بدأت الباحثة رصدها لتلك الظاهرة بالحديث عن الدكتور عن أسامة الغزالي حرب الذي تبني الأيديولوجية الاشتراكية متأثرًا بعبد الناصر حيث كان يستشهد دائمًا بأقواله من كتاب فلسفة الثورة ويستخلص من أقواله دروسًا وعبرًا، فلقد قال: «لقد كان هذا التطور الفكري لدى عبد الناصر والضباط الأحرار متفاعلًا تمامًا مع مسار التاريخ المصري ومنطقه العام»، ولطالما هاجم أسامة الغزالي الكيان الصهيوني مؤكدًا كونه جسمًا غريبًا في قلب الوطن العربي ومنددًا بسياساته البشعة ضد المقاومة الفلسطينية. وأرجعت الباحثة أسباب تحول الدكتور الغزالي إلى هزيمة 1967 التي أوضحت نقائص وخطايا مرحلة عبد الناصر حيث يقول الدكتور أسامة الغزالي «إن مصر دخلت حرب أكتوبر في ظل الحزب الواحد وسيطرة القطاع العام.. ولكن بعد 1974 قام أنور السادات بقيادة بارعة بتحويل مصر وتفكيك النظام الناصري». وفيما يتعلق ب»تطور الخط الفكري» ل»الغزالي حرب» أكدت الباحثة أنه ارتبط بالتحولات السياسية من المرحلة الناصرية إلى الساداتية واستندت لقوله»ففي حين كان التخلص من المشروعات الأجنبية علامة على الاستقلال الاقتصادي والمعرفة القومية في ظل ناصر في الخمسينيات، فإننا اليوم عام 2000 نعي أن القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية وعلي التفاعل الصحي مع العالم الخارجي هو العلامة الأكثر دلالة على قوة الاقتصاد وحيويته». وهو يؤكد على عدم ديمقراطية النظام الناصري، وذلك بسبب أن عبدالناصر كان ينتمي للطبقة الوسطي، التي ما كان يمكن أن تغرس فيه القيم الديمقراطية والتي ارتبطت بالفئات الارستقراطية، فضلًا عن الفترة التي تشكل فيها الوعي السياسي لناصر في ثلاثينيات القرن العشرين كانت فترة انتكاس الديمقراطية وبروز النظم الشمولية، وأخيرًا فإن الدستوريين الذين أحاطوا بالثورة لم يكونوا مرتبطين بالديمقراطية. وقالت «الصالحى» أيضا: يمكن تصنيف الدكتور أسامة الغزالي على أنه مثقف سلطة ليبرالي، حيث أكد على المشاركة السياسية بين جميع طوائف الشعب وفئاته بين المسلمين والأقباط، كذا إشراك الإخوان المسلمين في عراك التفاعل السياسي. طالب الغزالي بإدماج التيارات الإسلامية الديمقراطية في الشرعية السياسية بالعالم العربي، يقينا منه بأن المشاركة السياسية هي الحائط القوى الضامن للاستقرار السياسي. وهو يمتدح الليبرالية بقوله: ومع ذلك كله تظل الليبرالية بقيمها وأفكارها هدفًا عزيزًا، ينبغي السعي بدأب لترسيخه على مستوى النخبة والجماهير. وأكملت قائلة: وتختلف الآراء بشأن أسامة الغزالي حرب فهناك من يقول بأنه لم يزل مثقف سلطة، لم يستقل عنها، وذلك للآتي: إن الموافقة على حزبه الجبهة الديمقراطية يمثل علامة استفهام قوية وذلك بعد رفض لجنة شئون الأحزاب اثني عشر حزبًا قبله وأن الموافقة على الحزب جاءت من البيت الأبيض، لأن الغزالي حرب متأمرك، وأن حزبه جاء ليقوم بدور البديل على المسرح السياسي ليسير في نفس طريق فكرة حزب المستقبل، وأن هجومه على الحزب الحاكم سيناريو معد سلفًا. وهناك من يقول إنه استقال من الحزب الوطني، بعد انضمامه إليه في عام 2002، وبأنه لم يستمر إلا ثلاث سنوات، ذلك لأنه بذل مجهودًا قويًا لإصلاحه من الداخل ولم يفلح، وأن مصر تعاني من فراغ سياسي وهو يسعي لعلاجه، حيث يسعي لمجتمع ديمقراطي لا يخضع للتوجهات السياسية والمراقبة الأمنية وعلاقات مراكز القوى. وأشارت الباحثة إلى أن الدكتور أسامة الغزالي حرب لم يمارس السياسة عمليًا إلا على مستوي الفكرة، وهناك من يؤكد أن الدكتور الغزالي عندما كان عضوًا في مجلس نقابة الصحفيين لم يألف الصحفيين، أو يألفوه».