أثارت ندوة "وسطية الإسلام بين التطرف والتفريط" الكثير من الأسئلة؛ في محاولة لفهم ماذا يحدث في المجتمع المصري الآن من إرهاب.. فهل الوسطية والاعتدال معنى ساطع في ديننا الحنيف؟ ولماذا يستعصى هذا الفهم على الكثيرين؟ وأين مكمن الخطر فيما يحدث؟ أقيمت الندوة بقصر ثقافة الجيزة ونظمتها الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية. قال دكتور أشرف السويسي إن الملامح المميزة للفكر المتشدد كما يرى د.محمد شحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، هي الانغلاق على حرفية النصوص حيث يعتبر الخروج عليها ضلالة وتقول على الله بلا علم أو برهان، وأيضًا اختزال الدين في طقوس وشكليات وحجب مضامينه وغاياته ومقاصده الكبرى. إذ أن الدين عند تيار التشدد ينحصر في إطالة اللحية وتقصير الثياب والسواك والنقاب ويبيحوا زواج القاصرات بحجة وجود عقد يعتبرونه شرعيًا وتوفر الرضا والشهود ويستدلون بزواج السيدة عائشة من الرسول وهو أمر غير مؤكد وحوله بحث تاريخى وفقهي. إضافة إلى إنكارهم على المرأة تولى شئون الرئاسة أو القضاء واقفين عند حديث له ظروف الخاصة وهى "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، مع أن القرآن أثنى على امرأة تملك دولة وحضارة "بلقيس". كما أشار السويسي إلى الفريق الذي يرى أن الأحاديث التي امتلأت بها كتب السنة أثرت في ضعف المعارضة السياسية للحاكم وغياب المرأة عن المجتمع وحرمانها من العلم والمعرفة والحيلولة دون ظهور الفنون والآداب وأوجدت النفسية النمطية للمسلم، ومنهم من رأى الطواف حول الكعبة هو إحياء للوثنية، ويرفضون مشروع قانون منع ازدراء الأديان على أساس أنه قيدًا على حرية الرأى والتعبير. وفى نهاية حديثه أدان مؤسسة الأزهر كمؤسس دينية وسطية ووزارة الثقافة؛ لأنهما لم يقوما بالدور المنوط بهما. وعقب الكاتب الصحفي محمد القصبى قائلًا: إن المشكلة ليست قاصرة على جماعة فهمت النص القرآني بطريقة خاطئة بل المشكلة في الاستغلال السياسي لهذا النص لتقليص دور الدولة، مؤكدًا على أن الصراع في العالم صراع قوميات.