فى 21 يناير سنة 1793 نفذ حكم الإعدام فى الملك الفرنسى "لويس السادس عشر" بعد أن قدم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى ضمن أحداث الثورة الفرنسية. كان "لويس السادس عشر" تم سجنه هو وأسرته فى أحد الأبراج قبل تنفيذ حكم الإعدام بنحو خمسة أشهر، ويذكر التاريخ أن الملك " لويس" قد واجه الموت بالمقصلة فى شجاعة وثبات. ولد لويس السادس عشر سنة 1754، وهو حفيد لويس الخامس عشر، وقد أصبح وليًا للعهد فى الثانية عشرة من عمره بعد موت والده عام 1765، وتزوج وهو فى الخامسة عشرة من عمره من مارى انطوانت ابنة الإمبراطور فرانسوا الأول، ورزق منها بأربعة أطفال. عمل لويس السادس عشر على توفير الرفاهية لشعبه، فبعد أن أصبح ملكًا وهو بالعشرين من عمره ، بعد موت والده حققت حكومته قبل الثورة بعض الإصلاحات مثل إلغاء التعذيب، والتسامح مع البروتستانت، ولكنه كان ضعيف الإرادة، خامل الفكر، وكثيرًا ما كان يخضع لتأثير المحيطين به وخصوصًا تأثير الملكة التى كانت غالبًا ما تدفعه نحو مواقف بعيدة عن المصلحة العامة. وأدت دسائس الملكة وكبير وزرائه وحزب البلاط إلى فصل أقدم وزرائه " ترجو ونيكر" ، وكان تدخل فرنسا فى الثورة الأمريكية قد جر الخزينة إلى حافة الإفلاس، فاضطر " لويس " إلى استدعاء " ونيكر" ، وأخذ يتذبذب بين هلعه من اتخاذ إجراءات عنيفة، وبين مشورات زوجته الملكة ورجال بلاطه، وانتهى إلى ترك الأمور دون حازم، ودون أن يحاول توجيهها. وفى عام 1789، بدأت الثورة الفرنسية، وتجاوزت الأحداث الملك وانقسم الوزراء بعضهم على بعض، ولم يكن الجيش يثق من نفسه فى مواجهة الثورة. وكان على الملك أخيرًا التخلى عن العرش. وفى يونيو 1791 حاول هو وأسرته الهرب إلى خارج فرنسا متنكرًا، ولكنه أوقف فى" فارن"، وأعيد إلى باريس بعد أن خسر كل شعبية له، وخضع للمحاكمة فى ديسمبر 1792، وحكم عليه بالإعدام.