نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تقريرا بعنوان «مصريون في الظل يطمحون إلى الترشح لرئاسة الدولة»، تحدثت فيه عن بعض الشخصيات «المغمورة» الراغبة في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت الصحيفة: «من جديد بدأ يطفو على السطح هذه الأيام خليط من الراغبين في خوض غمار السباق على الكرسي الرئاسي، رغم أنه لم يتقرر بعد ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية ستجري أولا أم الرئاسية، ويستغل بعض «معتزمي الترشح» الزخم السياسي الحالي في البلاد بشأن الاستفتاء على الدستور المقرر لها اليوم الثلاثاء ويوم غد الأربعاء للترويج لأنفسهم، وسط تكهنات بأن يتقدم للترشح شخصيات كبيرة على رأسها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي». «السياسة لا ينفع فيها دفع فلوس، لأن من تشتريه بالفلوس اليوم يبيعك غدا»، هكذا يقول طارق إمام علام، حفيد الزعيم أحمد عرابي وكيل مؤسسي حزب «الحرية»، وهو يروي تجربته التي لم تكتمل لخوض انتخابات الرئاسة مرتين في السابق، ويتحدث عن مشكلة جمع بطاقات التأييد وتوثيقها في مكاتب الشهر العقاري. ويفخر «علام» باللقب الذي أطلقته عليه بعض وسائل الإعلام المحلية بأنه «حفيد عرابي»، الذي قاد ثورة ضد الخديوي توفيق عام 1881، لكنه يوضح «عرابي في مقام جدي لجدتي ولست حفيدا من صلبه». وعن توجهه السياسي يقول علام، الذي ترجع أصوله إلى محافظة الشرقية، «أنا وسطي ومعتدل.. يهمني الفقراء ومن يحتاجون للرعاية الطبية والصحية ويهمني كرامة الإنسان». ثم يستطرد: «يهمني أيضا الرأسمالي الوطني الذي يفتح أبواب عمل للعاطلين». ويدافع علام عن جدارته في الترشح، قائلا إنه «منخرط في السياسة منذ 40 سنة، وميسور ماليا». ويؤكد أنه إذا ترشح الفريق أول السيسي «سيكون كل المرشحين الآخرين مجرد ديكور»، في إشارة إلى شغف غالبية المصريين بقائد الجيش ودعوتهم له بالترشح للرئاسة. ويضيف: «أنا أعمل على أساس أنه لن يخوض الانتخابات. وإذا ترشح سأستمر لأقول للناس إنني موجود». ومن مدينة الإسكندرية، يقول ياسر فراويلة، الذي لم يكمل إجراءات الترشح لانتخابات الرئاسة في 2012: «أفكر في الترشح مجددا حتى لو ترشح الفريق أول السيسي». ويتحدث فراويلة بثقة عن قدرته على المنافسة. وأوضح أنه «يعبر عن تيار الإسلامي القومي». ويضيف «يوجد غضب في وسط الإسلام السياسي، وكثير من قيادات هذا التيار، خصوصا جماعة الإخوان، لن يتمكنوا من الترشح». وعما إذا كانت محاولات الدخول للسباق الرئاسي من الشخصيات المغمورة مجرد بحث عن الشهرة كما يقول البعض، أوضح فراويلة قائلا: «ربما كان هذا صحيحا في أول انتخابات بعد ثورة يناير، لكن أعتقد أنه في هذه السنة الوضع أصبح أكثر جدية». ويشكو فراويلة ومعظم المرشحين المغمورين من مشكلة توثيق بطاقات تزكية الناخبين لهم، في مكاتب التوثيق، وهي أحد شروط الترشح. وينص الدستور لقبول أوراق الترشح جمع ما لا يقل عن تأييد 25 ألف ناخب في 15 محافظة، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. ويقول إن «المرشحين الكبار لانتخابات الرئاسة الأخيرة هيمنوا على مكاتب توثيق بطاقات التأييد، وتسببوا في زيادة سعر البطاقة في السوق السوداء إلى نحو 700 جنيه»، ويضيف: «كان من الصعب جمع بطاقات التأييد بالأموال من السوق السوداء»؟ وبين شارع وآخر في جنوبالقاهرة يمكن أن ترى لافتات تأييد الدستور الجديد موقع عليها بأسماء غير معروفة تعلن عن عزمها الترشح للرئاسة، من بينهم «موظف إعلانات في شركة طباعة صغيرة»، و«تاجر دواجن»، و«شاعر وناقد» و«بطل في كمال الأجسام». وتحمل توجهات معظم المرشحين القادمين من القاع شعارات عامة ومتشابهة يعتقد أنها تستهوي المصريين، خصوصا في الأجواء الثورية الراهنة، مثل «الوسطية والاعتدال» و«رعاية الفقراء» و«الكرامة الإنسانية». كما تجمع هؤلاء سمة عامة هي تواضع القدرة على الإنفاق المالي الذي تتطلبه الحملات الدعائية الضخمة للترشح للرئاسة.