من المعروف أن الزواج هو ارتباط مقدس لايقتصر على الزوجين فقط بل يشمل علاقة كلاهما بعائلة الآخر وفي الوقت الذي تكثر فيه الشكوى من العلاقة السيئة التي غالبا ما تسود بين الزوجة و"حماتها" يشير علماء الاجتماع وخبراء العلاقات الزوجية إلى العلاقة السيئة والمتوترة التي تسود بين الزوج وحماته خاصة في المجتمعات الشرقية مؤكدين أنها علاقة مبنية على العداوة أكثر منها الود، وذلك لأسباب عديدة. الدكتور شافع النيادي خبير العلاقات الزوجية يؤكد أن أهم ما يضفي الطابع السلبي على العلاقة ما بين الزوج وحماته عنصران أساسيان هما، الصورة الذهنية المسبقة لكل منهما عن الآخر، أي الجاهزية المسبقة لكلٍ منهما لعداوة الآخر على اعتبار أنه الوجه الطبيعي للعلاقة، والثاني هو عدم وضع خطوط واضحة لكلا الطرفين فيما يتناسب مع طبيعة الزواج بشكلٍ عام، وعليه فإن العلاقة ما أن تبدأ يبدأ معها التشاحن السلبي بين الطرفين لتصل وقبل أن يدرك الطرفان إلى طريق اللاعودة. وفي كتابه "أسرار السعادة الزوجية" يؤكد أن هذه العلاقة تنعكس سلبا على العلاقة الزوجية بين الزوجين التي لاتجني من هذا التوتر إلا المنغصات، وعدم الراحة النفسية التي تسيطر على الزوجين. وأضاف "وهنا تبرز أهمية تحديد خطوط واضحة لكل جوانب العلاقة الزوجية من البداية إضافة إلى الصورة الأشمل والتي تضم الأسرتين ككل، فقد أشارت العديد من تجارب البعض الحديثة نسبيًا إلى إمكانية بناء علاقة صحية ما بين الزوج وحماته، تكون مبنية على الاحترام المتبادل، وعدم تجاوز الخصوصية والخطوط الحمراء للآخر. وأشار إلى أنه لبناء هذه العلاقة الجيدة لابد من تجاوز التفكير في الصورة المسبقة والمتولدة اجتماعيًا من الأساس، وهنا ينصح خبير العلاقات الزوجية الرجل بأن يحاول التعامل مع حماته من منظور أنها أقرب ما تكون لوالدته، ومن الناحية الأخرى تعامله هي كابنها وسينعكس ذلك بطبيعة الحال على العلاقة الزوجية بالإيجاب، وبمعنى آخر تكون الأسرة الجديدة وكأنها امتداد وتوسع للأسرتين الأصليتين بدلا من أن تكون وحدة جديدة منفصلة ومجتزئة عنهما. واختتم النيادي حديثة مؤكدًا أنه كلما سعى الزوجان و"الحماتين "إلى تحسين العلاقات واعتبار كل طرف ابن أو ابنة لها ستمر الأمور بسلام ويتمكن الزوجين من إقامة أسرة جديدة تتمتع بالسعادة والهدوء والاستقرار.