كنت أتمنى من كل المصريين الذين تحركت مشاعرهم وبكوا من أجل تجريد مواطن مصرى من ملابسه وامتهان كرامته أمام قصر الاتحادية منذ أيام ونشر المشهد المهين من جانب الإعلام "المحير" بصورة مبتذله ليزيد الأمر امتهانا لكرامة هذا المواطن أن تتحرك مشاعرهم أيضا من جراء تجريد الاقتصاد المصرى الذى يتعلق بتسعين مليون مواطن من كل مقوماته ليبدو عاريا أمام العالم كله . ومع شديد أسفى وألمى على ماحدث أمام الاتحادية إلا أن ما يحدث من قلة مغرورة متغطرسة ادعت كذبا وبهتانا أنها جاءت لإنقاذ مصر فأطلقت على نفسها "جبهة الإنقاذ" هى السبب الرئيسى فى تجريد المواطن من ملابسه وتجريد الاقتصاد المصرى من كل مقوماته، بدعوى المظاهرات السلمية، هذه المظاهرات التى فى ظاهرها السلمية وفى باطنها التدمير والتخريب . هذه الجبهة لا تمثل معارضة واعية لأنها لا تعمل من أجل تحقيق مصلحة عامة لمصر وشعبها بل جاءت لتمثل نفسها فقط ومصالحها وأطماعها السياسية فقط، ويوجعنى أن هذه الجبهة تضم من بين أعضائها قامات معروفة أكاد أجزم أنها فقدت شعبيتها وفقدت ثقة المواطن البسيط فيها بما ترتكب من أفعال تعكس أطماعهم وتعبرعن بغض دفين لفشل بعضهم فى الوصول لكرسى الرئاسة "الحلم" الذى راودهم كثيرا.
إن مخططات الإطاحة بالرئيس المنتخب وحلم تشكيل مجلس رئاسى أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وحل مجلس الشورى، وإلغاء الدستور ستعود بنا إلى نقطة ما قبل الصفر، إن صح التعبير فضلا عن ذلك فاقتصادنا سيتعرى تماما أمام العالم من أجل خلافات سياسية ساذجة، فقد أصبح الشعب المصرى لاسيما ( الكتلة الصامتة )التى تمثل أربعة أخماس مصر هى الضحية ما بين سندان الإخوان ومقصلة جبهة الإنقاذ وفلول النظام البائد الفاسدين. إن الصراعات السياسية والخراب والدمار الذى صار بصفة يومية والذى يزيده اشتعالا إعلام مغرض يسكب النار فوق البنزين من خلال بعض القنوات الفضائية وبعض الجرائد اليومية وبعض الإعلاميين الذين صاروا معروفين بالاسم لكل مواطن بسيط والذين نتبرأ منهم جميعا، وأناشدهم بأن يعودوا إلى صوابهم وأن يتقوا الله فى مصر وفى شعبها المقهور الذى لن يتركهم لو أصابه ما يروجون له . إن إعلامى مصر هم قيمة وقامة ولهم تأثيرهم الكبير فى الشعب المصرى لذا أناشدهم المهنية فى تناول القضايا المختلفة، اعرضوا ماشئتم وعلقوا عليه ماشئتم ولكن بوازع من الضمير وأن تضعوا مصر وشعبها نصب أعينكم، فالإعلام الواعى صاحب الضمير اليقظ هو ضمير وعين وقلب ومشاعر الأمة. ألم تفطن جبهات المعارضة وجماعات الإسلام السياسى فى مصر إلى أنهم تسببوا سواء عمدا أو دون قصد من تجريد مصر من ردائها الاقتصادى ونكلوا بها كما نكل رجال الأمن المركزى بالمواطن المسحول أمام قصر الاتحادية، إنهم جردوا مصر من مقوماتها وسحلوها سحلا بتصرفاتهم لغير المسئولة والتى ليست فى صالح الوطن ولا المواطن. إن الحل يكمن فى مواصلة واستمرار الحوار الجاد مع كافة القوى السياسية وتقديم تنازلات من كل الأطراف من أجل الخروج من هذا النفق المظلم، لا بد أن نتشارك جميعا فى إعادة بناء اقتصاد بلدنا . أثق فى وطنية الجميع بداية من رئيس الجمهورية والأجهزة الأمنية الممثلة فى الجيش والشرطة وكافة القوى السياسية والإعلام والحكومة وكل مؤسسات الدولة والأحزاب والحركات والائتلافات وغيرها، ولكن الوطنية ليست شعارات ولا كلمات تردد، الوطنية عمل جاد وإيثار لمصلحة وطن يعيش فينا على المصالح الشخصية الزائلة وأؤكد أن مصر لن تعود إلى مجدها وعزها إلا بتكاتف الجميع ومصالحة من القلب وجلوس بارتياح على طاولة المفاوضات، فمصر تستحق منا الكثير الذى نقدمه لها– حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم . [email protected]