سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أردوغان يهرب من فضيحة الفساد بحشد أنصاره في إسطنبول.. رئيس الحكومة التركية يعلن تحديه للمجتمع الدولي.. يجدد حربه على مواقع التواصل الاجتماعي.. ويتباهى بإسقاط الطائرة السورية ويعلن صم أذانه عن الحرية
في ظل تمسكه بالديكتاتورية شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد أمام مئات الآلاف من أنصاره من جماعة الإخوان بتركيا على رفضه اتهامات يوجهها له منتقدون غربيون ومحليون بعدم التسامح. وقال أردوغان: "لا يهمني من يكونون. لن أصغي". ويواجه أردوغان فضيحة فساد يمكن أن تؤثر على أداء حزبه العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التي ستجرى الأحد المقبل، واستغل رئيس الوزراء خطابا ألقاه في مدينة أزميت ليعلن أيضا أن القوات التركية أسقطت مقاتلة سورية عبرت إلى المجال الجوي التركي. ولوح أنصار أردوغان بالأعلام التركية الحمراء وشعار حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان في 2001 وقاده للسلطة بعدها بعام متعهدا بالقضاء على الفساد الذي لطخ منافسيه. واتهمت دول غربية ومنظمات حقوقية تركيا بعدم التسامح بعد أن حجبت موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت؛ بسبب تسجيلات صوتية نشرها مجهولون تشير إلى ضلوع أردوغان في الكسب غير المشروع. ويقول أردوغان: إنه تم التلاعب بمحادثات هاتفية مسجلة ضمن حملة لتشويه سمعته. وقال أردوغان: "وسائل الإعلام المعتادة تهاجمنا، بماذا يصفونها؟ عدم تقبل الحريات... لا يهمني من يكونون، لن أصغي، حتى لو وقف العالم ضدنا فأنا ملزم باتخاذ إجراءات ضد أي هجوم يهدد أمن بلادي". وأضاف: "هذا الكيان المسمى تويتر، هذا اليوتيوب، هذا الفيس بوك، كلها كيانات تسببت في تصدع عائلات، لا أفهم كيف يمكن لأي شخص يتحلى بالمنطق السليم أن يدافع عن هذا الفيس بوك وهذا اليوتيوب وهذا التويتر، هذه المواقع تنشر كل أنواع الأكاذيب". ويتهم أردوغان رجل الدين التركي فتح الله جولن بقيادة حملة لتشويه سمعته والإطاحة به، وكولن هو حليف سابق لأردوغان ساعده على تنفيذ إصلاحات شملت الحد من سلطات الجيش، وخلال خطاب ألقاه يوم السبت في إطار الحملة الانتخابية وصف أردوغان شبكة كولن والتي تضم أعضاء بارزين في جهازي الشرطة والقضاء بأنها منظمة إرهابية. وقوض صراع السلطة بين أردوغان وجولن تصورات الغرب عن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بوصفها مثالا يحتذى به لدولة ديمقراطية ذات أغلبية مسلمة وركيزة محتملة للاستقرار في الشرق الأوسط. ويعتمد أردوغان الذي علقت ملصقات تحمل صوره في جميع أنحاء البلاد على صورته كزعيم قوي لطالما افتقرت إليه تركيا، ولا يزال أنصاره متمسكين بهذه الفكرة بينما يشعر الكثير من المنتقدين بأن قوته اتخذت طابعا سلطويا. وأعلن أردوغان أمام الحشود أن القوات التركية أسقطت طائرة سورية. وقال: "انتهكت طائرة سورية مجالنا الجوي. طائراتنا من طراز إف 16 أقلعت وأسقطت هذه الطائرة، لماذا؟ لأنك إذا اخترقت مجالي الجوي فإن صفعتنا بعد ذلك ستكون قاسية". ويحارب مقاتلو المعارضة السورية للسيطرة على معبر كسب الحدودي والمنطقة الحدودية منذ يوم الجمعة عندما بدءوا هجوما قالت السلطات السورية إن الجيش التركي يدعمه. وقالت سوريا: إن الدفاعات الجوية التركية أسقطت الطائرة التي كانت تهاجم مقاتلي المعارضة داخل الأراضي السورية واصفة هذا الإجراء بأنه "اعتداء سافر". وبينما كان أردوغان يتحدث في مدينة كوجالي احتشد مئات الآلاف من أنصاره على شاطىء بحر مرمرة في إسطنبول عند مدخل مضيق البوسفور من أجل ما سيكون ذروة حملته الانتخابية. وقد تحدد الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد المقبل مستقبل الرجل الذي نال إعجاب الغرب والشرق الأوسط لنجاحه الاقتصادي وتوجهه الإصلاحي لكنه الآن يتعرض لانتقادات حادة ممن يعتبرونه زعيما سلطويا لا يؤمن بالتسامح.