لا يوجد أحد يعيش في أي منطقة سكنية بمصر إلا وأصبح يعاني من الكلاب، سواء بتهديدها له خلال سيره في الشارع أو بنباحها المفزع المقلق للراحة في البيوت.. الكلاب في مصر أصبحت مثل التكاتك، وباءً ينتشر ويتمدد ويتكاثر ليؤذي المصريين ويهدد صحتهم وأمنهم وراحتهم، وارتفعت حالات الهجوم على الأطفال والمواطنين، كلما نزلت إلى الشارع، لن تسلم من تهديد الكلاب وتحديدا الخبيثة التي تسير خلفك صامتة وكأنها تتأهب للغدر والعقر فجأة.. وسط غياب واضح لدور الدولة وضعف الحلول المقدمة حتى الآن، حتى أن تقديرات حالات العقر السنوية في مصر وفق بيانات رسمية مؤخرا بلغت 450 ألف حالة، وتدفع الدولة في تطعيم كل مواطن تعرض للعقر 50 جنيهًا، كما تكلف عملية تعقيم الكلب مابين 600 إلى 1300 جنيه.
وصل حد السخرية لدي البعض من هذا التكاثر إلى حد تشبيههم بأنهم يعقدون اجتماعات يومية في الشوارع لبحث المستجدات، وصارت صفحات الفيس تمتلىء بصور لتجمعاتهم في الطرقات بالعشرين والثلاثين كلبًا. لا أحد يمكنه الجزم بعدد الكلاب الحقيقي والفعلي في مصر، الأرقام تتأرجح بين 20 و40 مليونًا، لكن المؤكد أن الرقم مرشح للتضاعف، لعدة أسباب منها أن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية منعت استخدام سم سلفات الاستركنين للتخلص من الحيوانات الضالة عام 2019 بعدما ظل معمولا به منذ عام 1966. كما تم منع استخدام الخرطوش فى مصر منذ عام 2011 رغم أنه ما زال مسموحا به حتى الآن، كما خرج أعضاء فرق شرطة القناصة التى كانت مدربة على التعامل على قنص الكلاب بالخرطوش من الخدمة، ولم تحل محلها فرق جديدة، وبالتالى توقفت مواجهة كلاب الشارع منذ 2019.
وإذا ما اخذنا في الاعتبار أن إجراءات القضاء على التكاثر قد اندثرت، وأن الكلبة الواحدة يمكنها إنجاب من 16 إلى 20 جروًا سنويًا، وقد تنتج فى البطن الواحدة 8 كلاب، وأن ممارسات الإطعام المنتظم لها من جانب أنصار جمعيات الرفق بالحيوانات تتسبب فى توطنها بكثافة وسط الأماكن السكنية، فإن النتيجة المحتملة أننا بصدد الانفلات الكامل في أعداد الكلاب الضالة بشوارع مصر، وقد يرتفع من 40 مليونا حاليا إلى 120 مليونًا خلال سنوات قليلة، وهو ما يعني كلب لكل مواطن في مصر.
يحدث ذلك رغم توقيع مصر على الاستراتيجية العالمية "صفر سعار بحلول 2030" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. الدكتور حمدي عرفة خبير استشاري المناطق العشوائية كشف في دراسة أعدها عام 2018 أن عدد الكلاب الضالة المنتشرة في القرى والمدن بلغ 22 مليون كلب ضال أي ما يعادل عدد سكان 8 دول عربية.
في المكان الذي أعيش فيه توفيت مؤخرا طبيبة في الشارع بالسكتة القلبية بسبب الرعب الذي أصابها من كلب هاجمها، ومنذ شهرين قام أحد الجيران بوضع سم الفئران داخل هياكل الدجاج وتقديمها كطعام لنحو 8 كلاب فماتو بعدما فاض الكيل به من نباحهم الجماعي، تم القبض عليه، وقضت إحدى المحاكم بمعاقبته مع سائق سيارة ملاكي ساعده في التخلص من جثثها بالحبس 6 أشهر.
لا توجد دولة في العالم خالية تمامًا من الكلاب الضالة، ولكن هولندا أصبحت رسميًا أول دولة في العالم خالية منها، ألمانيا وإسبانيا وفرنسا اتخذت خطوات مهمة للسيطرة على أعدادها من خلال التعقيم والرقمنة والملاجئ، مما يجعل شوارعها خالية منها بشكل ملحوظ.
الهند أكثر دولة بالعالم تعاني من من الكلاب الضالة في شوارعها، مع وجود تقديرات تصل إلى 1.53 مليار كلب بها، أمريكا والبرازيل والصين واليابان لديها أكبر عدد إجمالي من الكلاب، لكن معظمها ليست ضالة.
هناك وقائع أخري تدفع باتجاه زيادة أعداد الكلاب في شوارع مصر بحيث تصبح خارج سيطرة الدولة وتؤذي وترعب المصريين ليل نهار.. أحد الخبراء دعا إلى الامتناع عن إطعام الكلاب الضالة بسبب أن إطعامها يجعلها أكثر عنفًا، غير أن وزارة الزراعة ردت عليه ببيان أكدت فيه أن الامتناع عن الإطعام سلوك مخالف للدين الإسلامي ولقانون رقم (29) لسنة 2023، الذي يُلزم بالتعامل الإنساني مع الحيوانات. كما يعاقب قانون العقوبات المصري بالحبس لمدة لا تزيد عن ستة أشهر مع الشغل كل من يقتل أو يضر عمدًا حيوانًا مستأنسًا أو يتسبب في تسميمه.
الأخطر هو اقتناء الكلاب النابحة في البيوت وإيذاء الناس بها، والوجه الآخر المؤسف لمأساة انتشار الكلاب في مصر أيضا، أن القانون 29 لعام 2023 بشأن تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب، لم يجرم أو يحرم أو يمنع اقتناء الكلاب داخل الشقق والعمارات السكنية، وهو الأمر الذي يجعل الأذي يمتد من الشوارع إلى البيوت. دولة التلاوة.. وشغفي الذي فتر دولة التلاوة.. وترزية الجباية والسؤال الذي أطرحه مجددًا: هل من حق أى شخص أن يقتنى كلبا ينبح ليل نهار فى عمارة سكنية ويصدح نباحه في الفضاء كميكروفونات الأفراح الشعبية؟ فالقانون فى مصر لا يجرم هذا الفعل المشين وغير الأخلاقى وغير الإنسانى وغير الدينى، وإذا قررت أن تتقدم ببلاغ إزعاج الى الجهات المختصة، لن ينالك سوى تضييع وقتك وجهدك وحرق أعصابك. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا