بدأ العد التنازلى لماراثون الرئاسة، فى حين أنه لم يعلن حتى الآن أحدا ممن يتوقعهم الشعب لخوضها سوى مرشحاً واحداً و هو حمدين صباحى، و الذى شارك فى انتخابات الرئاسة السابقة، ومع هذا فإننا نرى حملات دعائية بالكامل عن مرشحين لم يعلنوا رسميا ترشحهم، وينشرون صورهم فى شتى الأماكن. وقال الدكتور السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع السياسى : إن هذه الحملات جميعاً تعد جهودا شعبية، و لا مانع منها على الإطلاق، ولا يمكن تقييمها وفقا لمحمل الصواب والخطأ معللاً ذلك بأن الظواهر الإجتماعية ليس لها معيار ثابت تقاس به. وأشار ياسين إلى أنه ما دام ليس هناك متضررين من هذه الحملات الدعائية فلا مانع فى تواجدها بل يجب اعتبارها شيئا اعتياديا كنوع من أنواع تأييد المرشح الرئاسى أو دعمهم له حتى قبل ترشحه. بينما خالفه الرأى الدكتور رفعت عبد الباسط، أستاذ علم الإجتماع بجامعة حلوان، وأوضح أن الحملات الدعائية الغير رسمية للمتوقع ترشحهم للرئاسة قد تهدف إلى مصالح معينة منتظرة من المرشح، مما يدفعهم للإنفاق بشكل كثيف على الصور و البانارات للمرشحين. و أضاف عبد الباسط، أنه يجب أن يلزم الجميع الصمت إلى أن يصدر قانون الانتخابات الذى ينظم ميزانية الحملات الدعائية للمرشحين، لافتا إلى ضرورة تضمنه حتى الأموال التى تنفق من خارج الحملة الرسمية للمرشح، ولابد من تحديد آليات لأوجه الإنفاق بها، مشيرا إلى ضرورة مراعاة أن المجتمع المصرى يعانى من الجهل و الفقر. كما أشار أستاذ علم الاجتماع إلى أنه بعد إعلان المرشحين بصورة رسمية فإن هناك وسائل اتصال جماهيرية سواء تابعة للدولة أو خاصة تتولى مسئولية الدعاية للمرشحين، فأما الوسائل الخاصة فلا تعليق بشأنها، فى حين يجب أن يساوى التلفزيون المصرى فى إتاحة الفرص لكافة المرشحين بحيادية حتى و إن كان أحد المرشحين ينتمى إلى تيار إسلامى. وأكدت الدكتورة سامية قدرى أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس أن حملة سامى عنان ممولة من جهات معينة ترى مصلحتها فى ترشحها، وبالتالى فإنها تقيم له الحملات الدعائية بغض الطرف عن الحملة الرئيسية له، إذ أن تنظيم الإخوان الإرهابى أصدر بيانا بتأييده وعددا من الفلول أيضا أعلن تأييده لترشحه، مما يدفعهم للدعاية له. و أضافت قدرى أن الذين من حقهم فعليا الآن عمل الدعاية هم مؤيدوا حمدين صباحى، لأنه الوحيد الذى حسم أمر ترشحه للرئاسة، فبات من حق أتباعه أن يؤيدوه بما يروه من طرق مختلفة، لاتفة إلى أن الحملات التى تروج للمشير عبد الفتاح السيسى يجب أن يتم استثنائها لأنه بالفعل حصل على تأييدا شعبيا منذ 30 يونيو الماضى. و أعربت أستاذة علم الاجتماع عن دهشتها تجاه إعلان أحد مرشحى الرئاسة المغمورين "حسن" لنفسه بنشر الصور على كوبرى 6 أكتوبر، لافتة إلى أن وقوع حدث مثل هذا لا يعد سوى عدم تقدير لقيمة ومكانة رئيس مصر و كأن رئاسة مصر "لعبة". كما أشارت قدرى إلى أنه قد يكون هناك منفعة ما من جراء هذه الحملات وهى تفتيت الأصوات، أو لفت الأنظار إلى مرشح آخر، موضحة أنها لا تستبعد أن يكون تنظيم الإخوان وراء خلق الحملات الدعائية الصغيرة و التى تسير على نفس نهجهم وهو استهداف احتياجات المواطن المصرى، مؤكدة أنها لا ترى فى السباق الرئاسى سوى حمدين صباحى و المشير السيسى و إن كانت الغلبة للمشير أيضا. أما بشأن التحليل النفسى لهذه القضية فأكد الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة أن هذه الحملات الدعائية ما هى إلا حماس زائد عن اللزوم و نوع من أنواع استعجال الأمور من قبل مؤيدى المرشح، و قد يكون هذا نابعاً من أملهم فى الاستقرار بتعيين رئيس للجمهورية، وتطلعات لمستقبل أفضل، فضلا عن تأكيد انتخابهم لشخص بعينه حتى قبل إعلانه الترشح رسميا. وأضاف عبد المحسن أن الدافع وراء هذه الحملات الدعائية من قبل المؤيدين قد يكون رؤيتهم الزعامة فى مرشحهم وأنه المنقذ بالنسبة لهم، ومن هذا المنطلق فلا مانع فى مساعدته و دعمه فى صرف بعض المبالغ كعامل محفز.