أظهرت التقارير ارتفاع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا خلال الشهر الماضي بنسبة 21 % مقارنة بأغسطس الماضي. ويأتي هذا فيما يستعد وزراء داخلية الدول الأوربية لمناقشة مسألة المهاجرين غير الشرعيين. وارتفع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا مجددا خلال سبتمبر الماضي، وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الاثنين في برلين أن نحو 11500 شخص تقدموا بطلبات لجوء خلال الشهر الماضي، وذلك بزيادة قدرها نحو 21 % مقارنة بأغسطس الماضي، وتمثل نحو 71 % مقارنة بسبتمبر عام 2012. ووفقا لبيانات الوزارة، فإن غالبية من يحاولون دخول ألمانيا قادمون من صربيا، تليها سوريا ومقدونيا وروسيا وأفغانستان، وفي الفترة من يناير حتى سبتمبر عام 2013 تقدم نحو 74 ألف شخص بطلبات لجوء في ألمانيا، أي بزيادة قدرها 85 % مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي. وارتفع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا مؤخرا مقارنة بفترات سابقة، إلا أن نسبتهم حاليا ما زالت أقل بكثير من نسبتهم إبان تسعينات القرن الماضي، حيث كان يزيد عدد طالبي اللجوء حينها سنويا على 400 ألف شخص في ذروة سلسلة من الصراعات ولاسيما الحرب في منطقة البلقان. وتأتي هذه الأرقام فيما تجدد الجدل في أوربا حول كيفية التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين سيما القادمين من الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وذلك بعد مأساة غرق سفينة المهاجرين غير الشرعيين قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الايطالية. وطلبت إيطاليا أن تدرج قضية الهجرة على جدول أعمال اجتماع وزراء الداخلية الأوربيين الذي يعقد الثلاثاء في لوكسمبورغ، وفق مصدر قريب من الرئاسة الليتوانية للاتحاد الأوربي، ولم يتوقع المصدر اتخاذ قرارات في هذه المرحلة، علما بأن الوزراء سيبحثون إضافة إلى مأساة لامبيدوزا ملف استقبال اللاجئين السوريين في اوربا. ونفت الحكومة الألمانية اتهامات بعدم استقبال ألمانيا لعدد كاف من اللاجئين، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبر، اليوم الاثنين في برلين إن عدد طالبي اللجوء في ألمانيا ارتفع بشكل ملحوظ، مضيفا أن بلاده تفعل ما يتناسب مع مساحتها وتعداد سكانها وفقا للمعايير الأوربية لاستقبال اللاجئين. ومن جانبه، ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن "الدعوة إلى استحداث آلية توزيع عادل" للاجئين في أوربا غير مبررة بالنسبة لألمانيا من ناحية الأعداد، موضحا أن ألمانيا استقبلت العام الماضي نحو 65 ألف طالب لجوء، بينما استقبلت إيطاليا 15 ألف فقط. ومن جانبه، طالب رئيس البرلمان الأوربي مارتن شولتس، بتوزيع عادل للاجئين داخل أوربا، مؤكدا أيضا ضرورة أن تستقبل ألمانيا المزيد من اللاجئين. وأعرب زايبرت عن عميق أسف الحكومة الألمانية إزاء مقتل لاجئين قبالة السواحل الإيطالية، مضيفا أن حل هذه المشكلة يكمن في تحسين الظروف المعيشية في الدول التي يتوافد منها اللاجئون.