محافظة الفيوم واحدة من أبرز المحافظات التى تعد نقطة التقاء مهمة لتجارة وتخزين الأسلحة المهربة من ليبيا تمهيدا لتسليمها إلى تجار التجزئة، "فيتو" انتقلت إلى أوكار المهربين، وما أن وصلنا حتى علمنا أن قرية «أبو جندير» التى لا تبعد عن مدينة الفيوم سوى 21 كيلومترا فقط، وهى أشهر القرى التى تنتشر بها الأسلحة وعدد كبير من التجار؛ كونها تقع فى طريق الذهاب والعودة إلى الحدود الليبية، الأمر الذى سهل عملية الحصول على الأسلحة الثقيلة والخفيفة على حد سواء، من خلال تهريبها عبر الدروب الصحراوية التى لا يعرفها إلا قليل من الأهالى. القرية رغم صغرها، إلا أنها تضم ما لا يقل عن 4 آلاف بندقية آلية مختلفة الأعيرة، وآلاف الطبنجات، وأعدادا كبيرة من الصواريخ العابرة للمدن والمضادة للطائرات، تم إدخالها فى أعقاب الثورة الليبية، وتخزينها انتظارا لبيعها لأى جهة ترغب فى الحصول عليها. «على. ل» من أبناء القرية، أكد أن تلاحم القرية بالصحراء التى تمتد إلى جبل سعد المتاخم للحدود الليبية، ساعد على تهريب السلاح إليها، وهذا الجبل أحد منافذ تهريب الأسلحة والذخائر عبر مدقات لا يعرفها سوى المهربين، خاصة أن لديهم أقارب يعملون ويقيمون فى الجماهيرية الليبية منذ عشرات السنين. وأضاف: "إن القرية تحتوى على أكبر عدد من الأسلحة المسروقة من أقسام الشرطة والسجون خلال ثورة 25 يناير، تم دفنها فى مقابر القرية بدلا من الأموات، ما يصعب على أجهزة الأمن محاصرتها ونبش القبور لاستخراجها". أما كبرى المفاجآت التى علمتها "فيتو" فجاءت على لسان مصدر أمنى مسئول فى الفيوم، عندما أكد أن حجم السلاح الموجود فى قرية «أبو جندير» يكفى لصد هجوم أى قوة من الشرطة مهما كانت، والأمر يحتاج إلى خطة محكمة لاقتحام القرية، وفى كل الحالات تكون الخسائر للجانبين بالمئات. و أشار المصدر إلى أن تجار السلاح هناك يلجئون إلى دفن البنادق والمدافع والصواريخ والطلقات الخاصة فى الأراضى الزراعية أو فى المقابر، ومن ثم تواجه أجهزة الشرطة صعوبات كبيرة فى استخراجها.