كنا نظنها معركة طويلة سنخوضها لسنوات لكنهم كانوا أغبياء بالفطرة لأنهم أغبياء بالفطرة، وبالجينات الوراثية، فلم يتمكنوا – من فرط الحماقة- من الاحتفاظ بالحكم إلا سنة واحدة، إنهم «دولة الإخوان الابتدائية المشتركة»، هكذا عزف فنان الكلمة بشير عياد على هذه الأوتار عزفا منفردا، في وصلة من الكوميديا السوداء، وذلك في أحدث كتبه الصادر عن «بورصة الكتب»، بعنوان «بشير عياد في دولة الإخوان الابتدائية المشتركة». كاتبنا الأثير عانى غيبوبة مرض الكبد، ومن بين نوبات صحوه كان يكتب ل«فيتو» مقالات، يقول عنها –في الإهداء- «إلى أسرة تحرير فيتو الأوفياء الذين أجبرونى على الكتابة لأقتنص الفواصل بين الغيبوبة والغيبوبة لأكتب عدة أسطر فأشعر بأننى على قيد الحياة». كتاب «بشير» يضم 50 مقالا ذات نكهة متميزة، يمتع بها قراءه ومحبيه ومريديه، برؤية ثاقبة وفكر مستنير، وفى المقدمة التي عنونها «أما قبل» يقول: «في دولة الإخوان الابتدائية المشتركة لن تستطيع أن «تغمض عينيك»، لن تكون لديك القدرة على التخيل، أو التوقع، أو تصديق ما تراه، نحن الآن في مرحلة تعلم «ركوب العجل» في حديقة القصر الجمهورى، وما عليك - أيها المواطن العادى - إلا أن تلزم اليمين دائما أثناء السير، وأن تأخذ كامل الحذر، فقد تضيق بهم الحدائق الرئاسية فيخرجون إلى الشوارع فتفاجأ - والعياذ بالله - بمن يلبس فيك بالعجلة أو الموتوسيكل أو الاسكوتر أو التوك توك،....».. ويقول:»هل كنا نظن أن تسقط دولة الإخوان بهذه السرعة القياسية؟ بالطبع لا، كنا نظنها معركة طويلة لا مفر من خوضها لعدة سنوات، لكنهم كانوا كرماء معنا إذ حفروا قبورهم بأنفسهم وتسابقوا إليها جماعات ووحدانا!! جاء استهلال مقال «إنما للرقص حدود» ليفرض نفسه في ثنايا عدة مقالات تالية، إذ فوجئت بكثيرين يلتقطون جملة «دولة الإخوان الابتدائية المشتركة» ويعيدون صكها في كتاباتهم بشكل مفضوح، فآثرت تحبير الوصف الذي ابتكرته وذلك بالتركيز عليه في سياقات أخرى، كما قررت أن يكون عنوانًا لأول منتخبات من هذه السلسلة عندما أصدرها في كتاب، غير أننى لم أتوقع أن يكون ذلك بهذه السرعة ال..... فائقة!!