في مثل هذا اليوم من عام 1984، رحل محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، الرجل الذي حمل حلم الثورة على كتفيه لكنه قضى ثلاثة عقود في عزلة تامة. حضوره في لحظة التحول من الملكية إلى الجمهورية كان طاغيًا، لكنه سرعان ما وجد نفسه خارج المعادلة السياسية. محمد نجيب، ضابط محترف في مواجهة الملك ولد محمد نجيب في الخرطوم عام 1901 لأسرة مصرية ذات جذور عسكرية تخرج في الكلية الحربية عام 1918، وواصل دراسته حتى حصل على ليسانس الحقوق، ثم دبلوم الدراسات الاستراتيجية من بريطانيا، وهو ما جعله مختلفًا عن معظم أقرانه. وفي حرب فلسطين 1948 أصيب إصابة خطرة لكنه واصل القتال، لتمنحه تلك التجربة مكانة بارزة داخل الجيش وتقديرًا خاصًّا من الملك فاروق الذي منحه ترقيات استثنائية. رغم ذلك، لم يكن نجيب من رجال البلاط أو المقربين من القصر. علاقته بالملك ظلت في إطار المهام الرسمية، وهو ما جعله محل ثقة مجموعة الضباط الأحرار الذين احتاجوا إلى شخصية تحمل الشرعية العسكرية والشعبية معًا. وعندما تحركوا ليلة 23 يوليو 1952، كان هو واجهتهم المعلنة وقائدهم الظاهر. من رئاسة الجمهورية إلى أزمة مارس بعد إعلان الجمهورية في يونيو 1953، تولى نجيب منصب الرئيس ليصبح أول من يجلس على هذا الكرسي في مصر الحديثة. غير أن الخلاف سرعان ما نشب بينه وبين جمال عبد الناصر. نجيب كان مؤمنًا بضرورة عودة الحياة النيابية سريعًا وإشراك القوى السياسية، بينما كان عبد الناصر يرى أن الثورة لم تكتمل بعد وأن أي انفتاح قد يهدد بعودة النظام القديم. وبلغت الأزمة ذروتها في مارس 1954، حين احتدمت المواجهة بين جناح نجيب الداعي للديمقراطية وجناح عبد الناصر الساعي لتثبيت سلطة مجلس قيادة الثورة. خرجت مظاهرات ضخمة في القاهرة والجامعات تؤيد بقاء نجيب وتطالب بالدستور والانتخابات، في مشهد نادر جسّد تطلع الشارع إلى حياة سياسية طبيعية. في المقابل، حشد الضباط الأحرار أنصارهم، واشتعلت المعركة بين من يميل إلى نجيب ويقف خلف عبد الناصر خاصة أن الأزمة لم تكن مجرد خلاف على أسلوب الحكم، بل اختبارًا لطبيعة الدولة الجديدة: هل تعود إلى النظام البرلماني أم تدخل طورًا جديدًا من الحكم المركزي؟ ومع تصاعد التوتر، لجأ مجلس قيادة الثورة إلى القوة لحسم الموقف. تمت تنحية نجيب في 26 مارس، ثم أعيد مؤقتًا لتهدئة الشارع، قبل أن يُحسم الأمر في أبريل لصالح عبد الناصر نهائيًا. ومنذ تلك اللحظة، وُضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية في فيلا بالمرج، ليختفي من المشهد العام لقرابة ثلاثة عقود وانتهت مسيرة رجل حمل رصيدًا عسكريًا وشعبيًا، لكنه وجد نفسه معزولًا عن السياسة حتى وفاته في 28 أغسطس 1984 وجنازته العسكرية الرسمية التي أعادت اسمه إلى الصفحات الأولى ولو ليوم واحد. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا