أثار حجم الإقبال على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أول أيامه لهذا العام جدلا بين الزوار والناشرين سواء العرب أو المصريين، فالبعض قال إن الإقبال كبير واعتبر أن ذلك مفاجأة فى ظل تخوف المواطنين من أحداث 25 يناير وما ستسفر عنه، وقال البعض الآخر إن الإقبال ضعيف وأرجعوا ذلك إلى ارتفاع أسعار الكتب إلى جانب سوء الحالة الاقتصادية. وأبدى الكاتب، عمرو على العادلى دهشته من الإقبال الكبير على المعرض، على عكس ما كان متوقعا نظرا للأحداث الجارية، مؤكدا أن الدعوات المطالبة بالنزول للشوارع اليوم لن تؤثر على معرض الكتاب وفعالياته، وأن العديد من الكتاب أصروا على استمرار تلك الفعاليات. وأكد الكاتب خالد السرجان أن هناك إقبالا على المعرض، لكن ليس كما كان متوقعا، قائلا "لو قارنا الإقبال هذا العام بأول يوم من الأعوام الماضية سنجد أن الإقبال أكثر من المعارض السابقة". واعتبر أن هذا الإقبال الكبير ليس له علاقة بخوف المواطنين من أحداث 25 يناير موضحا أن الأمر ربما يعود لانشغال الطلاب بامتحاناتهم التى انتهت مع انطلاق المعرض. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الكتب الملاحظ فى هذا العام له علاقة بارتفاع سعر الدولار، وإن كانت هناك خصومات أكبر من مثيلاتها فى الأعوام السابقة. وأضاف أن هناك كتابات قوية اشتركت بها بعض دور النشر هذا العام منها "دار الفارابى ودار نجيب الريس ودار التنوير"، ومن الكتابات الجديدة ترجمة جديدة لكتاب "رأس مال" ورواية "أمين معلوف" بالإضافة للعديد من الإصدارات عن" الربيع العربى" سواء مع أو ضد. وفيما يخص زوار المعرض فأكد عمرو عبدالنبى، الطالب بكلية الهندسة أن الإقبال هذا العام جيد، لكنه علق على ارتفاع أسعار الكتب وخاصة العلمية. وقال "أشعر أن هذا المعرض مخصص إلى غير المصريين، معللا ذلك بأن أسعار بعض الكتب العلمية التى هو فى حاجة إليها تتراوح ما بين 300 و700 جنيه، وأن هناك رواية تجاوز سعرها 100 جنيه. وأضاف أنه لن يشارك فى التظاهرات، وأن ذلك ليس له علاقة بأنه مؤيد أو معارض ولكن الأمر راجع إلى أنه يفضل العمل السلمى لأنه الأكثر أمنا لمصر. وأكد ناشر سورى أن هناك صعوبات واجهت دور النشر السورية المشاركة بالمعرض خاصة أن أغلب الناشرين السوريين الذين تمكنوا من المشاركة بالمعرض كانت لهم كتب فى أماكن خارج بلادهم سهلت عليهم الأمر، أما داخل سوريا فالأمر صعب وأنه لا يعتقد أن هناك ثمة مشاكل تتعلق بمعرض الكتاب من أحداث 25 يناير. وأكد محمود صادق، أحد العارضين بسور الأزبكية، أن أعداد الزوار لهذا العام قليلة جدا لكنه لم يرجع ذلك لخوف الناس من أحداث اليوم الجمعة مبررا ذلك بأن (الناس النهاردة ما بقتش تخاف) وأرجع "صادق" المسألة لسوء الحالة الاقتصادية للمصريين. وأبدى دهشته من ترحيب الإعلام بزيارة الرئيس محمد مرسى لسور الأزبكية قائلا "إمبارح قعدنا على باب المعرض لحد الساعة 3 العصر مستنيين ندخل، يبقى الريس زار مين؟" وقال إنه أيام مبارك كان يسمح لنا بالدخول باكرا عن ذلك، وإن ما حدث من تعطيل أعمالنا لساعات فى انتظار انتهاء زيارة مرسى سابقة لم تحدث قبل ذلك. وأكد أن الرئيس لم يدخل سور الأزبكية، وأنه اكتفى بزيارة دور النشر الكبيرة فقط. وأكد مدير مكتبة جزيرة الورد أن الإقبال على المعرض أقل من الأعوام السابقة، وأن تحديد نسبة الإقبال على المعرض من عدمه ستتحدد بعد انتهاء فعاليات اليوم.