في مجلة «صباح الخير» في أبريل عام 1977 كتب لويس جريس مقالًا تحت عنوان «وداعًا.. ماريا كالاس» يقول فيه: كما كان فراق أم كلثوم وحليم وفريد صعبًا ومؤلمًا على جماهير عشاقهم، كذلك فراق ماريا كالاس مغنية الأوبرا الأولى في العالم التي أذيع نبأ وفاتها، وكما كانت أم كلثوم فتاة ريفية فقيرة، كانت ماريا كالاس من ريف اليونان وكما سجل تاريخ الغناء العربي أن أم كلثوم هي صوت شرقى أصيل، سجل لماريا كالاس كصوت سوبرانو قال عنه نقاد العالم إنه سجل قفزة جديدة في الأداء وأشاع الحيوية في الغناء الأوبرالي. كانت في الرابعة عشرة وفقيرة عندما حصلت على منحة دراسية من المسرح القومي اليوناني.. كان أهلها يموتون جوعًا أيام الاحتلال الألماني لليونان.. وكان عليها أن تعول أسرتها إلى جانب دراستها الموسيقية.. واستطاعت بشجاعتها وإصرارها وشخصيتها القوية التغلب على كل الصعاب حتى وصلت إلى القمة. كانت فتاة ضخمة.. وبالإصرار والإرادة القوية أصبحت رشيقة جذابة وخطت خطواتها الأولى نحو النجاح اعتمادًا على موهبتها.. شعرها الأسود وعيناها اللتان تشبهان حبات اللوز وملاحة وجهها وجاذبيتها جعلتها تبدو وكأنها إلهة من الإغريق تجسدت حية في منتصف القرن العشرين. التقت بالرجل الأسطورى أوناسيس اليوناني أوائل الستينيات الذي صرح ذات مرة: "مغزى صداقتي مع ماريا فرصة لكي تهرب من عالم الأوبرا والدعاية أي بعيد عن المضايقات". إلا أنها حاولت دخول عالم المال بتشغيل ثروتها الضئيلة بشراكتها مع أوناسيس وفيرجوتس فخسرت مشروعها وبدلًا من الظهور على المسارح العالمية كمغنية أوبرا ظهرت في قاعات المحاكم الإنجليزية تدلي بأقوالها في قضية الشركة بينها وبين أوناسيس وفيرجوتس واستطاع فيرجوتس فضح علاقتها مع أوناسيس. انتهت القضية لصالحها هي وأوناسيس إلا أن أوناسيس بدأ يتجه نحو جاكلين كيندي. وعادت ماريا كالاس إلى الأوبرا ولكن ليست كما كانت بعد ظهور وجوه أحدث منها فابتعدت عن الغناء وماتت في صمت ولا زالت قصتها لم تعلن كاملة.