قتلة جنود الجيش والشرطة مفسدون فى الأرض باب التصالح مفتوح بشرط القصاص أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن قتلى الجنود المصريين من الجيش والشرطة شهداء عند الله تعالى. وقال في حوار ل«فيتو» إن من قتلهم خرج عن ملة الإسلام وهؤلاء القاتلين بفعلتهم هذه يفسدون في الأرض، مؤكدًا أن الإسلام يأمرنا أن نحافظ على جيشنا وأن نساعده، وأوضح أن الهجوم على الأقباط وتدمير دور عبادتهم يتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة ومع أوامر الرسول التي دعا فيها المسلمين لأن يحسنوا إلى الأقباط. والحوار التالى به المزيد.. بداية كيف تصف حادث مقتل الجنود في سيناء؟ - هي جريمة نكراء ارتكبها أعداء الإسلام باستحلالهم لدماء أبرياء مسلمين عزل فهم شهداء في سبيل الله تعالى وفى سبيل الحق والواجب الدينى والوطنى. وما موقف الإسلام من الذين يرتكبون هذه الجرائم ؟ - بلا شك، هؤلاء أعداء للإسلام وليسوا مصريين أو وطنيين وبعد تطاولهم على المسلمين وعلى جيش مصر بالقتل وإزهاق الأرواح بلا شك خرجوا من الإسلام، لأن قتل النفس كبيرة من الكبائر التي أمقتها الله تعالى والإسلام بريء من هؤلاء ومن أفعالهم ومما ينادون به. ماهو حكم الإسلام على هؤلاء الذين يرتكبون القتل في المسلمين وجيشه وجنوده؟ - هؤلاء هم المفسدون في الأرض فبقتلهم المسلمين وبإزهاقهم الأرواح يحاربون الله تعالى ولابد أن يعاقب هؤلاء القتلة على جريمتهم التي ارتكبوها لأنها إفساد في الأرض. هل ترى أن هناك مجالًا لفتح باب التصالح مع من أحرق البلاد وخون الجيش وقتل المصريين؟ - نعم دائمًا نجعل باب التصالح مفتوحًا لكن بعد القصاص العادل ممن ارتكب كل الجرائم وبخاصة من قتل وأحرق وأشاع الفتنة والفوضى في الوطن، لأن هذا إفساد في الأرض وإرهاب للناس نهى الله عنه وقد عرف الناس الآن من هو الطرف الذي يستخدم العنف وينشر الفوضى في البلاد، فبلاشك أنه طرف إرهابى يستخدم الإرهاب من أجل إسقاط الوطن. ولابد أن نعرف أن المرحلة التي تمر بها مصر تستوجب علينا أن ندعو إلى وجود الأمن والأمان وإلي الاستقرار والاطمئنان فهي بحق مرحلة فارقة نعبر فيها منحنى خطير ودرعنا هو القوات المسلحة فهى درع الوطن الذي يحميها ويحمى شعبها ولابد لنا كمصريين من توفير كل سبل الحفاظ عليهم ومساعدتهم. دعا البعض إلى تخريب وقتال الجيش المصرى واصفًا أنه جيش صهيوني.. فما موقف الإسلام من هذا؟ - الإسلام بريء من هذه الأفعال التي لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب أو من بعيد لأن من يدعو إلى التخريب وقتال المسلمين لا يعرف فحوى الإسلام الذي يوصى بخير أجناد الأرض وهى دعوة مرفوضة وبعيدة كل البعد عن الإسلام الذي يدعو إلى التسامح ويدعو إلى السلام ولا يدعو إلى قتال المسلمين بعضهم بعضًا. كيف تصف الهجوم على دور العبادة والكنائس وما موقف الإسلام من هذه الهجمات؟ - دعوة الإسلام التي أمرنا بها هي الحفاظ على دور عبادة الأقباط وإعطائهم العهد والأمن والأمان، فالإسلام يعطى غير المسلمين حق الحماية لهم وحق الأمان بأن يكونوا آمنين في بلد الإسلام، بل إن الإسلام لم ينه عن البر بهم ماداموا لم يقاتلوا المسلمين وجعل الإسلام دعوتهم إلى المشاركة في بناء الوطن واجبا دينيا لأنهم مواطنون لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وجعل الإسلام حماية دور العبادة لهم من الحقوق الأساسية وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما حان وقت الصلاة وهو في كنيسة القيامة طلب البطريرك من عمر أن يصلي بها فاعتذر وأوضح خشيته أن يصلي بالكنيسة فيأتي المسلمون بعد ذلك ويأخذوها من النصاري على زعم أنها مسجد لهم، ويقولوا هنا صلى عمر، فهذا نداء الإسلام الذي جعله في المسلمين من التسامح وعلى رعاية حقوق الناس وعلي الرحمة بجميع البشر مهما اختلفت عقائدهم. هل ترى أن هناك محاولات لجر البلاد إلى فتنة طائفية من قبل البعض للإيقاع بها إلى الهاوية؟ - بكل تأكيد، فالمصريون بوحدتهم يريدون أن يشتتوها وأن يحدثوا فتنة طائفية بحرق الكنائس ودور العبادة الخاصة بهم على الرغم من أن الدين الإسلامي حرص كل الحرص على الأمان للأقباط، فكما أنه لا يصح أن يتعرض أحد لأحد بسوء مادام يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لأن كلمة التوحيد تعصم دم صاحبها، فيجب أيضًا أن يعطى الأقباط حقهم في عهدهم لأنهم على عهد مع المسلمين ولقد جاءت رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم حامية لحقوق الإنسان المسلم وغير المسلم من كل من له عهد وأمان.