تجتمع النخبة المالية العالمية غدا الخميس، في منتجع جاكسون هول بولاية وايومنج الأمريكية، في واحدة من أبرز الفعاليات الاقتصادية السنوية التي تشكل محطة حاسمة لصناع القرار والمستثمرين على مستوى العالم. وتأتي الندوة هذا العام في ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، حيث تتضارب مؤشرات التعافي الاقتصادي مع مخاطر التضخم المستمرة، وتتصاعد التوترات التجارية العالمية، مما يضع مسؤولي البنوك المركزية في موقف بالغ الحساسية. تعقد الندوة هذا العام تحت عنوان "أسواق العمل في مرحلة انتقالية: التركيبة السكانية، والإنتاجية، والسياسة الاقتصادية الكلية"، وهو عنوان يعكس التحديات الهيكلية العميقة التي تواجه الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد الجائحة وفي ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة. الأهمية التاريخية لندوة جاكسون هول تعود جذور هذا الحدث إلى العام 1978 عندما نظم لأول مرة في مدينة كانساس الأمريكية، قبل أن ينتقل في العام 1982 ليستقر في جاكسون هول، حيث بات وجهة سنوية لصناع السياسات الاقتصادية حول العالم. وعلى مدى تاريخها استضافت الندوة أكثر من 370 مشاركا قدموا أوراقًا بحثية تنوعت موضوعاتها بين التضخم وأسواق العمل والتجارة الدولية، بمشاركة ممثلين عن 70 دولة. شهدت الندوة على مر التاريخ لحظات فارقة في السياسة النقدية العالمية، منها في 2010 عندما طرح بن برنانكي خيارات لتخفيف السياسة النقدية والتي اعتبرت إشارة لمزيد من التيسير الكمي، وفي 2012، عندما أعقب حديثه عن قلقه الشديد بشأن الأسواق جولة ثالثة من التيسير الكمي، وفي 2016 عندما استخدمت جانيت يلين خطابها لإعداد السوق لمزيد من رفع الفائدة. الاقتصاد الأمريكي والإشارات المتضاربة يشهد الاقتصاد الأمريكي حالة من الغموض غير المسبوق، حيث تباينت البيانات الاقتصادية الصادرة حديثا بشكل لافت، ومن ناحية أظهرت بيانات التضخم ثبات مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي عند 2.7%، وارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بشكل ملحوظ إلى 3.4% (أعلى مستوى منذ أربعة أشهر)، بالاضافة إلى انخفاض مبيعات التجزئة على الأساس الشهري والسنوي. هذه الإشارات المتضاربة تزيد من صعوبة مهمة الاحتياطي الفيدرالي في تحديد المسار المناسب للسياسة النقدية، خاصة في ظل الضغوط السياسية المستمرة من إدارة الرئيس ترامب لمتابعة خفض أسعار الفائدة بشكل أعمق. ما الذي يتوقعه السوق من ندوة 2025؟ يركز المستثمرون globally على كلمة جيروم باول المقررة يوم الجمعة 22 أغسطس في الساعة 10:00 صباحا بالتوقيت الشرقي، والتي يتوقع أن توضح مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي للربع الأخير من 2025، وتقدم توجهًا حول موعد بدء خفض أسعار الفائدة، بالاضافة إلى أنها ترد على الانتقادات السياسية الموجهة للبنك المركزي. حسب أداة FedWatch، يقدر المتداولون حاليا احتمالية خفض الفائدة في سبتمبر بنسبة 84%، مع توقع نحو 54 نقطة أساس من التخفيضات بحلول نهاية العام. تأثير الندوة على الأسواق المالية شهدت الأيام الماضية تحركات حذرة في الأسواق المالية تحسبا لنتائج الندوة، حيث انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات 3.5 نقطة أساس إلى 4.304%، وانخفض عائد سندات العامين حوالي نقطتين أساس إلى 3.752%، كمل ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.438. قطاعات مرشحة للاستفادة حدد خبراء الاستثمار، القطاعات الأكثر استفادة من أي إشارات تخفيف نقدي، وهي شركات بناء المنازل، مثل "بولتي جروب" و"لينار" و"دي آر هورتون" حيث ارتفعت أسهمها بين 4.2% و8.8% الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى الأسهم الدورية والشركات الصناعية وشركات إنتاج المواد. المخاطر والتحديات المحتملة وحذر بنك "باركليز" من احتمالية تعرض الأسواق الأمريكية لموجة بيع حادة بعد انعقاد الندوة، خاصة إذا أقدم المستثمرون على إعادة تسعير توقعات خفض الفائدة بشكل كبير. ومن أبرز المخاطر التي توضع في الاعتبار، أن أي تلميح من باول إلى تبني لهجة متشددة تقلل من سقف التوقعات، والتأكيد أن مخاطر التضخم ما زالت تفوق مخاطر تباطؤ النمو، ووجود إشارات على أن البيانات الاقتصادية الأخيرة لا تبرر التسهيل النقدي المتوقع. وتأتي كلمة باول هذا العام في ظل ظروف استثنائية، حيث تنتهي فترة ولايته كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مايو 2026، ويتعرض أداء الاحتياطي الفيدرالي لانتقادات إدارة الرئيس ترامب، ويواجه ضغوطا للتعبير عن آرائه مع الحفاظ على المرونة مع ورود المزيد من البيانات الاقتصادية. قد يرى باول في جاكسون هول فرصته الأخيرة، أو على الأقل الأفضل، لترسيخ إرثه والدفاع عن استقلالية البنك المركزي في وجه الضغوط السياسية المتصاعدة. ارتفاع أسعار الذهب من أدنى مستوياتها في 3 أسابيع مع ترقب ندوة جاكسون هول ترامب يطالب بخفض الفائدة فورًا ويلمح برفع دعوى قضائية ضد رئيس الفيدرالي الأمريكي تمثل ندوة جاكسون هول 2025 منعطفا حاسما في السياسة النقدية العالمية، حيث ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في ظل ظروف اقتصادية وسياسية بالغة التعقيد، وتركيز المستثمرين ينصب على أدق التفاصيح وتلميحات باول، حيث قد تؤدي أي إشارة غير متوقعة إلى تحركات سوقية عنيفة، خاصة في ظل المكاسب القوية التي حققتها الأسهم الأمريكية مؤخرا والمستويات القياسية التي بلغتها المؤشرات. وسيظل الاقتصاد العالمي في حالة ترقب حتى نهاية الأسبوع، حيث ستكون كلمة باول هي المحطة التي قد تغير قواعد اللعبة وتعيد تشكيل توقعات السوق للربع الأخير من العام وما بعده. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا