للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة {جَنَّات عَدْن مُفَتَّحَة لَهُمْ الْأَبْوَاب }، وعدد أبواب الجنة ثمانية وأحد هذه الأبواب يسمى "الريان" وهو خاص بالصائمين، ففى الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله "ص " قال : فى الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان ،لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم ". وهناك باب للمكثرين من الصلاة ، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، ففى الحديث المتفق عليه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله "ص" : من أنفق زوجين فى سبيل الله من ماله، دعى إلى أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الصيام.. فقال أبو بكر: والله ما على أحد من ضرر دعى من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟، قال " نعم وأرجو أن تكون منهم". وقد روى مسلم فى صحيحه ، وأحمد فى مسنده ، وأهل السنن عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله "ص" : أخبر الرسول "ص" من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم رفع بصره إلى السماء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله تفتح له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". وقد أخبرنا الرسول "ص" أنه خص الذين لا حساب عليهم بباب خاص بهم دون غيرهم وهو باب الجنة الأيمن، وبقيتهم يشاركون بقية الأمم فى الأبواب الأخري، ففى الحديث المتفق عليه من حديث أبو هريرة فى حديث الشفاعة "فيقول الله: يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن، وهم شركاء الناس فى الأبواب الآخرى " ثم بين فى هذا الحديث سعة أبواب الجنة ، وان ما بين جانبى الباب كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصري، ففى الحديث السابق المتفق عليه يقول الرسول "ص" : والذى نفس محمد بيده : إن بين المصراعين من مصاريع الجنة ، أو ما بين عضادتى الباب، كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصري". وقد أخبرنا الرسول "ص" أن أبواب الجنة تفتح فى رمضان ، ففى الصحيحين ومسند أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال: قال رسول الله "ص" : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وفى رواية : فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار. وورد فى بعض الأحاديث أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة، فقد روى أحمد فى "مسنده" وأبو نعيم فى "الحلية" عن حكيم بن معاوية عن أبيه معاوية أن الرسول "ص" قال: إن ما بين المصراعين فى الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم ، وإنه لكظيظ ". المصادر: - سورة "ص" - النهاية ل"ابن كثير" - مشكاة المصابيح...