يختتم اليوم معرض القاهرة الدولي للكتاب دورته ال43 والأولى بعد الثورة، والتي بدأت فعالياته 22 يناير الماضي، تحت عنوان "عام على ثورة 25 يناير"، ويمثل معرض القاهرة الدولي للكتاب 60% من إجمالي مبيعات دور النشر المصرية، وتسبب الغاؤه العام الماضي في توقف حركة الإنتاج الثقافي بنسبه 50 إلي 60% وإغلاق عدد من دور النشر، لذا كان إلغاؤه أو تأجيله هذا العام يهدد صناعة النشر في مصر، ويهدد أيضا المعرض بالخروج من جدول المعارض الدولية. ومع إقامة المعرض كانت هناك نسب محتملة لحركة البيع والشراء خاصة أنه جاء بعد الثورة، لكن تلك النسبة أصبحت أقل بكثير من المتوقع بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، وتراجع الكتاب في قائمة أولويات الناس، للاهتمام بالشأن السياسي أو حالات الحزن بسبب ارتفاع عدد الشهداء والجرحى. قال الناشر محمد البعلي مدير دار صفصافة أن المعرض بشكل عام اضعف من أخر مرة أقيم فيها عام 2010، ولا تكمن المشكلة في التنظيم لكن بسبب الأحداث السياسية والمذابح التي حدثت أثرت علي نفسية الناس، وفي مرحلة القلق لا يكون شراء الكتب أولوية، لكن استمرار المعرض كان فرصة إيجابية للقراء المحتملين للتعرف علي العناوين الجديدة، كما أنه فرصة للقاء الناشرين ببعضهم، ومن الناحية التجارية فمن غطى من الناشرين تكاليف مشاركته بالمعرض يعتبر نفسه كسبان. وأوضحت د. فاطمة البودي صاحبة دار العين للنشر أن برغم كل تخوفاتنا من عدم إقبال الجماهير انما علي مستوي التوزيع كان هناك ناشرون أو أصحاب مكتبات عدد لا بأس به مشارك، وفي نهاية المعرض النتيجة مرضية بالنسبة لكل الظروف التي نعيشها، ومن الإيجابية أن يقام المعرض ويمر بسلام دون حدوث أي اشتباكات أو أحداث داخله بالرغم ما يحدث في مصر، وأنه لا توجد خسارة وإن افتقدنا من الناس والهيئات سواء من داخل مصري او الدول العربية كانت تمثل نسبة كبيرة من حركة البيع والشراء. وقالت البودي أن يكون هناك معرضان في ظرف 20يومًا هما الدارالبيضاء والرياض، جعل بعض الهيئات الموجودة في الدول العربية والتي كانت تنتظر معرض القاهرة لتشتري منه الكتب توفر نسبة كبيرة من شرائها لتلك المعارض مما انعكس سلبًا علي حجم التعامل في المعرض. ومن جانبه أشار الناشر شريف عبد الحكم صاحب دار العربي إلي أن نسبة البيع والشراء في المعرض هذا العام بالمقارنة بمعرض 2010 بلغت ثلث المبيعات فقط، هذا يرجع لعدد الزوار القليل جدا، كما أن التنظيم رغم المجهود المبذول، كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك، فلا يوجد بالمعرض خريطة ولا إشارات لتوضيح الأماكن كما أن الأرض كانت غير ممهدة في الأيام الأولي. وأرجع شريف ذلك إلي أن المعرض أقيم في وقت قليل، لكن برغم أخطائه من الجيد أنه أقيم وهناك عدد حتي لو قليل من الزوار اهتم به، ولفت شريف أنه شعر أن دول الخليج متخذة موقف من الثورة المصرية وبأن هذا في حركة البيع والشراء مما رأه أنه عقاب مادي، بأنهم لم يشاركوا في الشراء عن طريق ميزانية الشراء للجامعات العربية، ويشتري من معارض عربية أخري بنسبة كبيرة ومن مصر يشتري بنسبة أقل، وهذا اتجاه عام شبه متعمد، حتي لو خرج الناشرون المصريون لمعارض خارجية فهي معاقبة علي الثورة. وشارك بالمعرض هذا العام ناشرون من عدة دول، وكانت تونس ضيف الشرف الذي يحتفي "بثورات الربيع العربي". ومن الدول العربية التي شاركت بالمعرض الإمارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والجزائر وليبيا والأردن واليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وتونس ضيف الشرف، اضافه الي فلسطين. أما الدول الأجنبية المشاركة فهي بريطانيا والصين وتركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وأمريكا وروسيا وبولندا والدانمارك والهند. وبلغ عدد الناشرين المشاركين في المعرض في دورته هذا العام 745، منهم 32 ناشرًا أجنبيًا، و215 ناشرًا عربيًا، و498 ناشرًا مصريًا، إضافة إلي سور الأزبكية الذي يشارك ب"93" كشكًا.