وبدأت مرحلة المفاوضات عن طريق الداعية محمد حسان.. وهو نفس الشيخ الذي قاد كل المفاوضات السابقة وكان مصيرها الفشل.. وكأن الدولة تتفاوض مع دولة أخرى يجلس على قمتها أمراء متخصصون في الحرب والإرهاب باسم الدين والجهاد في سبيل الله.. مع أن "كرداسة" لا تعدو عن كونها منطقة أصبحت تأوى بعض الخارجين على القانون، والمتطاولين على هيبة الدولة وكافة مؤسساتها. كرداسة ذلك الملف المليء بالألغام التي من الممكن أن تتفجر في أي لحظة .. كل يوم لديها جديدة وكل ساعة لديها ما يستحق الانتباه والنشر وكل دقيقة قد تكون هي ساعة الصفر بعد أن قامت الطائرات العسكرية بالتحليق ورصد كل ما يحدث ! كانت الأيام الماضية قد شهدت تطورا واضحا في الاحداث من قبل كرداسة والأهالي هناك .. وبدأ الحديث عن الوقفات المتبادلة.. وبدأت الطائرات في التحليق.. وبدأت الدولة تتخذ طريقا آخر بإرسال قطب الدعوة السلفية الشيخ محمد حسان من أجل التفاوض مع التنظيم الجهادى المتواجد في كرداسة كى لا يقوموا بأى اعمال إرهابية ويقوموا بتسليم السلاح المتواجد والذي تم تهريبه من مركز كرداسة قبل حرقه .. وبذلك ضمان لعدم دخول الجيش وهدم كرداسة على من فيها كما أكدت لنا مصادرنا في هذا الصدد وبالاستقصاء من مصادرنا الخاصة ورغم التعتيم الكبير على تلك المفاوضات من قبل أهالي كرداسة انفسهم علمت "فيتو" أن الشيخ حسان قد جلس مع أحد الاشخاص ويسمى الشيخ على السيد القناوى وهو أحد الجهاديين السابقين واصبح الآن من العواقل في كرداسة ومن له كلمة مسموعة ويستطيع تحجيم الإخوان والجهاديين وهو ما جلس معه الشيخ حسان ولكن فشلت المفاوضات في كرادسة. وسبب فشل المفاوضات بين حسان والقناوى يرجع إلى الجهاديين والشيخ القناوى نفسه .. حيث اعتبروا أن مجرد التفاوض من أساسه يعنى تسليمهم بأنهم من قاموا بتلك الأعمال وهو ما يريد التنظيم نفيه محاولا أن يقول للجميع إن من فعل ذلك بعض الاشخاص جاءوا من الخارج.. ولذلك رفضوا المفاوضات.. خاصة أن هناك شكا في محمد حسان أنه يكون مجندا من قبل أمن الدولة عليهم لمعرفة ذلك كله ومن ثم رفض الجهاديون الجلوس معه.. وابلغه القناوى بهذا الرفض حتى لا يكون هناك أي دليل عليهم. اما الأمر الثانى والذي يثير الأهمية خلال الايام الماضية في كرداسة وهو الحشد الذي يجرى الآن على قدم وساق لأهالي كرداسة والذي تمثل في مسيرات تخرج يوميا من مساجد كرداسة وعلى رأسها مسجد سلامة الشاعر. ولكن الغريب في الأمر أن جميع "إخوان وجهادى" كرئاسة قد اختفوا يوم الأربعاء الذي شهد فيه احداث شارع المهندسين وإطلاق النيران على قوات الجيش .. وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام خاصة أن الطريق من كرداسة إلى المهندسين عبر الطريق الدائرى لا يوجد فيه أي كمين متواجد .. وهو ما جعل الكثير من أهالي كرداسة يؤكدون أن أمراء الإرهاب في المدينة هم وراء الحادث .. بل إن الأسلحة نفسها قد تكون هي المسروقة من مركز كرداسة. على الجانب الآخر خرج الإخوان عن صمتهم في الحشد إلى 30 أغسطس، أو ما أطلقوا عليه "جمعة الحسم" بمسيرات يومية تجوب شوارع كرداسة، بالإضافة إلى الدعوات التي تنطلق يوميا من المساجد من أجل ما أسموه المواجهة الكبرى من أجل استرداد ما أسموه الشرعية وإسقاط الانقلاب، حسب زعمهم.