"تضامن النواب" توافق على موازنة "القومي للمرأة" بقيمة 663 مليون جنيه    تعليم البحيرة: رفع درجة الاستعداد لاستقبال امتحانات الفصل الدراسي الثاني - صور    رفع 150 طنًا من المخلفات في حملات نظافة مكبرة بالجيزة    تعرف على سعر الذهب المعلن بموقع البورصة المصرية الخميس 8 مايو 2025    منصة "إكس" تحجب حساب عمدة إسطنبول المسجون في تركيا    لا نعلم مصير 3 منهم.. إسرائيل تكشف مستجدات وضع الأسرى في غزة    سفير أوكرانيا: انتهاء الحرب العالمية لحظة فاصلة في التاريخ الإنساني    كيف يؤثر نهائي دوري أبطال أوروبا على صراع الكرة الذهبية؟    وزير الرياضة ومحافظ بني سويف يتفقدان مركز التنمية الشبابية شرق النيل -صور    قيده بالحبل وهدده بالكلاب.. السجن 10 سنوات لميكانيكي هتك عرض شاب بالإسكندرية    "أولياء أمور مصر" يطالب بتفعيل مبادرة "معلم في الخير" لدعم طلاب الشهادات    ضوابط امتحانات المصريين بالخارج للفصل الدراسي الثاني 2025    بعد 18 يوم من وفاته.. تشييع جثمان صبحي عطري غدًا ب دبي    طارق الشناوي: "بوسي شلبي كانت دوما بجوار محمود عبدالعزيز باعتبارها زوجته.. وهذه شهادة حق"    بيتر ميمي يروج ل"المشروع X" ويعلق: "مختلف جدًا"    «اللي في قلبهم على لسانهم».. 5 أبراج لا تعرف المجاملة    في 11 ثانية.. فقط من يتمتع برؤية حادة يعثر على القلم المخفي    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    طب عين شمس: 5 خطوات لضمان نظافة الأيدى بعد غسليها    هل التوتر يسبب أمراض رئوية مزمنة؟    شيكابالا يواصل الغياب عن الزمالك أمام سيراميكا مع أيمن الرمادى    رئيس الوزراء يتفقد مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالغربية    البورصة: تراجع رصيد شهادات الإيداع لمدينة مصر للإسكان إلى 541 مليون شهادة    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    بغرض السرقة.. الإعدام شنقًا للمتهمين بقتل شاب في قنا    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    زوجة الأب المتوحشة تنهى حياة طفلة زوجها بالشرقية    دمياط تحيي ذكرى انتصارها التاريخي بوضع الزهور على نصب الجندي المجهول    عضو مجلس المحامين بجنوب الجيزة يثبت الإضراب أمام محكمة أكتوبر (صور)    تصاعد دخان أسود من الفاتيكان في اليوم الثاني لمجمع الكرادلة المغلق |فيديو    الهلال السعودي يرصد 160 مليون يورو لضم ثنائي ليفربول    عضو بالنواب: مصر تتحرك بثبات ومسؤولية لرفع المعاناة عن الفلسطينيين    محافظ الفيوم يتابع أنشطة فرع الثقافة في أبريل    ياسمينا العبد ضيف برنامج الراديو بيضحك مع فاطمة مصطفى على 9090 الليلة    رئيس جامعة العريش يكرم الطلاب المشاركين في الكشافة البحرية    مطار مرسى مطروح الدولي يستقبل أولى رحلات الشارتر من التشيك    كرة يد - الاتحاد يكرم باستور علي هامش مواجهة مصر الودية ضد البرازيل    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    أطعمة فائقة التصنيع مرتبطة بزيادة الإصابة بباركنسون    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يلتقى محافظ طوكيو لبحث التعاون فى مجالات بناء القدرات الرقمية ودعم ريادة الأعمال    الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة يشهد توقيع اتفاقية للتعاون التقني بين مجموعة السويدي ومركز (سيرسي) الإسباني لأبحاث موارد الطاقة    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    أسقف المنيا للخارجية الأمريكية: الرئيس السيسي يرعى حرية العبادة (صور)    وزير الصحة يستقبل نقيب التمريض لبحث تطوير التدريب المهني وتعميم الأدلة الاسترشادية    الأهلي ضد الاتحاد السكندري.. الموعد والقناة الناقلة لقمة السلة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    أمين الفتوى يكشف عن 3 حالات لا يجوز فيها الزواج: ظلم وحرام شرعًا    جامعة عين شمس تضع 10 إجراءات لضمان سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بنجاح    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    الحماية المدنية تسيطر على حريق نشب بهيش داخل أرض فضاء بالصف.. صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 8-5-2025 في محافظة قنا    شي وبوتين يعقدان محادثات في موسكو بشأن خط أنابيب الغاز والحرب في أوكرانيا    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر الخميس 8 مايو 2025.. تراجع عيار 21    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. صلاح الدين سلطان يكتب: مفارقات بين سماحة المعتصمين وسفاهة الانقلابيين

كتبت في الأسبوع الماضي هذه المقدمة، واليوم أرويها لكن الوقائع جديدة، "سيكتب التاريخ مرحمة المعتصمين السلميين وسماحتهم وثباتهم بحروف من نور يضيء للأجيال التالية، كما سيسجِّل بحروف من نار الرصاص ملحمة الانقلابيين الدمويين بأشكال من الخسة والسفاهة والنذالة غير مسبوقة، لطَّخت تاريخ الجيش والشرطة بدماء وشواء أجساد المصريين، سيخجل منها كل مصري حر، بل كل إنسان في العالم".
وإليكم اليوم أمثلة جديدة من نبل وسماحة أولئك المعتصمين السلميين، وسفاهة ووضاعة وخسة هؤلاء الانقلابيين الدمويين:
1- ذهبتُ في الأسبوع الأول لتولي د.مرسي إلى قصر الرئاسة مع وفد من مجلس أمناء الاتحاد العالمي، برئاسة العلامة د.القرضاوي وحضور الشيخ الددو من موريتانيا، ود.خالد المذكور من الكويت، ود.عبد اللطيف المحمود من البحرين، والشيخ فريد واصل مفتي الديار المصرية سابقا، و..... بهدف نصح الرئيس، ومما دار في الحوار الموقف من تهديدات إيران للخليج، فرد فخامة الرئيس: أول لقاء للمجلس العسكري طلبتُ إعادة تحديد مجال الأمن القومي المصري ليكون من المحيط إلى الخليج، وأن أي اعتداء على دولة خليجية أو مغربية نعتبرها اعتداء كاملا على مصر، فقال أحد العلماء: حتى مع تصريحات ضاحي خلفان، فرد الرئيس فورا: هل من المعقول أن أضيٍّع بلدا وشعبا بسبب تصريح واحد، مصر أكبر من كده".
هذه هي سماحة وكياسة وعروبة ورجولة الرئيس، ومن يعتصم لأجله اليوم الملايين، لكن أكثر دول الخليج انغمست يدها في الانقلاب والدم والتآمر على قوت الشعب المصري بتدمير مشروع مستقبل مصر كلها "محور قناة السويس" الذي سيدر على مصر كل عام 100 مليار دولار ليُغنيَها عن التسول، ويحرر قرارها من التبعية للخارج.
ومع مرارة الدماء والخنق والحرق الذي تم بيد مصرية، وتمويل ومؤامرات صهيوأمريكيليجية، سفاهة وخسة، لكننا نفتدي أرض الخليج وشعبها الطيب الحر بأرواحنا، ونقدر الفرق بين القشرة الظالمة والمجتمع المقهور.
2- عندما يخرج عشرات الملايين في مصر كلها يوم 30/8/2013م حتى ازدحمت 5 كيلومتر في شاطئ الإسكندرية بأكثر من مليون مصري بهروا العالم، بما يزيد عن كل ما جمعته حركة المخابرات "تمرد"، المصنوعة، وامتلأت شوارع مصر كلها من الصعيد إلى محافظات الدلتا والإسكندرية، ومن سيوة ومرسى مطروح إلى كل سيناء، فعلى الأقل كانت هناك 400 مظاهرة في وقت واحد، وكأن اعتصام رابعة كان قد حبس الناس عن إقناع بعض ذويهم وأسرهم وجيرانهم، فانتشروا في كل شبر بمصر انتشارا أذهل العالم ما عدا تليفزيون مصر وقادة الانقلاب: عسكريين وشرطة وإعلاميين فقد قالوا: "انحسار تيار الإخوان، والشعب تنكر لهم، وقال أحدهم على قناة الجزيرة: كلهم 30 ألف، وهؤلاء تعداد مسيرة في حارة من حارات مصر، وماذا عن مسيرات واعتصامات ضد الانقلاب في تركيا وواشنطن واليابان وفرنسا ولندن وإيطاليا واستراليا، وألمانيا، وأفغانستان والباكستان، وماليزيا و.... وصار اعتصام رابعة ورمزها بالكف أشهر رمز على مستوى العالم كله، وهذه كلها لم تحدث فيها حالة إخلال بأمن المواطنين أو المنشآت، ولم يستجب المواطنون الواعون في بورسعيد وغيرها لرجال أمن الدولة باللبس المدني في تحريض المعتصمين على ضرب المنشآت، فرفضوا جميعا حبًا لبلدهم وإخوانهم وسماحة في أخلاقهم، وأؤكد أن كل مواطن مُس بسوء أو منشأة مصرية هو من سفاهة وخسة بعض كتائب الجيش والشرطة والبلطجية.
3- لم يشهد كبار الضباط في جيشنا حربًا مع الصهاينة منذ تخرجوا؛ لأن حرب أكتوبر مر عليها أربعون عاما، فهم حكموا مصر ولم يحاربوا، وشهوة الحكم تخللت كل ذراتهم، وكل المصاريف التي أنهكت وأرهقت الاقتصاد المصري والمنح الأمريكية التي أذلونا بها وخطفوا جيشنا، الآن تحمي بني صهيون، ويُقتل من أبناء مصر ويُحرق في 50 يوما ويُخنق 6000، ويُجرح 25000، ويُعتقل 12000 على يد جيش الانقلابيين، وهو ما لم يفعله شرفاء الجيش في كل حروبه مع الصهاينة، لكنه اليوم يحكم ويحاربنا، ويقتلنا مرة بيده، ومرة بيد شرطته، ومرة بطائرات صهيونية وبتنسيق مباشر مع السيسي، وأخيرا يقتل أبناء سيناء بإخراجهم فجأة من ديارهم في رفح كي يهدم بيوتهم، في مناظر بشعة للجيش، أراها الآن وهي تدك بالطائرات وبالقنابل بيوتا في العريش، ليقيم منطقة عازلة بين غزة هاشم ومصر، فأهلنا في مصر قرابين من أجل عيون بني صهيون، ويريد أن يكمل دور سيده المخلوع في خنق قطاع غزة رمز العزة، وبوابة الحماية لمصر من خطر الصهاينة، ولو شاءوا لدخلوا غزة بدباباتهم يحملون معهم أمثالهم في حب الصهاينة عباس ودحلان وعزام الذي تمنى أن يدخل غزة على دبابة الجيش المصري وعلقتُ على التويتر عندي: "عزام الأحمق يريد أن يدخل غزة على متن جيش مصر والدبابة، مرحبا بك أولا لتلعق البيادة، ثم يكون مآلكم الهزيمة والخيبة يا من خسرتم الصناديق وأدنى صفات الرجولة والقيادة".
نحن إذن أمام خطف حقيقي من الانقلابيين لجيشنا المصري ليتحول إلى غول على الشعب المصري يحكمه بالحديد والنار والسيف البتار، وفي الوقت نفسه حَمَلٌ وديعٌ مع الصهاينة، وهو تحول خطير لا يرضاه الكثير من شرفاء الجيش؛ لأنه قد يؤدي لكارثة ونكسة كبرى تماما كما فعل الصهاينة بعد الانقلاب العسكري من عبد الناصر، فحدث العدوان الثلاثي سنة 1956م، ونكسة 1967م، وكان الجيش آنئذ لا مهمة له سوى ملاحقة الإخوان المسلمين، فالتهَمنا الصهاينة وهم لا يبالون بأي عميل، المهم هو مشروعهم الجهنمي الذي ستحبطه إن شاء الله شعوب الأمة كلها، وعذرا شيخنا "رائد صلاح" لاعتقالك اليوم؛ لأنك تقف اليوم وحدك تدافع عن حرمة المسجد الأقصى من قطعان الصهاينة.
4- أليس من السفاهة ما قالته المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق، خلال لقائها ببرنامج "بيتنا الكبير" على التلفزيون المصري، عن الأسباب الرئيسية لعدم محاربة الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، حيث قالت: "إن أمريكا التى تحرك المجتمع الدولى ضد مصر، متهمة بوثائق لدى أجهزة الأمن القومى المصري، ولابد وأن تظهر للنور، لتؤكد بأن هذا التنظيم الدولي صُرف عليه من المخابرات الأمريكية حتى يصل إلى سدة الحكم!!!" وأضافت: "نحن نهدي للشعب الأمريكي معلومة أن شقيق رئيسهم الأفريقي هو أحد مهندسي الاستثمارات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، وعندما طلب منها مقدم البرنامج إعادة تصريحها مرة أخرى قالت: "شقيق أوباما هو أحد مهندسي الاستثمارات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، ولذلك فهم لا يريدون محاربة قيادة التنظيم حتى الآن بسبب ذلك، على حد قولها، فهل نتصور سفاهة تفوق ذلك، وهم يدركون جيدا أن السيسي قد صرح أنه كان على تواصل يومي مع وزير الدفاع الأمريكي قبل وبعد الانقلاب، وكانت السفيرة الأمريكية بالقاهرة "آن باترسون" مهندسة الانقلاب، وقد صرح على التليفزيون عضو كبير بحزب النور أن السفيرة اتصلت به وطلبت منهم الموافقة على أن يكون البرادعي رئيسا للوزراء مقابل أن يُختار منهم 4 وزراء في حكومته، فيتعجب الإنسان من حجم الكذب والافتراء والاستخفاف بعقول الناس.
5- عندما تحمل لنا الكاميرات والصور التي لا تخطئ أن هناك شابا أحسن الظن في أخيه الذي يركب دبابة جيشنا، ودخل على الدبابة رافعا يديه - يعني لا شوكة معه - فعاجله الضابط أو الجندي المصري برصاصة مباشرة في الصدر فأرداه قتيلا، وعندما يخرج أعداد من اعتصام رابعة رافعين أيديهم أمام قادة حرب الإبادة من الجيش والشرطة، لكن ضباطنا الأشاوس صوَّبوا الرصاص إلى إخوانهم الخارجين من الميدان رافعي أيديهم! ومن يحمل جريحا فيصوب إليه جنود مصر لا الصهاينة الرصاص فيرتمي مع الجريح قتيلين؟ فهل هناك سفاهة أحط من هذا في الوقت الذي ظللنا 47 يوما بين الجنود والمباني التابعة للشرطة والجيش دون أن نؤذيهم بكلمة أو حجر.
6- عندما نحمي الكنائس إلى اليوم بصدور مصرية، وتوضأ المسلم بماء المسيحي، فهذه سماحة مصرية من عبير ثورة 25 يناير واعتصامات ومسيرات دعم الشرعية ورفض الانقلاب، لكن عندما يقود تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذوكسية التمرد المسيحي، ويجلس على بِركة من دماء المصريين، ويدفع بأعداد هائلة من البلطجية لقتل إخواننا، وقد رأيت بعيني بعض نصارى الدويقة من البلطجية وعلى يدهم نقش الصليب، في أحداث المنصة التي راح ضحيتها 300 شهيد و4500 جريح، وقد قال وزير الداخلية: إن أهالي الدويقة - وأكثرهم مسيحيون - هم الذين واجهوا معتصمي رابعة طبعا تحت رعاية منه كاملة مرئية غير مسموعة فقط، فهل من سماحة أكثر منا؟ وسفاهة قادة يحرقون مصر حاضرا ومستقبلا بوهم أنهم منتصرون ووراءهم سند صليبي قوي.
7- عندما يُقبض على د.محمد البلتاجي وهو كما كتبتُ عنه في التويتر: "لك الله د.بلتاجي، أشهد ربي أنك أرق الناس قلبًا، وأعفهم لسانًا، وأصدقهم حديثًا، وأوسعهم صدرًا، وألينهم عريكة، وأنشطهم حركة، و...." سيجعل الله بعد عسر يسرا"، ويُضرب ويُهان، ويسجن في زنزانة انفرادية لمن يحكم عليه بالإعدام، قبل صدور أي حكم عليه وفقا للقاعدة الأصيلة في كل القوانين والدساتير "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، و"الشك يفسر لصالح المتهم"، لكن الإعلام المصري والداخلية كانوا في غاية الخسة والسفاهة عندما يقول وزير داخلية الانقلاب: إن نخنوخ كلمه وطلب منه أن يسلمه البلتاجي!! فهذا قمة الإسفاف بقيمة الإنسان، ويؤكد على لسان أعلى سلطة في شرطة الانقلاب أن هناك تواصلا وتنسيقا بين البلطجية والداخلية، وتؤكد ذلك رواية المقدم محمد كمال التى نشرها عبر حسابه على "فيس بوك" وهو مسئول تأمين المستشارين المسئولين عن التحقيق مع البلتاجي والتي بثها مساء الجمعة، وقال فيها: "بتوع الجيزة شغالين "تعذيب" من 9 مساء ومكملين ولسه القاهره ما بدأتش، أحب أطمنكم إننا قايمين بالواجب وزيادة مع البلتاجي من بعد التصوير ما خلص وشرب الكابي والمية، وتم تطبيق نظريه الضرب عالقفا شفا …. أما نخنوخ بأة اللي هيموت ويبات الليلادي مع البلتاجي عشان يوريه نكاح الجهاد المعتاد في السجون وأحب أوجه الشكر لإخواتنا في العمليات الخاصة علي جهودهم"!! ولا أدري في أي عالم نعيش؟!!!
وعندما يتسفل الإعلام في اللعب والشماتة في قتل أسماء البلتاجي، فيقول أحد الإعلاميين: هم يتاجرون بأبنائهم، ويفقد هؤلاء المصداقية المهنية فيقول أحدهم: بلتاجي معندوش بنات أصلا، بينما يفبرك آخر - دون تنسيق – اتصالا من واحدة مأجورة، وتقول: أنا أسماء البلتاجي، وبابا حابسني عشان يتاجر بيَّ، وأنا ماموتش ولا حاجة"!!! ولا يوجد واحد عنده أدنى درجة من الإنسانية يمكن أن يشمت أو ينكر الموت مثل هؤلاء، ومع هذا يقيني أن سماحة د.بلتاجي - بعد أن يفك الله أسره بإذن الله - ستكون مصلحة مصر وشعبها فوق جراحه في ابنته، وضربه وإهانته، وتهديد أمه ومساومتها، واعتقال ولده، ثم زوج أخته وهو معصوب العينين من عملية جراحية قبل 3 ساعات من اقتحام بيته وسحبه وسحله من رجله على الأرض واعتقاله.
8- أليس من السماحة أن يتغاضى الإخوان عن مظالم بالجملة لمصلحة مصر وشعبها وقد حُكم بالسجن ظلما في عهد المخلوع مبارك على أعضاء الإخوان بما مجموعه 15 ألف سنة، وتجاوزوا كل الإسفاف في الإعلام، وكان أول ممارسة لصلاحيات الرئيس إصدار قانون يمنع حبس الصحفيين، وهو أول رئيس في العالم كان يُشتم ويُهان جهارا نهارا، ويُقتل أبناء جماعته، وتُحرق مقرات جماعته وحزبه، ولم يُقدِّم أحدا للجنايات، واليوم يحال د.مرسي سفاهة وخسة إلى محكمة الجنايات بتهمة قتل أنصاره!!! بينما تم الإفراج عن المخلوع مبارك مع كل الجرائم التي فعلها أثناء حكمه وثورة الشعب عليه، فضلا عن 1400 قتلى العبارة المصرية، و130 من كبار ضباط الجيش المصري، وملايين ماتوا صبرا بأمراض الكبد والسرطان بسبب الأغذية الملوثة التي باعها حاشية مبارك، وأترك بقية الكلام للكاتب العالمي "روبرت فيسك" "بالإندبندنت" بعنوان: "سري للغاية": "علم من عدة مصادر أن السيسي أخرج مبارك من محبسه؛ ليجرى له عدة اتصالات مع قادة دول الخليج لإقناعهم بضرورة مساندة مصر حتى نهاية المطاف رغم خطورة ذلك على انقلابه العسكري، إلا أنه اضطر إلى ذلك اضطرارا، وقد أجرى مبارك عدة مكالمات مع بعض القادة بمساعدة السيسي أخبرهم فيها بحقيقة الوضع الاقتصادي الكارثي الذي يهدد نظام الحكم بالسقوط المدوي في حالة استمرار التظاهرات الكبيرة التى لا زالت تخرج بشكل يومي".
ليست المأساة أن يخرج مبارك من محبسه فقط، إن الجريمة الكبرى أن يعود مبارك إلى ممارسة شئون رئاسية من وراء ستار أسود حتى بدون علم أغلب قادة الجيش المصري.
من المكالمات التى أجراها مبارك هي مكالمة مع "بنيامين بن أليعازر" وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الذي تربطه بمبارك علاقة شخصية وطيدة رغم أنه الضابط الذي قتل مئات الأسرى المصريين سنة 1967م وطمأنه "أليعازر" بأن إسرائيل لا تمل من محاولات إقناع الغرب بضرورة إعطاء فرصة أكبر للجنرال السيسي حتى يستعيد السيطرة على مفاصل الدولة، وأخبره مبارك أنه لن يعود للسجن مرة أخرى إلا إذا عاد الإخوان للحكم مرة أخرى، وتم تجهيز جناح مبارك في مستشفى المعادي العسكري بأحدث الأجهزة الطبية وأثمنها كما زوِّد الجناح الملكي الفخم بكل أجهزة الاتصال....، وفي المقابل يتعرض المرشد العام للضرب من قِبل رجال الأمن ويتعرض الرئيس د.محمد مرسي الرئيس المنتخب لمعاملة لا تليق برجل تولى رئاسة مصر" هذه شهادة لرجل من غير العرب من كبار الكتاب في العالم كله وهو يتوقع انهيار الانقلاب.
9- ليس أشد سفاهة ولا أعظم خسة من موقف الانقلابيين من البنات والنساء، فالرصاص المصوب بعناية إلى الرأس والصدر طال الكثير أمثال هالة شعيشع، ثم اعتقال والدها م. محمد شعيشع، وأسماء البلتاجي، وحبيبة أحمد عبد العزيز، وتصويب بلطجية الشرطة الرصاص على الطفلة أثناء السحور في اعتصام النهضة، ودفنت الأم طفلتها ولبست الكفن هي وأولادها وجاءت من القبر على المنصة وقالت: يا سيسي قتلت طفلتي، والآن أنا جاهزة للشهادة مع كل أولادي، اقتلنا جميعا لنلحق بطفلتنا، وتكرر دخول البيوت في الاعتقال بعد كسر الباب وعدم السماح للنساء بالحجاب، وضربهن وإهانتهن وتوجيه أحط الألفاظ للنساء والأطفال والأمهات العفيفات، واعتقال 300 أخت منهن الدكتورة حنان أمين الأستاذة بكلية طب الزقازيق التي اعتقلت من مسجد الفتح برمسيس وهي تقوم بدورها الإنساني مع أخواتها في الجانب الطبي الإغاثي لضحايا الجيش والشرطة والبلطجية، واعتقلت بنت السابعة عشرة سمية الشواف بنت طبيب المستشفى الميداني، وحفصة أحمد وعفت البحيري و... وندع لصحفي ألماني اسمه "سباستيان باكوس" اعتقل ورأى بعينيه كل صنوف الخسة والسفاهة والسفالة والتعذيب والتحرش بأخواتنا من أخساء الشرطة والبلطجية داخل سيارات نقل المعتقلين، ناهيك عما يحدث داخل الأقسام والزنازين، يقول "سباستيان باكوس": "بعد يوم من الاعتقال والتعذيب شهدنا فيه محاولة اغتصاب بعد أن كدنا أن نُقتل، أفرجوا عنا، لم يكن لنا أن نخرج من دون تدخل السفارة الألمانية، أما بالنسبة للمساجين الباقين فلا أعرف عنهم أي شيء، فهم لم يكونوا من ألمانيا!. وأضاف: "العبء يزول عن كاهلك عندما تدرك أنك لن تحترق حتى الموت في سيارة ترحيلات تابعة للشرطة المصرية، لكن على الرغم من ذلك، مشاهدة محاولة اغتصاب بعد ذلك بلحظات يريك مباشرة حقيقة الوضع الذي تعيشه، وهو - في حالتي- أنك سجين في القاهرة أثناء أكثر الاشتباكات دموية في تاريخ مصر الحديث، تحركنا في سيارة أخرى مع تسعة سجناء، وعندما ركبنا في السيارة كانت هناك امرأة شابة معنا، وبعد دقائق من تحركنا بدأ الرجل الجالس أمامها بالتحرش بها جسديا، بدأتُ وصديقي بالصراخ محتجين، لكنه لم يلتفت إلينا، ظل الرجل يحاول أن يمسك بقدميها، وبعدها أمسك بصدرها، ثم حاول أن ينزع عنها حجابها، ثم أمسك برأسها بعنف صادما إياه بجدار السيارة، وبعد أن أدرك أنه لن يستطيع أن يحصل منها على ما يريد، بدأ يضربها بشكل عنيف ويائس، لاحظت عندها أن الرجل كان يرتدي ضمادات على يديه وقدميه، لكنه لم يكن مُقيدا مثل الباقين، كما أنه كان الشخص الوحيد الذي من المسموح له أن يتكلم مع الضباط من غير أن يعاقبوه لاحقا. حاول الشخص الجالس بجوار الفتاة أن يساعدها، إلا أن الرجل المهاجم أزاح ضمادته عن سكين أخفاها، ثم طعن الشخص الذي حاول مساعدة الفتاة مخترقا يده، بدأ الجريح في الصراخ مع مشهد الدماء تغرق السيارة، ولم يهدأ إلا بعد أن حاول أحد المسجونين الأكبر سنا تهدئته".
هذه بعض صور تستنفر كل إنسان حر في العالم لا زالت فيه إنسانية وكرامة وغيرة على الأعراض، وخوف على مصر حاضرا ومستقبلا أن ينفض عنه غبار الكسل، وقيود الخوف، وحدود المكان، أن يخرج ثائرا سلميا ضد هذا الانقلاب مع اليقين بأن الله تعالى في عليائه لن يدع هؤلاء السفهاء طويلا، قال تعالى: (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) (طه: من الآية111)، وللكون إله واحد يحكم ما يريد، و(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق: من الآية7).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.