قال اللواء دكتور نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجى إن محاولة اغتيال وزير الداخلية اليوم ينذر باتجاه جماعة الإخوان المسلمين للقيام بأعمال إرهابية على طريقة "القاعدة ". أضاف في حوار ل"فيتو"، أن المحاولة ليست جديدة لكنها منهج معروف لدى جماعة الإخوان المسلمين، مرجحا أن من قام بالعمل اليوم إما التنظيم السرى للإخوان الذي يعمل تحت الأرض وغير المعروف كوادره وإما هو من تنظيم شباب الجماعة الذي فقد بوصلته بعد اعتقال كوادرها فبات ينتقم بشكل "طائش" ممن قام بذلك، وشدد على ضرورة اتباع الحل السياسي وليس الأمنى في التصدى لهذه الموجة الإرهابية التي قد تواجهها البلاد، مشيرا إلى أن الحكومة ومتخذى القرار لابد أن يتبعوا علم "إدارة الأزمات" وعلم التفاوض في اللجوء للحل السياسي الذي رأى أنه يحتل الصدارة في حل المأزق الحالى الذي تواجهه البلاد، ووضع الخبير الاستراتيجى روشتة لمكافحة الإرهاب الذي قد يستهدف شخصيات بعينها وكيفية توخى الحذر تجاه ذلك للحيلولة دون حدوثه. - في البداية سألته: كيف قرأت مشهد محاولة اغتيال وزير الداخلية اليوم وهل له دلالة على تحول في فكر جماعة الإخوان واتجاههم للعمل كمنظمة إرهابية ؟ بداية هذه الموجة من أحداث العنف المنظم التي تستهدف أشخاصا بعينهم ليست بجديدة على جماعة الإخوان المسلمين، فعلى مدى تاريخهم يعملون بشقين فهناك تنظيم سرى يعمل تحت الأرض بخلاف تنظيمهم فوق الأرض فكانت هناك محاولات اغتيالات قبل ثورة يوليو 1952 كذلك محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنهم نبذوا العنف واتجهوا للعمل في السياسة وعملوا على بناء قاعدة شعبية لهم في الشارع، وبالتالى فاتجاه الإخوان للإرهاب ليس بجديد وإنما هو جزء من تكوينهم يقوم به التنظيم السرى غير المعلن وغير المعروفة أسماؤه وشخصياته كالذين يعملون فوق السطح. - في تصورك هل نحن مقبلون على موجة جديدة من الأعمال الإرهابية التي تستهدف شخصيات عامة وقيادات بالداخلية والمؤسسة العسكرية ؟ قد يكون هذا الطرح موجودا في فكر جماعة الإخوان بالطبع كوسيلة انتقامية، إلا أن الأمر الغريب أنه أصبح لا يوجد قادة من الإخوان أو القادة الميدانيين، فأغلبهم إن لم يكن جميعهم داخل السجون الآن والذي يعمل الآن هم العناصر الشبابية التي تربت على الطاعة والولاء لقادتها ولا يوجد قادة لهم وبالتالى أصبحوا يعملون بشكل انتقامى "طائش"، هذا قد يكون أحد الاحتمالات والاحتمال الآخر أن يكون التنظيم السرى الذي يعمل تحت الأرض هو من قام بالعملية فضلا عن احتمال آخر وهو دور الجماعة الإسلامية التي لم يتم القبض على عدد من كوادرها حتى الآن فمن الممكن أن يكون مرتكبو الواقعة أحد منهم أيضا. - ما الحل إذن لمواجهة مثل هذه الأعمال خاصة لو تصورنا أن هناك بالفعل قائمة من الاغتيالات لدى التنظيم السرى أو شباب الجماعة ؟ الحل يجب ألا يكون أمنيا أو عسكريا، ففى علم "إدارة الأزمات" لابد أن يكون الحل السياسي له الأولوية في مواجهة هذه الموجات الإرهابية، فهناك شىء نقوم بتدريسه اسمه " المعادلة السرية " وهناك أيضا "نظرية ون " بمعنى الفائز والتي تقضى بأن يخرج الجميع من على طاولة المفاوضات فائزا، بمعنى ضرورة إيجاد حل سياسي يعتمد على جلوس الطرفين على طاولة المفاوضات ولابد من أن يقدم كل طرف بعض التنازلات وألا يتمسك بمطالب مستحيل حدوثها، هذا ما يحدث حتى مع الدول التي بينها حروب ونزاعات وصراعات كبرى فالرئيس الراحل محمد أنور السادات عندما قال: "سأزور القدس وأذهب للكنيست ذاته" كان مصرا على أن يصل لحل سلمي وأبدى استعداد تاما للتفاوض مع أعدائنا وقتلة أبنائنا وقادة إسرائيليين جمعتنا بهم حروب شرسة وبالفعل توصل لحل رغم ما واجهه من انتقادات تحملها جميعها في سبيل الوصول للهدف فما بالك بفصيلين من المصريين وليسوا أعداء أو دولتين بينهما حروب فلابد إذن من الوصول لحل سياسي. - لكن بالتأكيد شاهدت العديد من المبادرات والمصالحات التي قدمها العديد من أصحاب القرار كالدكتور بهاء زياد الدين وغيرها من المبادرات التي قدمتها أحزاب سياسية أخرى لكنها فشلت ولم تتوصل لحل ؟ بالطبع فشلت لأنها لم تبن على أساس علمى ولم يرجع فيها متخذو القرار للتجارب السابقة مع الدول ولم يقرأوا "علم التفاوض "، فاللغة السائدة بين الطرفين الإخوان من ناحية والحكومة الحالية " إما كل شىء أو لا شىء " وهذا بالطبع خطأ جسيم فيجب أن تقدم حلول عملية وعلمية مرجعيتها علم التفاوض وإدارة الأزمات لأن تمسك كل طرف بمطالبه المبالغ فيها سيدخلنا في مرحلة من أخطر ما يكون يتحمل عواقبها المجتمع بكل طوائفه وليس الشخصيات العامة فقط. - وكيف يتحقق ذلك على أرض الواقع في رأيك ؟ نحن نتعلم من التاريخ، والتاريخ قال إن هناك دولا دمرت وجيوشا انهزمت وجلسوا على طاولة المفاوضات بعد ذلك فنحن نحتاج إلى " إرادة حديدية " لتحقيق هذا الهدف فلابد ألا يصر كل طرف على أخذ كل ما يريد وإلا لن يحصل على أي شىء فطبقا لنظرية " ون " التي تحدثت عنها الفائز هو من يخرج ب 70" % إلى "80% " من مطالبه فلابد ألا نسمع طرفا ينادى بعودة "مرسي " وطرف آخر يقول " لا نمد يدنا لمن تلطخت يداه بالدماء " فالبعد عن هذه المطالب غير الواقعية وغير المنصفة والقبول بالأمر الواقع هو الطريق لإنقاذ البلاد مما هي فيه. - وأخيرا نريد من سيادتكم روشتة في نقاط سريعة تمكنا من مواجهة المرحلة المقبلة إذا ما تمت مواصلة العديد من الأعمال الإرهابية؟ لابد في المقام الأول أن نضع "مصر " نصب أعيننا وفوق رءوسنا جميعا وأن نبعد عن أية مصالح خاصة أو فئوية أو منتمية لجماعة بعينها بعيدا عن الانتماء الوطنى هذا قبل كل شىء، أيضا لابد من تفعيل دور الأجهزة المخابراتية بشكل أكثر تأثيرا بمعنى ضرورة انتشار كاميرات المراقبة في كل الأماكن الحيوية والجهات المتوقع استهدافها بشكل أكبر لتصب في غرفة مركزية فضلا عن تغيير مسارات المواكب وتغيير خطوط السير، أيضا لابد من اتباع الأسلوب العلمى المتبع في علم إدارة الأزمات والاستفادة من التجارب السابقة المتبعة في علم التفاوض والابتعاد عن الحل الأمنى واللجوء في المقام الأول للحل السياسي ويكون له الأولوية في المقام الأول ولابد أن أدرس كل العوامل والعناصر وإلا أغلب عنصر على عنصر، فضلا عن توخى الحذر وتوعية المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أي شىء غير طبيعى وأى شخص يشتبه فيه وألا نعطى أي فرصة لأى شخص لاستغلاله بشكل أو آخر.