سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«فيتو» ترصد تفاصيل مذبحة الناشرين بمعرض الكتاب.. الأجنحة العربية بين شقي رحى ارتفاع تكاليف المشاركة وانخفاض الرواد..الإقبال على الأطعمة والمشروبات وليس الكتب..واتهامات لهيئة الكتاب بتجاهل الوضع السوري
ربما كان الوضع الاقتصادي، والاضطرابات الأمنية، وتهديدات الإرهابية، عوامل ساهمت كثيرا في انخفاض عدد الزائرين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 45، فلا توجد ثمة مقارنة بين أعداد الزائرين للمعرض المقام حاليا، والأعداد قبل ثورة 25 يناير، وهو ما أثر سلبا على حركة بيع الكتب، وما يتبعه من عائد على الناشرين خاصة العرب. الناشرون العرب هم الأسوء حالا، فهم بين شقى رحي، ارتفاع تكاليف حركة التنقلات ورسوم المشاركة في المعرض، وبين الإقبال الضعيف، وهو ما وصفوه بالمذبحة، مشيرين إلى أن أحدا لم يكن يتوقع إمكانية تغطية تكاليف المشاركة، مضيفين أن هيئة الكتاب لم تراع الوضع الذي تمر به البلاد، وأصرت على تحصيل الرسوم كاملة بالعملة الأجنبية، وهو ما يهدد مشاركتهم خلال الأعوام القادمة. «فيتو» رصدت الهدوء الذي يخيم على أغلب أجنحة الدول العربية المشاركة في المعرض وارتسام علامات الحزن على وجوه الناشرين، والضغوط التي يتعرضون لها، فالكل ينتظر الفرج، أملا في أن تكون الأيام القليلة الباقية في عمر المعرض، هي كلمة السر، أما الناشرون السوريون فأعربوا عن أسفهم لعدم تقدير الظروف التي تمر بها بلادهم، وكان لديهم أمل في أن تسير مصر على خطي أبو ظبي التي أعفت جميع الناشرين السوريين من دفع قيمة المشاركة في معرضها الأخير. ويقول الناشر السوداني عبد الرؤوف محمد إن الإقبال هذا العام على المعرض أقل بكثير عن السابق، مبررا ذلك بتردي الحالة الاقتصادية، والظروف التي تعيشها مصر من اضطرابات أمنية، وتظاهرات، والتخوفات من استهداف المعرض من قبل أعضاء الجماعة الإرهابية، هذا بالإضافة إلى إحجام عدد كبير من العرب المهتمين بالأدب، والمراكز الإستيراتيجية، عن المشاركة خوفا من إصابتهم بمكروه. فيما يقول هيثم الغزالي صاحب دار نينوي بسوريا إن مبيعات الكتب منعدمة هذا العام، بسبب الظروف المعيشية، والأوضاع المحيطة بنا.وهو ما يؤكده فتحي الحاج مدير دار جامعة المرقب بليبيا، من أن الإقبال ضعيف جدا مقارنة بالأعوام الماضية، فالصالات خالية من الزائرين، والإقبال فقط على الكتب الدينية والأسر التي تحضر إلى المعرض للتسلية وقضاء وقت ممتع في تناول الوجبات والمشروبات. ويشير محمد خليفة مدير المؤسسة الحدية بلبنان، أن نسبة المبيعات لا تتخطي 20%، وهو ما يهدد إمكانية تحصيل تكاليف مشاركتنا في المعرض، مضيفا لم نكن نتوقع أن يكون الإقبال بهذا الشكل الضعيف، وأضاف أن القواميس هي الأكثر مبيعا. بينما قال محمود مطر صاحب دار " قبية" السورية للطباعة والنشر، منذ 30 عاما ونحن مواظبون على المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن أضعف هذه المعارض كان هذا العام وأرجع ذلك لأسباب اقتصادية، وأمنية، وسياسية، وارتفاع أسعار الكتب، كل هذه عوامل، حالت دون تزايد أعداد الوافدين للمعرض، واستنكر مطر ارتفاع رسوم مشاركتهم في المعرض، التي تبلغ " 1500 دولار"، مطالبا هيئة الكتاب بتخفيض رسوم المشاركة، حتى لا نضطر لعدم المشاركة مرة أخرى.