من أشهر صعاليك ما قبل الإسلام من قبيلة «بقوم الأزدية»، ومن العدائين الذين يسبقون الخيل عدوًا - بصراحة لا أدري سر العلاقة بين الصعلكة وسرعة العدو، لكن واضح كدا إن من شروط الصعلكة أن يكون الصعلوك دا برجله مفتوح ويقدر يسابق الخيل. قالوا عنه إنه ممن لا يحتاجون الخيول عندما يهجمون على القبائل، يعني كان من قوات المشاة، الراجل يا جدعان مش محتاج خيل، دا بيجري أسرع منها. اسمه بقى حكاية لوحده، تحس كدا إن كل كلمة فيه محتاجة تفسير، تعالوا نشرحها واحدة واحدة.. أطيلس دي تصغير كلمة أطلس، والأَطْلَسُ دي مش حلف الأطلسي لا مؤاخذة ولا حتى حلف الناتو، لكن لو اتقال على راجل إنه أطلس يبقى دَّنِسُ الثياب،وإياك أن تفهم دنس الثياب دي حاجة عيب، دا هو يقصد هدومه وسخة مش نضيفة،يعني الظاهر مسحوق «لاتوه وعزتوه»- إنتاج شركة اللات والعزي لمساحيق الغسيل - اللي كان منتشر في الجاهلية مكنش قد كدا أو مغشوش، لأنه مكانش بيشيل البقع ومش بيخلي الهدوم تتنفس. وفي ناس تانية قالت إن أطلس دي اللي هو تساقط الشعر، جايز إن صاحبنا دا كان أصلع والدكتور حنظلة بن المهلهل بن قريع بن مستكة المتخصص في علاج الصلع وتساقط الشعر،ودا كان مشهور جدًا اياميها، وعيادته جنب صنم «هبل» على طول، المهم أن الدكتور إداله كريم «هير لات»، ودا كان له أعراض جانبية، فشعره وقع كله فسموه الأطلس عشان نفسيته متتأثرش بس من كلمة أقرع. أما أعسر بقى وطبقا لما جرى في كلام العرب، يقال «رجل أعسر» إذا كانت قوته في شماله وبيعمل بها ما يعمله غيره بيمينه، وشماله دي إيده الشمال مش هو راجل شمال لا مؤاخذة عيب تفتكر كدا، أي نعم كان ممكن تلاقي ستات من الجاهلية شمال ودول واقفين جنب عمدان الكهربا في شارع جامعة الدول الجاهلية أو على ناصية شارع الأصنام المتفرع من شارع أبو لهب.. لكن هو كان راجل بمعنى الكلمة، وقوته كدا كانت في الجانب الشمال في إيده ورجله زي ما كان أخيل قوته في كعبه أو شمشون قوته في شعره،إمكانيات بقى، فكان يقال: ليس شيء أشد من رمي الأعسر. وطبعًا «البقمي» لأنه كان من قبيلة «بقوم»، وهي من قبائل العرب، أصلها من «الأزد»، وهي قبيلة أصيلة مأصلة ولها جذور في تاريخ العرب. وعن سرعته في الجري فقد حكى واحد من أصحابه الصعاليك اسمه حاجز بن عوف الأزدي،ودا كان صاروخ زيه في الجري،والإتنين كانوا مشتركين في مركز شباب «بقوم الأزد»، واشتركوا مرة في دورة رمضانية مؤهلة لكأس الأمم الجاهلية بقيادة المدرب الأجنبي لخيعة بن ينوف، ودا كانوا أسروه في غزوة من غزواتهم على بلاد البقر، ووقعوا في النهائي مع فريق «غانا قريش» وخسروا ستة واحد،لأن الحكم كان من بني قصي بن كلاب،ودول كانوا بيغلوا شوية من بقوم الأزد، عشان كدا حسب لهم ضربات جزاء بالعبيط.. الغريبة بقى إنهم بعد الهزيمة راحوا قدموا قربان لهبل،وقالوا قضا أخف من قضا، مش عارفين إيه اللي كان مستخبي لهم لو غلبوا الماتش دا، مش يمكن يكون حماسة بن خلف كان مجهز لهم أغنية «والله وعملوها الخيالة»، والا السكسك بن واثل محضر لهم أوبريت جامع خيرة مطربي الجاهلية كلهم زي المطرب المخضرم شناتر الحميري وأحيحة بن الجلاح والمطربة الشعبية اللي مكسرة الدنيا الفريعة الخزرجية. المهم حاجز بن عوف دا بيقول أنا كنت أسبق أي حد حتى الخيل كنت بسبقها، لكن ما رأيت أحدًا جاراني إلا أطيلس أعسر من البقوم، فإذا عدونا معًا فلا أقدر على سبقه، ودى كانت كل المعلومات المتاحة عن هذا الصعلوك!