قال الدكتور أسامة الزيات أستاذ علم النفس الإكلينيكي أن مرحلة المراهقة، وخصوصًا لدى المراهق الذكر، تتميز بأنها مرحلة عدم الرضا وعدم التقبل، فهو غير راضٍ عن نفسه إطلاقًا، وتبدأ هذه المشكلة بأن الأهل لا يلبون طلبات الأبناء، ربما لعدم مقدرة مالية، وربما لاعتبارات أخرى مثل العادات والتقاليد، فيدخل المراهق في وهم التقليد، وبأنه يحصل على ما يريد برغم الجميع متحديًا وضاربًا بعرض الحائط كل الاعتبارات لدرجة أن يصل أحيانًا للمرض النفسي، وهو تقمص الشخصيات؛ لكي يحقق ما يريده. ولتعامل الأب مع هذه الشخصية، خاصة المراهق الذكر الذي يحتك بالمجتمع الخارجي أكثر من الفتاة، يُنصح الزيات بالآتي: أن يدرك المراهق ما منحه الله من نعم وإمكانات وحواس، وأن هذه النعم ستتطور وتكبر وتنمو مع مرور السنين، وكل مرحلة عمرية لها جمالها. التقليد الأعمى هو نتيجة متوقعة لعدم الرضا عن الذات، وبالتالي فيجب أن تكون حريصًا على أن يكون قدوة ويعدل من سلوكياته، حتى لو صمم أن يقلع عن التدخين؛ لأن المراهقين الذين يدخنون الشيشة مثلًا أجمعوا، وحسب الإحصائيات، أنهم أعجبوا بمنظر آبائهم وهم يدخنون ويسعلون في «رجولة مفتعلة»؛ لجذب الانتباه. اجلس معه، واستخدم الحوار الهادئ وارو له قصة كفاحك وأنك لم تصبح صاحب سيارة، وترتدي أفخر الملابس، وتستخدم العطور الفاخرة إلا بعد رحلة معاناة. لا تحرمه من كل مظاهر الرفاهية التي يعيش بها، فبعض الآباء لديهم أنانية؛ حيث يؤثرون أنفسهم بأشياء لا يخصون بها الأبناء، فينشأ الابن حاقدًا ومقلدًا في غياب الأب.