في ظل غياب الرقابة الحكومية تتزايد مراكز الدروس الخصوصية في توحشها، وتزداد مع الوقت، لتصبح بديلا عن المدارس الحكومية، وتجتذب الطلاب، وبدلا من أن يذهبوا إلى مدارسهم، يحملون حقائبهم من أجل حجز مكان بأحد المراكز. مصادر بوزارة التربية والتعليم كشفت أن حجم استثمارات مراكز الدروس الخصوصية يصل إلى 72 مليار جنيه، لا تدفع عنها تلك المراكز ضرائب لأنها غير مرخصة، كما أنها لا تضع ما تتحصل منه في البنوك، ولكنها تشترى بتلك الأموال عقارات وأراض لضمان عدم الملاحقة من جهاز الكسب غير المشروع. وكشفت المصادر ذاتها عن قيام 5 مدارس خاصة بمحيط ديوان عام الوزارة تتبع إدارة السيدة زينب التعليمية، بتحويل فصولها عقب انتهاء اليوم الدراسي إلى مراكز للدروس الخصوصية وليس "مجموعات للتقوية". وأشارت المصادر إلى أن عددا من أولياء الأمور عبروا عن استيائهم من ذلك الوضع بالشكوى إلى وزير التعليم، مطالبين الوزارة بالتدخل ووقف تلك الممارسات التي تدفع المدارس إلى إجبار الطلاب في تلك المدارس على الدروس الخصوصية. من جهته، أكد محمد سعد رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي بوزارة التربية والتعليم أن حل مشكلة مراكز الدروس الخصوصية يحتاج إلى تكاتف المحافظين ومسئولي الحكم المحلي مع الوزارة من أجل محاربة ذلك. وأضاف، في تصريح ل"فيتو" أن الوزارة بمفردها لا يمكنها مواجهة مراكز الدروس الخصوصية، وأوضح أن المحليات تستطيع إغلاق الأماكن غير المرخصة وتمثل النسبة الغالبة من تلك المراكز. وقال إن "هناك أماكن لا يمكن إغلاقها مثل المراكز التي تتبع المساجد، وتقدم خدمة الدروس الخصوصية عن طريق عدد من المعلمين مقابل أجر متفق عليه"، مضيفًا أن الأمر في هذه الحالة يعد مواجهة مع القائمين على المسجد. وطالب وزارة الداخلية بمراقبة تلك المراكز وضبط المخالفين بها، إذا حاولوا استغلالها لعقد اجتماعات، وندوات سياسية أو استغلوها لتحريض الطلاب على التظاهر. في حين أكد أحمد خضر مدير إدارة الأمن بوزارة التربية والتعليم أن حل مشكلة الدروس الخصوصية، يحتاج إلى إرادة سياسية قوية، مطالبا المحافظين بتقنين أوضاع تلك المراكز، وإغلاق المخالفة منها. وكانت الإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم أرسلت رسالة شكر رسمية إلى محافظ المنوفية الدكتور أحمد شرين فوزي على ما اعتبرته إدارة الأمن قرارا جريئا من المحافظ بقطع الخدمات والمرافق عن جميع مراكز الدروس الخصوصية. وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم كواليس قرار محافظ المنوفية بتعقب مراكز الدروس الخصوصية وملاحقتها وقطع الخدمات والمرافق عنها، بأن المحافظ كان في زيارة لمدرسة المساعي الثانوية العسكرية بشبين الكوم، وأثناء جولته وجد نسبة الحضور منخفضة للغاية، وأجابه مدير المدرسة أن الطلاب لا يحضرون إلى المدرسة بسبب تواجدهم في مراكز الدروس الخصوصية، وعندما تيقن المحافظ أن تلك المراكز غير مرخصة اتخذ قراره بوقفها وقطع الخدمات عنها.