يعتزم الاتحاد الاوروبي حشد طاقاته لمساعدة ايطاليا على مواجهة تدفق المهاجرين التونسيين بشكل كثيف ودعا الدول الاعضاء الى المشاركة في عملية لوكالته لمراقبة الحدود الاوروبية (فرونتكس). وستساعد وكالة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الحدود (فرونتكس) السلطات الايطالية على مواجهة تدفق اعداد كبيرة من المهاجرين التونسيين الى جزيرة لامبيدوزا الواقعة قبالة صقلية، على ما اعلن مديرها ايلكا لايتينن في برلين الثلاثاء. وقال في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر الاوروبي للشرطة "سنطلق هذه العملية في غضون بضعة ايام". واوضح انه سيتم استنفار ما بين 30 و50 شخصا اضافة "الى بعض السفن وبعض الطائرات"، لكنه لفت الى انه "مقارنة بالتدابير الوطنية التي اتخذتها السلطات الايطالية فان دورنا سيكون ثانويا". واكد ان "الوضع خطير جدا ونفعل ما بوسعنا لمساعدة السلطات الايطالية على مواجهة هذا الوضع". واعلنت المفوضية الاوروبية من جهتها في بروكسل انها طلبت من حكومات دول الاتحاد الاوروبي المساهمة في بعثة هدفها وقف انطلاق المهاجرين من تونس ودراسة سبل مساعدة ايطاليا ماليا. وطلبت روما رسميا مساعدة بمليون يورو وتوسيع دور فرونتكس لمواجهة هذا التدفق للمهاجرين. وصرحت المفوضة المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم خلال مناقشة في البرلمان الاوروبي المنعقد في ستراسبورغ ان "فرونتكس تستعد لمهمة في المنطقة". لكنها ذكرت بان "كل شيء سيكون مرتبطا بالمساهمات الطوعية للدول الاعضاء" موضحة ان "التحضيرات التقنية جارية وقد توجه خبيران من فرونتكس الى جزيرة لامبيدوزا". وشددت مالمستروم على ان مهمة فرونتكس الجديدة لن "تنافس العمليات الجارية لاسيما في اليونان"، مضيفة "سنناقش كيفية العمل مع ايطاليا والدول المساهمة". وحشدت فرونتكس حرس حدود من دول عدة لمساعدة اليونان على مراقبة حدودها مع تركيا وهذه المهمة تذكر كمثال للمساعدة التي يمكن ان تقدمها الوكالة لايطاليا. واوضحت مالمستروم ان "السلطات التونسية ستستأنف الدوريات على حدودها البرية وفي البحر، ونحن نحثها على السماح بعودة مواطنيها". واكدت "اذا قمنا بعملية لفرونتكس في مياهها الاقليمية فعلينا الحصول على موافقتها"، مشددة على ضرورة ان يعمد الاتحاد الاوروبي الى "تحديد هدف مساعدته بشكل افضل نحو مشاريع توفر فرص عمل في تونس". لكن الوكالة الاوروبية لا تملك وسائل خاصة بها وعليها ان تستعين بحكومات دول الاتحاد الاوروبي للحصول خصوصا على السفن والطائرات والمروحيات كما ان الموارد البشرية تدفع رواتبها من الميزانية الاوروبية. وبعد نقل حوالى ثلاثة الاف من الخمسة الاف تونسي الذين وصلوا الاسبوع الماضي الى جزيرة لامبيدوزا الى مراكز استقبال في شبه الجزيرة الايطالية، بقي الاثنين في لامبيدوزا حوالى الفين منهم بحسب المكتب الدولي للهجرة. وقال رئيس بلدية لامبيدوزا ان معظم المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الى الجزيرة يرغبون في التوجه الى فرنسا حيث تقيم جالية تونسية تقدر ب600 الف شخص. لكن فرنسا ابدت موقفا حازما الثلاثاء تجاه التونسيين الذين وصلوا الى الجزيرة الايطالية وحذرت من انها لن تستقبل منهم سوى بعض الحالات القليلة جدا. الى ذلك وجه المفوض الاعلى للاجئين في الاممالمتحدة نداء الى "التضامن" مع ايطاليا بعدما وصل اليها حوالى 5200 مرشح للهجرة في بضعة ايام. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم الى "احترام الحقوق الاساسية" للمهاجرين متحدثا عن تدفق من الدول العربية الى اوروبا مؤخرا. وقال بان للصحافيين في اطار زيارة ليوم واحد يقوم بها الى البيرو "من المهم جدا ضمان حقوق الانسان الاساسية لهؤلاء المهاجرين بشكل كامل"، وذلك ردا على سؤال حول تدفق المهاجرين من بلدان عربية واحتمال حصول ازمة انسانية. واضاف "يمكن ان يكون هناك صعوبات داخلية وتحديات، اعلم ذلك، عندما يضطر بلد لاستقبال مهاجرين غير شرعيين ومهاجرين غير مرغوب فيهم"، لكنه لم يشر بشكل واضح الى التونسيين الذين وصلوا في الايام الاخيرة الى ايطاليا. وتابع "حتى في ظروف كهذه يتوجب ضمان واحترام الحقوق الاساسية" وان تدار مسائل التنظيم على "مستوى سياسي اداري". كما اكد ان المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة والوكالات الانسانية الاخرى "مستعدة للمساعدة في هذا النوع من العمليات".