خوف الفتيات من العنوسة جعلهن يتساهلن كثيرا فى القبول بأى عريس؛ ولكن هل يمكن أن يصل الأمر للموافقة على الزواج عرفيا حتى يهربن من لقب "عانس"؟ سؤال تجيب عنه دكتورة هالة أحمد، أستاذ علم النفس، وتقول: "للأسف هناك فتيات أصبحن يتساهلن فى كثير من حقوقهن عند الزواج خوفا من العنوسة، والمتهم الحقيقى فى هذا الأمر هو المجتمع والأسرة الذين صدروا لها هذه الهواجس، والذى يجب أن تدركه كل فتاة جيدا هو أن الأصل فى تشريع الزواج هو بناء أسرة متكاملة الأركان من زوج وزوجة وإشهار هذا الأمر؛ ولحماية حقوق الأطفال بعد ذلك والحفاظ على كرامتهم أما المجتمع، والأصل أيضا فى الزواج العرفى فى مجتمعاتنا العربية هو أن يكون سرا وغير موثقا رسميا؛ لذلك تضيع معه حقوق الزوجة، ومن بعدها الأبناء. وتؤكد "هالة" أن نقص الوعى عند الأسرة وبالتالى عند الفتيات هو الذى يصل بنا لهذه الهوة المظلمة من انهيار منظومة الأسرة الطبيعية متكاملة الأركان؛ والنتيجة الطبيعية لانتشار هذه الظاهرة هو تفكك العلاقات الأسرية وظهور جيل من الأطفال والزوجات بلا أى حقوق اجتماعية أو حتى شرعية. ويؤكد الدكتور جمال الريدى ،أستاذ علم الاجتماع، أن انتشار مثل هذه الظاهرة يعجل بانهيار المجتمع تدريجيا، ويساعد على انتشار الانحلال والتمزق الأخلاقى، لأن الشخص الذى ينشأ مسلوب الهوية والحقوق يشعر أنه مرفوض اجتماعيا، وبالتالى ينشأ لديه شعور برفض المجتمع الذى لم يعترف به، فيسهل عليه اقتراف الجرائم انتقاما من المجتمع، فالفتاة التى تتعجل الزواج بأى وسيلة للتخلص من لقب "عانس"؛ لا تدرى أنها بعد سنوات ستكون السبب فى انهيار مجتمع بأكمله. ويضيف الريدى: "هنا يبرز دور الأسرة فى تربية بناتهن على أن الزواج هو وسيلة لإعمار الأرض وصلاحها، وأنها لا يجب أن تفرط فى أى حق من حقوقها عندما يتقدم لها أحد الشباب للزواج، وإن كان البديل هو المكوث فى بيت أهلها دون زواج فهذا أفضل وعليها أن تلتفت لطموحاتها الشخصية كإنسانة.. وليس كمجرد أنثى تبحث عن رجل".