سقط نظام الإخوان فى مصر بفعل إرادة شعبية غمرتها روح مصرية صادقة لم تخش على مصالح شخصية لها بقدر خشيتها على الوطن والهوية المصرية, حتى أن البسطاء كانوا يردون على كل من يسألهم عن سبب نزولهم للشارع منذ 28 /6 بكلمة تكاد تكون واحدة, البلد بتضيع وأنا خايف عليها! يتطلع هؤلاء إلى منقذ يمتلك قوة قادرة على إزاحة الإخوان حتى وجدوا الفريق السيسى ووثقوا به وبكل رجال جيشهم بدون تنظير سياسى من أدعياء النخبة أو تحريض من إعلامىّ المساء اليومى فى الفضائيات المصرية. فقط كانت مصر.. استعادة الوطن بكل ما فيه من أمن وأمان وثقة و هيبة للدولة, كل ما شغل بالهم, يتوازى هذا مع تطلع الكثير منهم للشعور بالعدالة والمساواة التى طالما حرموا منها وضاعت دماء أبنائهم وذويهم فى سبيل تحقيقها ولم تتحقق بعد ! اليوم نجد نخبة الفشل المصرى بكل أطيافها تقريبا متناحرة مفزوعة ببلاهة من عودة نظام مبارك وكأنهم يشعرون بخيبتهم وعدم قدرتهم على التحرك بإيجابية وفاعلية لإقناع الشعب, كل هذا بسبب ظهور بعض السفهاء فى الإعلام الخاص مع أن ظهورهم لم ينقطع منذ عهد مبارك وصولا لعهد مرسى. بدلا من التوحد صفا واحدا للوصول للحكم من خلال خارطة الطريق, تجدهم يجاهدون فى الصراخ والعويل على بوادر ظهور دولة مبارك, بل يتمادى البعض منهم فى سفاهته وبلاهته ويلمح بأن عهد مرسى كان أقرب للديمقراطية من حكم العسكر! ليبراليون يتحدثون عن كبت الحريات وغياب حقوق الإنسان الآن وكأن عهد المرشد كان حرية خالصة وجنة حقوق الإنسان, نسى هؤلاء المتنطعون ما قامت به مليشيات المعزول من قتل وسحل للمواطنين أمام الاتحادية وفوق هضبة المقطم. يدعى بعضهم انتماءه لليسار المصرى المؤمن بحقوق البسطاء و المساواة والعدالة ثم تجده ينحاز إلى أكبر يمين متطرف عرفه العالم! يجمع هؤلاء جميعا الخوف من شبح ظهور حاكم عسكرى لمصر متقاعد أو فى السلطة مرددين قطيعا واحدا.. يسقط حكم العسكر! عن أى عسكر يتحدثون, أولا: الجيش المصرى ليس مرتزقة لكى نطلق عليه تلك الكلمة البذيئة والتى صكها إخوان الإرهاب و يرددها قطيعها تنفيرا للناس من جيشهم الوطنى حتى لا يتبقى أمام الناس سواهم, وقد حدث بالفعل فأذاقوا المصريين طعم الخيانة التى دفعت كل الشعب تقريبا للتوحد ضدهم. ثانيا: هل الجيش يحكم, مصر يحكمها رئيس مدنى مؤقت يعاونه رئيس وزراء بصلاحيات واسعة, رغم عدم قناعتى الشخصية بحكومته البطيئة المتخبطة.. هل الفريق السيسى يحكم أم يطلع بمهامه كمصرى أولا ثم قائد عام للقوات المسلحة, حق وواجب مقدس عليه حماية حدود البلاد وأمنها القومى من أى قوة تغير عليها. مصر تواجه حربا ضروسا يا سادة يشنها تنظيم إرهابى له أذرع إخطبوطية فى الداخل والخارج, كيان خائن لا يعترف بالوطن يعمل على هدمه وحرقه وتقسيمه مقابل وعد بحكمه لا حقا, ألا تبصرون ما يجرى يوميا فى كل أنحاء الوطن,هل عميت أبصاركم عن جهاد الجيش فى سيناء! خافوا على وطنكم ولا تفزعوا من ثلة سفهاء يقدمون برنامجا أو أكثر.