* مصر خالية من «الفتنة الطائفية».. وصراعات المجتمع المصري سببها الجهل والفقر * «حفظى» و«سلامة» شهادة ضمان لأعمالى الفنية.. * «لا مؤاخذة» إضافة لى ولم أهتم بالمقابل المادى ملامحها الهادئة تجذب عين المشاهد معها لفترة طويلة.. فنانة «سورية» المولد «مصرية» الروح.. عاشقة للأدوار المختلفة، فمن صحفية بمسلسل «أهل كايرو» إلى قبطية بفيلم «واحد صفر».. خلقت «كندة علوش» لنفسها مساحة واسعة على أرض الفن بمصر. «كندة - 30 عامًا» تحرص على تقديم فن جيد.. تعترف بأن تدقيقها في اختيار أدوارها يجعلها تصعد سلم النجومية ببطء.. تحترم إنتاج الأفلام السينمائية بمختلف أنواعها.. تعتبر خجلها عائقا أمام تقديم أدوار «الإغراء».. ترى أن الوضع في سوريا «ضبابي» وغير متفائلة به.. «فيتو» حاورت الفنانة السورية كندة علوش، التي تخوض تجربة سينمائية جديدة وهي فيلم "لا مؤاخذة"، فإلى نص الحوار: في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم «لا مؤاخذة»؟ - بلا شك وجود «محمد حفظي» كمنتج للفيلم وهو شخصية أحترمها كثيرًا، لأنه خلق مساحة لسينما مختلفة عن السائد وقدم للسينما العديد من صناعها من الشباب ولم ينصع لأفكار شباك التذاكر، كما أن المخرج عمرو سلامة لديه مشروعه الفكري والفني.. «حفظي وسلامة» بمثابة «شهادة ضمان فنية» للمشاركة في أي عمل، بالإضافة إلى السيناريو شديد الخصوصية والذي يناقش قضية هامة وجريئة بطريقة مبهجة خالية من الخطابة أو الاستفزاز، وأقدم فيه شخصية أم قبطية بشكل مختلف، فضلا عن أنه مكتوب بعين طفل ببراءته وشقاوته. لكنك تشاركين في فيلم بعيد عن المكاسب التجارية ولست بطلته؟ - ما يعنيني هو الفن الجيد أكثر من الماديات أو البطولة المطلقة.. «لا مؤاخذة» أقدم فيه شخصية «كريستين» أم البطل وهو الطفل الصغير، لكني أعتبر مشاركتي في العمل إضافة لي ولمشواري الفني، كما أن وجودي في الفيلم إضافة له كذلك وهذا ما يهمني «أي اختيار أعمال جيدة بالأساس». البعض يرى أن التدقيق في اختيار أعمالك يمثل مشكلة لك.. ما تعليقك؟ بالفعل.. لأن تمسكي بتقديم فن جيد والتدقيق في اختيار أدواري من نوعية الأفلام التي أحبها ورفضي لكثيرٍ من الأعمال، يجعلني أصعد سلم النجومية ببطء، لكنها في النهاية خطوات محسوبة. ولا يعني كوني شخصية صارمة في اختياراتي، ألا أقدم «فنًا تجاريا».. بالعكس فأنا مع «الفن الممتع» بشكل عام، لكن يجب أن يحاط بعوامل أخرى ك«الصورة والتمثيل والإخراج واحترام الجمهور».. وخلال مشواري الفني قدمت عددًا من الأفلام ذات الصبغة التجارية ومنها فيلما «المصلحة» و«برتيتا» وهي أفلام تجارية، لكنها هامة وأتمسك بتقديم كل أشكال الفن. في الآونة الأخيرة تزايدت مطالب مقاطعة أفلام السبكي.. ما تعليقك؟ - أنا ضد دعوات مقاطعة أفلام بعينها أو أعمال لرفض مجموعة نوعيتها.. فلكل عمل جمهوره وروداه.. ثم إن الأخوين «محمد وأحمد السبكي»، رغم إنتاجهما أفلاما تجارية، إلا أنهما لديهما أعمال فنية هامة وجيدة، فمثلا هناك فيلم «واحد صحيح» وكان لي دور به، وكان من إنتاج السبكي، وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات.. وأنا ك«كندة» لا أفضل الأفلام «شديدة التجارية»، غير أنني مع تقديم السينما بكل أنواعها «الكوميدي والشعبي» وغيرهما. وماذا عن عدم تقديمك لأدوار إغراء في أعمالك؟ - أنا مع الجرأة في الأفكار، ومثلا مسلسل «نيران صديقة» الذي عرض خلال السباق الرمضاني السابق، كان دوري فيه «جرىء»، إلا أنني كنت بعيدة عن «المراهقة الفنية» فيه، وهناك فارق فأنا لدى «ضوابط وقيود خاصة، فأنا إنسانة خجولة ولا أمتلك القدرة أو الشجاعة على تقديم تلك النوعية من الأعمال»، وفي النهاية «أحترم أي فنانة تقدم مشاهد جريئة بشكل راق». لو عدنا لفيلم «لا مؤاخذة».. ألم يزعجك استمرار التصوير لفترات طويلة؟ - بالتأكيد.. وكنت أتمنى الانتهاء من التصوير في الوقت المحدد، وتحديدًا أن تأجيل التصوير أرهقني، لكننا جميعًا تفهمنا «الأحوال الأمنية غير المستقرة»، وكوننا أمام تجربة سينمائية مختلفة، جعلني «سعيدة جدًا بالتجرية». هل صحيح أنك خفضت أجرك في «لا مؤاخذة»؟ - مع مثل تلك التجارب الفنية، لا أتوقف كثيرًا أمام الماديات ولا أهتم بها، وخصوصًا أن دوري مميز. العديد من الفنانات يرفضن القيام بدور الأم.. ما رأيك؟ - العديد من الفنانات يتمسكن بأداء أدوار في مراحل سنية أصغر، لكن بالنسبة لي فدور كريستين في فيلم «لا مؤاخذة» كان مغريًا، لأنها شخصية مختلفة تمامًا وغير تقليدية أم قوية وصارمة ولا تظهر مشاعرها بسهولة وحنانها دائمًا داخلها، رغم معرفتها بمعاناة طفلها بسبب انتقالهم من شريحة اجتماعية واقتصادية مرفهة لحياة أقل في المستوى، ولا شك في أن شخصية «كريستين» أرهقتني جدًا، لأنني بطبيعتي إنسانة متدفقة المشاعر وعاطفية.. ودائمًا أتفق مع عمرو سلامة على تحجيم مشاعري حتى يرى المشاهد شخصية كريستين جيدًا. خلال فترة وجودك في مصر.. هل رصدت وجود أزمة طائفية بين المسلمين والمسيحيين؟ - مصر لا تعاني «الطائفية»، لكن الفقر والجهل يظهران عناصر سلبية في المجتمع، وربما تظهر «عنصرية» بين الطبقات الفقيرة أو الجاهلة، ليس بين المسلمين والمسيحيين فحسب، بل داخل كل طرف منهما تجد اختلافات، فالفتاة المسلمة غير المحجبة في المجتمعات الفقيرة «مضطهدة»، وفيلم "لا مؤخذة" يرصد جزءًا من ذلك. وماذا عن الطائفية في سوريا؟ - الأوضاع في سوريا شديدة الاختلاف، فعندنا عدد كبير من الطوائف «علوية وشيعة ودروز وسنة ومسيحيين».. أنا عشت في سوريا 30 عامًا لم أجد يومًا صراعًا طائفيًا، لكن ما يحدث حاليًا أن بعض الأطراف والعناصر من مصلحتها أن يتواجد مثل هذا الصراع لإظهار أن سمة «اقتتال طائفي» يحدث، وللأسف عناصر منتمية لنظام بشار الأسد والمنتمين للثورة يتحملان مسئولية ذلك. هل ترين أن الفنانين الثوريين في سوريا أكثر من عانوا من مواقفهم السياسية؟ - لا أحب تصنيف الفنانين ما بين «معارض وثوري».. أنا مع الناس وما يهمني هو الشعب السوري ولا يعنيني ماذا تقول المعارضة أو النظام.. أولئك الناس الذين عانوا ودفعوا الثمن غاليا، من ظل داخل سوريا دفع الثمن والذي شرد وخرج منها دفع الثمن والغني والفقير والمعارض والموالي كلهم دفعوا ثمنًا باهظًا بعد 3 سنوات من الصراع. كيف ترين المستقبل في سوريا؟ - أنا «غير متفائلة» بالوضع السوري والمشهد هناك «ضبابي». كنت من أشد الداعمين لثورة 30 يونيو في مصر.. كيف ترين الوضع حاليًا؟ - أتمنى الخير لمصر وأن تسير نحو الاستقرار، الذي يبحث عنه المصريون، فالوقت قد حان ليعمل كل منا من أجل أن يقدم لوطنه شيئًا، فحب الوطن ليس مجرد كلمات في أغنية، لكنه شىء ملموس علينا جميعًا أن نقوم به وأن يكون لدينا مشاريع تساهم في بناء الوطن.