وجه أحمد الأشقر - نقيب معلمي أكتوبر، منسق الجبهة الموحدة للمعلمين - رسالة إلى رئيس الجمهورية القادم، قال فيها: "نحن في حاجة إلى رئيس يؤمن بمدى الخطر الذي تتعرض له مصر من تدهور وعشوائية منظومة التعليم الحالية، والتي تشكل تهديدًا لمصر أقوى من أي تهديدات أمنية أو اقتصادية". وأضاف: "لن نسمح بوضع صورة الرئيس القادم في فصولنا بالمدارس لكننا قد نضعها في قلوبنا إذا أحدث ثورة في منظومة التعليم في مصر وأعطى لكل ذي حق حقه". وطالب الرئيس القادم بتشكيل مجموعة إدارة أزمة من رئيس الوزراء وكافة الوزراء المعنيين بملف التعليم والمسئولين عن حل أي مشكلات تعاني منها منظومة التعليم بكل مكوناتها "الأبنية - التجهيزات الفنية والتكنولوجية – أجور العاملين والهيكلة الإدارية – المناهج ونظم الامتحانات وطرق التدريس". وأشار إلى ضرورة إعادة تشكيل المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي وربطه بالمجلس الأعلى للجامعات وبحيث يكون وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي من بين أعضائه إلى جانب عضوية خبراء التعليم من المعلمين بالمدارس وأساتذة الجامعات، وبحيث تفوق صلاحياته صلاحيات الوزراء المتغيرين لكي يضع هذا المجلس رؤية واضحة وسياسات ثابتة وملزمة لأي وزير لا تتغير بتغيير الوزراء، وأن يبدأ فورًا في تخصيص النسبة التي حددها الدستور للإنفاق على التعليم والبحث العلمي، وكذلك الصحة دون انتظار لثلاث موازنات كما ورد في المادة 238 الخاصة بالأحكام الانتقالية. وشدد على أنه لا يمكن أن تكون دولة بمثل هذا الانهيار في مستوى التعليم، وبالرغم من ذلك تنفق نحو 120 مليار جنيه على دعم المحروقات، الذي يصل أغلبه لأصحاب السيارات الفارهة ولأصحاب المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة كثيرة الأرباح لأصحابها، في حين ننفق على التعليم بمدارسنا نحو 60 مليار يذهب منها ما حوالي 90% على الأجور فقط، حتى تصل تكلفة الأنفاق على الطالب في دول مجاورة إلى 14 ضعفا ما ننفقه على الطالب المصري ولهذا يجب أن نضع خطة قصيرة المدى للوصول لتلك المعدلات العالمية. وطالب بتغيير البنية التشريعية التي تحكم العمل في منظومة التعليم، والتي تسببت في ضياع حقوق كل أطراف المنظومة من عمال وإداريين ومعلمين وطلاب وأولياء أمور، واتباع سياسات وطنية في التعليم، فنحن نرسل أبناءنا للمدارس؛ لكي يتعلموا لا لكي يتحزبوا، فنجد مدرسة تدرس للأطفال مبادئ إخوانية أو رجعية ومدرسة تدرس للأطفال مبادئ علمانية وتضيع هويتنا الثقافية وتماسكنا المبنى على وسطية وسماحة ومحبة الإسلام والمسيحية. وتابع: "إننا لا نرسل أبناءنا للمدارس لكي يعلمهم أحد حمل أكفانهم في مواجهة وطنهم ولا حمل البيادات على رءوسهم، ويجب أن يدرك الرئيس القادم أن طفلا بلا تعليم هو مشروع إرهابي أو متطرف أو بلطجي أو مدمن، وعدم تسليع التعليم وضمان تعليم حقيقي يراعي المعايير العالمية في الجودة مهما كان المستوى الاقتصادي والاجتماعي للطالب وأسرته، ولا يجب تحميل الأسر عبء الأنفاق للحصول على تعليم أفضل، أو أن تتخلى الدولة عن دورها وتتركه للقطاع الخاص بغرض التربح من تعليم أبنائنا". وكما طالب بتدعيم اللامركزية في الإدارات التعليمية والمدارس تحت رقابة مجالس منتخبة من أولياء الأمور والمهتمين بالتعليم في المجتمع المحيط والطلاب والمعلمين والعاملين بالتربية والتعليم، وكذلك تدعيم نقابة قوية للمعلمين تدافع عنهم وتمثلهم تمثيل حقيقي بانتخابات حرة مباشرة، وتتفاوض للمطالبة بحقوقهم، وتشارك في وضع سياسات التعليم والارتقاء بالمهنة وبأصحاب هذه المهنة السامية.