رغم أن طلاب الإخوان في جامعة القاهرة وزعوا بيانات مكتوبة تؤيد حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية إلا أنني لا أستطيع التخلص من شكوك في أن الإخوان سوف يدعمون أو يشاركون على الأقل في انتخابات حمدين ولو من بابا النكاية في السيسي. أعرف بالطبع أن آخر رجل يتخيله الإخوان رئيسا لمصر هو السيسي لحجم كراهيتهم الشديدة له، وأعرف أيضا أن حمدين سبق أن ربطته علاقات ليست سيئة بالإخوان، وأنه سبق أن تحالف معهم في الانتخابات البرلمانية السابقة، فضلا عن أن زوج شقيقته ينتمي لجماعة الإخوان.. ومع ذلك أشك في أن الإخوان يتمنون أن يروه رئيسا لمصر. هم فقط يمكن أن يستخدموا حمدين ويستغلوه ولو دعائيا لتوجيه ضربات سياسية للمشير السيسي وهو يتأهب لدخول السباق الرئاسي ويحمل معه ثقة شعبية واسعة.. وهنا يصبح السؤال الذي يجب أن يطرحه حمدين على نفسه بعد أن قرر الاستمرار في السباق الرئاسي، هل يقبل بأن يصير ألعوبة في يد الإخوان وسلاحا يستخدمونه في ضرب السيسي سياسيا خلال المعركة الانتخابية أم لا؟ صحيح أن حمدين بالنسبة للإخوان هو أهون شرا، ولكنه في ذات الوقت سيبقي بالنسبة للإخوان شرا وبالتالي لن يمكنوه من رئاسة مصر، وإلا إذا تصور حمدين غير ذلك سيكون واهما وسوف يخسر اسمه مثلما سيخسر المنصب الذي يحلم به ويسعي للوصول إليه خاصة إذا قبل باستغلاله واستخدامه من قبل الإخوان للنيل سياسيا ودعائيا من السيسي.