أعرب رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال اليوم الإثنين عن ارتياحه للتطور الملموس، الذي تشهده المشاريع الاستثمارية المشتركة التي باشرتها الجزائروفرنسا، مؤكدا أن نتائج هذا التقدم ستظهر قريبا. وقال سلال - في تصريح أدلى به في ختام اللقاء الاقتصادي الذي نظمه منتدى رؤساء المؤسسات بالتعاون مع منظمة أرباب العمل الفرنسية (ميديف انترناسيونال) -: إنه على الصعيد الاقتصادي تشهد المشاريع التي بدأها الجانبان سويا تطورا ملحوظا، مشيرا إلى أن احتفالا سيقام على المدى القصير بخروج أول سيارة من علامة "رونو" صنعت في الجزائر. وأوضح رئيس الوزراء أن عدة نجاحات جسدت هذا التطور الملموس في العلاقات الاقتصادية تحققت اليوم على غرار مجال إنتاج العقاقير، مشيرا إلى أن الجزائر على استعداد لتكثيف هذه الأمثلة من النجاح، مضيفا: إن المؤسسات الفرنسية التي تعرف جيدا السوق الجزائرية يمكنها أن تكون مطمئنة لإرادتنا السياسية حول تشجيع الشراكة التي تعود بالفائدة على الطرفين. وأشار إلى أن البلدين قادران على التقدم معا نحو تعاون صناعي حقيقي بإمكانه تغيير هيكلية مبادلاتهما القائمة اليوم على "مواد تكاملية أولية" (بيع المنتجات الصناعية ذات قيمة مضافة عالية وشراء المحروقات)، مشيرا إلى أن خصوصية الروابط بين البلدين تشكل دافعا رئيسيا لرفع علاقات التعاون الاقتصادي إلى مستوى أعلى. من جهته، أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرو - الذي شارك أيضا في منتدى الأعمال الجزائري الفرنسي - أن الجزائر ليست مجرد سوق بالنسبة لفرنسا بل شريكا قبل كل شيء، مشيرا إلى أن الشراكة الاقتصادية الجزائرية - الفرنسية قديمة وقوية وواعدة، مذكرا بأن فرنسا اليوم تعتبر العميل الرابع للجزائر والمستثمر الأول خارج المحروقات. وذكر في هذا الخصوص بتجسيد عدة مشاريع استثمارية مشتركة على غرار مصنع سيارات رونو بواد تليلات (وهران) والمجمع الدوائي سانوفي بسيدي عبد الله والوحدة الجديدة للغازات الصناعية أو مواصلة استثمارات المجمع الفرنسي لإفارج معربا عن ارتياحه لتحقيق التزامات إعلان الجزائر. كما أكد أن تلك المشاريع الكبرى تشكل نجاحات ملموسة وملحوظة، وهي بمثابة تشجيع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا للمؤسسات ذات الحجم المتوسط لبلدنا، مشيرا إلى أن 20 مؤسسة صغيرة ومتوسطة فرنسية قد أقامت علاقات شراكة بمختلف الأشكال. يذكر أن لقاء الأعمال الجزائري - الفرنسي الذي جرى بمناسبة انعقاد الاجتماع الأول للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى التي تم إنشاؤها في إطار إعلان الجزائر الذي توج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الجزائر في ديسمبر 2012 قد اختتم بإبرام 13 اتفاق تعاون في مختلف المجالات، لاسيما الصناعة والطاقة الشمسية والاتصالات.