لم أشاهد فيلم الست ولن أشاهده، خاصة بعد أن سمعت وقرأت ما كتب عنه من النقاد والفنانين والجمهور الذين أجمعوا على أنه يسيء لسيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، وأنه حاول أن يشوه صورتها التي صنعتها طوال تاريخها، وجعلتها تتربع على عرش الغناء العربي لسنوات طويلة حتى بعد وفاتها منذ أكثر من خمسين عاما حتى الآن. وأتذكر أنه بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 والتي قام بها الضباط الأحرار، التي أطاحت بالملك فاروق من حكم مصر، أن أصدر أحد المسئولين في الإذاعة المصرية قرارا بمنع إذاعة أغانيها باعتبارها من العهد البائد، وكانت تغني للملك فاروق وتمجده في احتفالات عيد ميلاده..
وعندما علم البكباشي جمال عبدالناصر أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة بهذا القرار قال إذن علينا أن نهدم الأهرامات لأنها كانت من العهد البائد، وأمر بإعادة إذاعة أغانيها في الإذاعة المصرية بل وكان حريصا بعد أن تولي حكم مصر أن يحضر هو وأعضاء مجلس قيادة الثورة حفلاتها التي كانت تقيمها كل شهر، وتشدو فيها بأحدث أغانيها لمؤلفين مصريين وعرب..
وأصبحت حفلاتها الشهرية مهرجانا فنيا رائعا للطرب المصري الأصيل، ويحرص على حضورها بعض الملوك والأمراء العرب الذين يصلون إلى القاهرة بطائراتهم الخاصة لحضور حفلاتها، والاستمتاع بأغانيها وصوتها العذب والكلمات الراقية والألحان الرائعة التي لاتزال خالدة إلى الآن، وعلى مر الزمان، وأطلقوا عليها لقب كوكب الشرق لأنها لا تطرب المصريين فقط ولكنها تطرب الشرق الأوسط كله.
وفي الخامس من يونيو عام 67 تعرضت مصر لكارثة كبري، حين اقتحمت إسرائيل شبه جزيرة سيناء ووصلت إلي الضفة الشرقية لقناة السويس، وخيم الحزن علي مصر كلها بعد هذه الهزيمة المنكرة، وبدأت القوات المسلحة استعداداتها للثأر من العدو الإسرائيلي وتحرير سيناء، وجاء دور الفن ليساهم في رفع الروح المعنوية للجيش والمصريين استعدادا لحرب التحرير.. وقررت أم كلثوم في الشهر التالي لهذه الكارثة القيام بجولة غنائية في الدول العربية، وتخصص عائدها لدعم المجهود الحربي لمصر لإزالة آثار العدوان، وقررت أن تبدأ هذه الجولة من باريس لإحياء حفلتين علي مسرح الأوليمبيا أشهر المسارح الفرنسية الموجود في شارع كابوسين، علي بعد خطوات من ميدان الأوبرا في قلب العاصمة باريس، وتسع قاعة العرض فيه ألفي مشاهد وتواصل جولتها بعد ذلك في عدد من الدول العربية.. وفي عام 69 سافرت إلى باريس، مديرا لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط وقضيت هناك خمس سنوات، وكانت فرصة لكي أستمع من الفرنسيين وأقرأ ما نشرته الصحف الفرنسية عن السيدة أم كلثوم، وكيف كان الزحام على المسرح والإقبال الشديد، وارتفعت أسعار التذاكر من خمسين فرنكا إلي أربعمائة فرنك.. واضطرت إدارة مسرح الأوليمبيا إلى وضع كراسي إضافية في طرقات وممرات المسرح لاستيعاب الأعداد المتزايدة للجمهور، وكتبت الصحف الفرنسية والتلفزيون الفرنسي الكثير عن أم كلثوم، وعبقريتها في الغناء ووصفوها بأنها سفيرة للغناء المصري والعربي..
وقال الإعلام الفرنسي وقتها إن كثيرا من المواطنين الفرنسيين لا يتكلمون اللغة العربية، ولكنهم حرصوا على الحضور للمسرح ليشاهدوا هذه الظاهرة النادرة، ويستمتعوا بأدائها والموسيقى المصاحبة لها، وبلغت إيرادات الحفلتين ما يعادل 15 ألف جنيه إسترليني، وما زالت إدارة مسرح الأوليمبيا حتى الآن تحتفظ في سجلاتها صور هذه الاحتفالية لكوكب الشرق أم كلثوم وتعتبرها من التاريخ الذي لا ينسي في فرنسا. مكلمة في الأممالمتحدة الإرهاب في أستراليا والأراضي الفلسطينية المحتلة والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: هل يعقل بعد كل هذا التاريخ الحافل والمجيد أن يظهر فيلم في مصر يشارك فيه مؤلف وممثلون مصريون بدلا من أن يخلدوا ذكراها، يتهمونها بالبخل والعقوق لأهلها، والتدخين بشراهة وعدم الظهور بالمظهر اللائق بها، والذي كانت تحرص عليه في أناقتها وتعاملها مع جميع من اقترب منها بالرقي واللباقة التي تليق بها كنجمة مصرية شهيرة، ويبررون ذلك بأنهم يغوصون في شخصيتها وينشرون ما لم ينشر عنها من قبل؟! أعتقد ان هذا الفيلم يسيء لمن شاركوا فيه قبل أن يسيء إلى كوكب الشرق أم كلثوم رحمها الله. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا