سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحالف النور السلفى والمعارضة.. إطاحة بالإخوان.. أم اتفاق مرحلى مؤقت؟.. بديع: يعزل الجماعة.. السعيد: حالة الغضب من الإخوان وراء الاتفاق.. عبد المجيد: الهدف منه الوصول لسياسة إصلاحية
شهدت الفترة الأخيرة تحولًا فى سياسة النور السلفى، فقد كانت هناك حالة من التقارب بين السلفيين والقوى السياسية الإسلامية والمعارضة من القوى المدنية وجبهة الإنقاذ، فيخرجوا علينا بمبادرة تجمعهم. لكن يظل السؤال قائمًا. هل ستتم الإطاحة بالإخوان بعد هذه التحالفات؟ يؤكد أحمد حسن بديع، المتحدث الرسمى لحزب الوطن السلفى، أن التقارب الأخير بين حزب النور السلفى والقوى المعارضة الرافضة للحوار مع الرئيس محمد مرسى وخاصة جبهة الإنقاذ يأتى نتيجة الاستشعار برغبة حزب النور فى إيجاد مخرج للأزمة التى يعيشها الشعب المصرى. ويضيف أن هذا التقارب أمر جيد يؤول بجماعة الإخوان المسلمين إلى العزل عن باقى القوى بعد كشف نواياهم فى الهيمنة على كل شىء فى مصر. ويشير "بديع" إلى أن هذا الأمر ربما يستمر للانتخابات المقبلة فى ظل المبادئ التى وضعها د. يونس مخيون، رئيس حزب النور، وهى نفس الضوابط التى نادت بها "جبهة الإنقاذ" ورفضها الرئيس مرسى وجماعته دون إيضاح برنامج محدد بدلاً من برامجهم التى تدمر البلد. ومن جانبه، يقول الشيخ عبدالغفور شميس، قيادى جماعة الجهاد، إن مبادرة حزب النور للحوار هى فى الأصل مبادرة "جبهة الإنقاذ"، ويتبناها حزب النور. ويطالب بضرورة قيام التيارات الإسلامية بعدم الخلط بين الدين والسياسة؛ لأن هذا ينتقص من شعبيتهم فى الشارع المصرى، بالإضافة إلى التكاتف فى هذه المرحلة الصعبة لتعبر مصر للأمان بغض النظر عن هذا إسلامى أو ليبرالى. ويؤكد اللواء عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السابق وعضو الهيئة العليا للحزب، على أن مبادرة حزب النور مبادرة جيدة بغض النظر عما تطالب به جبهة الإنقاذ من إسقاط الرئيس وإلغاء الدستور وإقالة النائب العام وهذه النقاط اتفق فيها حزب النور مع جبهة الإنقاذ. ويضيف أن حدوث تحالف بين القوى المدنية والتيارات الإسلامية بعد هذه المبادرة فى مواجهة الإخوان يعد أمرًا صعبًا، خاصة أن القوى المدنية تنقسم إلى شقين؛ الأول قوى مدنية إسلامية ولكنها لا تريد الإسلام السياسى وهذه يمكن لنا ان نتحالف معها، وقوى مدنية علمانية ترفض الشريعة وبالتالى لايمكننا التحالف معها. ويشير "عفيفى" إلى أن المرحلة الحالية تعد بالغة الحساسية فى ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية وبالتالى فإن "هذه المبادرة من د.يونس مخيون تهدف للخروج من هذه الأزمة وليس هدفها الانتخابات المقبلة، وبالتالى فالاتفاق مرحلى". أما الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير الاستراتيجى بمركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام، فيؤكد أن التقارب بين القوى المدنية، وجبهة الإنقاذ، وحزب النور، والتيار السلفى من خلال مبادرة حزب النور هو أمر جيد للخروج من الأزمة الحالية. ويضيف أن هناك تشاورًا وتنسيقًا مع التيارات الإسلامية السلفية من أجل الوصول إلى سياسة إصلاحية من خلال الارتكاز على عدد من النقاط منها تشكيل حكومة وحدة وطنية وحيادية مؤسسات الدولة، وتعيين نائب عام، ولجنة تحقيق قضائية الأحداث الأخيرة. ويؤكد "عبدالمجيد" أنه من الصعب الحديث عن التحالف حاليًا، خاصة وأن هناك مناقشات لابد أن تجرى داخل كل تيار، فضلًا عن انتخابات الشعب مازال أمامها وقت. وأكد الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن تلبية "جبهة الإنقاذ" لمبادرة رئيس حزب النور جاءت للاستماع أولًا، ثم عرض الأمر على قيادات جبهة الإنقاذ وعرض رؤيتنا، خاصة أن هذه المبادرة تأتى بصفة شخصية. وأضاف د. رفعت السعيد أن التحالف بين بعض التيارات الدينية والقوى المدنية أمر وارد وبقوة فى ظل حالة الغضب الشديد من الإخوان المسلمين وسياساتهم التى تهدف إلى إحكام قبضتهم على كل مؤسسات الدولة عن طريق الأخونة، وبالتالى فى حالة حدوث ضد التحالف فى الانتخابات المقبلة ستكون النتيجة هى عزل الإخوان المسلمين، فضلًا عن أن مبادرة "مخيون" تحوى العديد من المطالب التى عرضها جبهة الإنقاذ لضمان نزاهة الانتخابات المقبلة.