استيقظ سكان عدد من المناطق الشيعية في بغداد اليوم الأحد، على أصوات تفجيرات لسيارات مفخخة أدت إلى مقتل العشرات، ليرتفع بهذا عدد القتلى في العراق هذا الشهر إلى أكثر من 600 قتيل. وأفادت مصادر أمنية وطبية عراقية وشهود عيان بأن 11 انفجارًا بسيارات مفخخة وقعت بالتزامن صباح اليوم الأحد، في العاصمة العراقية بغداد، أسفرت عن مقتل 37 شخصًا على الأقل، وعدد الجرحى بلغ نحو 75 شخصًا. ووقعت الانفجارات في مناطق البلديات والصدر وفلسطين والبياع والمشتل والحسينية والنهروان والشعب والحرية، التي تقطن معظمها أغلبية شيعية، بحسب مصادر. واستهدفت السيارات المفخخة المواطنين في الأسواق والأماكن العامة، وشهدت بغداد إجراءات أمنية مشددة وانتشارًا واسعًا لقوات الجيش، وتشديدًا لإجراءات التفتيش وسط سماع أصوات أبواق سيارات الإسعاف. وتشكل موجة الهجمات هذه حلقة جديدة في مسلسل أعمال العنف اليومي المتصاعد منذ أبريل الماضي، عندما قتل 50 شخصًا في اقتحام قوات حكومية لاعتصام مناهض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، قرب كركوك، الواقعة على بعد 240 كيلومترًا شمال بغداد. ويستهدف مسلحون سنة، بينهم تنظيم القاعدة، الشيعة في العراق. واستغل المسلحون الغضب المتزايد بين السنة الذين يمثلون أقلية في العراق ويشكون في تهميشهم من قبل الحكومة العراقية بقيادة الشيعة. كما يزيد الصراع السوري من التوترات الطائفية في العراق. وكانت أعمال العنف في العراق قد بلغت ذروتها عامي 2006 و2007 قبل أن تنحسر. والآن تتزايد الهجمات من جديد. وقتل في العراق منذ بداية شهر أكتوبر الحالي أكثر من 600 شخص، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس استنادًا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية. وبلغ عدد من قتلوا هذا العام من المدنيين حتى الآن نحو ثلاثة آلاف مدني، وفقًا لمشروع (ضحايا حرب العراق) الذي يتولى تحديث قاعدة بيانات القتلى المدنيين جراء العنف بالعراق منذ الغزو الأمريكي سنة 2003.