطال اوروبا لا يعتبر انجازا خارقا للعادة لفريقه انتر، فالفريق وصل الى دور نصف النهائي من قب. وسيكون مورينيو مطالبا بالفوز بالبطولة إذا اراد تخليد اسمه في سجلات كبار المدربين على مستوى أوروبا قبل ان يغادر الدوري الايطالي في نهاية الموسم كما ألمح هو في اكثر من مناسبة.