أدان المرصد الليبي لحقوق الإنسان، ما حدث في مدينة بنغازي من اشتباكات مسلحة بين القوات الخاصة "الصاعقة" وجماعة أنصار الشريعة. كما أدان المرصد، في بيان له، أحداث الاشتباكات بين طرفين احتكما للسلاح وقد غطت عقولهما وأنظارهما غشاوة، فلم يكترثا للسكان والعائلات والأطفال، فكانت ساحات الوغى هي الأحياء السكنية وبالتالي تعريض المواطنين للخطر الأكيد غير المحتمل. وأضاف أن ما حدث أمس، يدين الطرفين مهما كانت الأسباب ومهما كانت درجة الشرعية التى يتكلمان عنها فهما مدانان، وعلى من يدعي الشرعية أن يمثل أمام جهات التحقيق إن قامت الحكومة بدورها الرئيسي وهو استقرار الأمن ومعاقبة كل من يعرض أمن المواطن والدولة للخطر. وأكد المرصد الليبي لحقوق الإنسان أن الاحتكام للسلاح لن يحل المشاكل بين أبناء الوطن الواحد المتعدد الأفكار والتوجه، وقال إن من المحزن أن يجنح العديد ممن ينتهجون آراء سواء كانت حزبية أو جهوية أو حتى عقائدية إلي أساليب يغلب عليها طابع العنف سواء كان عنفا ماديا أو لفظيا والذي بدوره لا يؤسس لمستقبل واعد يكفل احترام وتعايش مختلف وجهات النظر والرؤى والبرامج الملموسة لحلول المشاكل الفعلية التي تواجه مستقبل البلاد في الحاضر والمستقبل. وحذر البيان من الانجراف وراء تيارات تدعو لعدم التهدئة وتصعيد الموقف باتجاه لا يخدم الصالح العام، ودعا لضبط النفس والتهدئة وتبني سياسة الحوار ونبذ العنف وتغليب مصلحة الوطن علي أي مصالح أخرى، كما دعا إلي استخدام لغة شفافة ووعي متقدم يقبل بالآخر حتى وإن اختلف معه وينطلق من هذا لنقد الآخر باستخدام منهجية لا تستهدف وضع الخصم في الزاوية الضيقة التي قد تجعل منه جسما مُعاديا حتى باقتناعه بوجه الطرف الآخر. وناشد مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية من أصحاب الحكمة والمشورة ضرورة الإسراع في وضع برامج من شأنها أن تعزز المصالحة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد والدين الواحد والمصير الواحد. وحمّل البيان المسئولية للسلطات الرسمية بالدولة، وطالبها بالتصرف بما تقتضيه المصلحة العامة وأن تدعم أي حراك من شأنه نبذ العنف والإقصاء.