أكد تقرير أعدته وزارة حماية البيئة ووزارة الموارد الزراعية في الصين، تلوث نحو خمس الأراضي الزراعية ومساحات واسعة من التربة. اعتمد معدو التقرير على نتائج دراسات أجريت على مساحة 6.3 ملايين كيلومتر مربع، بدأت في أبريل عام 2005 وانتهت في ديسمبر عام 2013. وبينت نتائج هذه الدراسات أن نسبة 16 بالمائة من التربة و19.4 بالمائة من الأراضي الزراعية في الصين ملوثة جدا، بالمعادن الثقيلة والمواد غير العضوية. ويشير التقرير إلى أن "وضع التربة لا يدعو للتفاؤل. فالتربة في عدد من المناطق بحالة سيئة جدا، وليست حالة الأراضي الزراعية أفضل منها. والسبب الرئيسي للتلوث هو نشاط المؤسسات الصناعية والتعدينية". كما يشير التقرير إلى تلوث الغابات حيث أن نحو 10 بالمائة من مساحة الغابات ملوثة بمواد غير عضوية مثل الكادميوم والنيكل والزرنيخ. مقارنة هذه النتائج بنتائج دراسات أعوام 1986 – 1990 يبين ارتفاع نسبة التلوث بالمواد غير العضوية، فمثلا ارتفعت درجة التلوث بعنصر الكادميوم بنسبة 50 بالمائة في مناطق الجنوب الغربي والمناطق الساحلية للبلاد ومن 10 إلى 40 بالمائة في المناطق الأخرى. كما يشير التقرير إلى أن نسبة التلوث هي الأعلى في المناطق الجنوبية للبلاد، حيث سجلت أعلى النسب في ثلاث مناطق صناعية هي حوض النهر الأصفر شرق البلاد، وحوض نهر اللؤلؤ جنوبالصين والمناطق الشمالية الشرقية للبلاد، التي كانت سابقا مناطق صناعية ضخمة. لم يمر النمو الاقتصادي السريع دون آثار سلبية، كما أن رفض السلطات نشر معلومات تلوث التربة والأراضي الزراعية لسنوات طويلة، معتبرة هذه المعلومات من "أسرار الدولة" تسببا في هذه المأساة. ويعتبر هذا التقرير، أول وثيقة في تاريخ الصين الحديث تلقى الضوء على تلوث الأراضي الزراعية، الذي يشكل مشكلة جدية للسلطات الصينية، لأنه يهدد أمنها الغذائي.