العالم مقبل على تحولات جذرية لا يبدو أن العرب طرف مؤثر فيها لأسباب يطول شرحها.. فالمشهد السياسي الأمريكي يبدو أكثر اضطرابًا من أي وقت مضى، تتزاحم الأحداث والإشارات القادمة من قلب المؤسسة الحاكمة لتقول إن أمريكا تقترب من مفترق طرق غير مسبوق. فبين إعلان إيلون ماسك نيته تأسيس حزب سياسي جديد قد يُعيد رسم الخريطة الحزبية التقليدية، وفوز الشاب المسلم التقدمي زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، وتصاعد تهديدات دونالد ترمب، المرشح الجمهوري المحتمل وأحد أقطاب اليمين الشعبوي، تبدو الديمقراطية الأمريكية وكأنها على موعد مع زلزال سياسي كبير. زهران ممداني، النائب التقدمي الذي صعد بخطاب جريء مؤيد لحقوق الفلسطينيين ومعارض للصهيونية، أعلن صراحة أنه سيسعى لاعتقال بنيامين نتنياهو حال زيارته نيويورك في حال أصبح عمدة المدينة، وهو تصريح غير مسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية الحديثة.
الرد جاء سريعًا من دونالد ترمب، مهددًا بإجراءات قانونية وترحيل ممداني، رغم كونه أمريكيًا بالميلاد والهوية. هذه التهديدات تكشف عن عمق الصراع بين تيارين: أحدهما يحاول الإبقاء على النظام التقليدي المرتكز على دعم غير مشروط لإسرائيل، والآخر يمثل جيلًا جديدًا من الأمريكيين المؤمنين بالعدالة العالمية وحقوق الإنسان، حتى لو تعارضت مع أولويات اللوبي الصهيوني. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: هل ستصمت القوى الصهيونية في أمريكا على صعود زهران ممداني؟ حتى الآن، يبدو أن الرد لم يتبلور على شكل تحرك مباشر، لكن الضغوط القادمة ستكون حتمية.
اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة ليس قوة هامشية، بل يمتلك مفاتيح الإعلام، ومراكز النفوذ المالي، وشبكات النفوذ في الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء. ومع ذلك، فإن التحدي الذي يفرضه زهران لا يقوم فقط على موقفه من إسرائيل، بل على إعادة تعريف العلاقة الأمريكية معها من منظور العدالة وليس التحالف المطلق. من جهة أخرى، يأتي دخول إيلون ماسك إلي المعادلة بإعلانه نية تأسيس حزب سياسي جديد، كعامل فوضوي ثالث يضرب الاستقطاب الثنائي الأمريكي التقليدي. إيلون ماسك، بقدراته التكنولوجية والمالية الهائلة، قد يكون قادرًا على استقطاب أصوات الطبقة الوسطى الساخطة، أو فئات الشباب المستقلين، ما يعمّق انقسامات الساحة السياسية ويزيد من اضطرابها. التحولات المتسارعة تطرح سؤالًا أكبر: هل التغيير يضرب أمريكا؟ ولصالح من؟ ما يحدث ليس فقط اضطرابًا انتخابيًا، بل معركة أيديولوجية كبرى بين من يريدون الحفاظ على أمريكا القديمة بكل ما تمثله من مصالح وتحالفات، ومن يطمحون لبناء أمريكا أخرى أكثر انفتاحًا على قضايا العدالة الدولية وحقوق الأقليات في الداخل والخارج.
عماد أديب والسقوط في بئر التطبيع! هكذا تربينا.. فكيف نربي أولادنا؟! الخلاصة أن زهران ممداني ليس حالة فردية، بل وجه من وجوه التحول القادم. وإذا لم ينجح في الفوز بالمنصب، فستظل رسالته قائمة، هناك جيل أمريكي جديد لا يخشى مواجهة المؤسسة، ويملك الشجاعة للحديث عن فلسطين، والمسؤولية الجنائية للقادة الإسرائيليين، وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية. هذا الجيل قد لا يصمت، حتى وإن حاولت الآلة الإعلامية والسياسية الضخمة أن تسكته. السؤال هو: هل اللوبي الصهيوني مستعد لمواجهة هذه الموجة، أم أنه يراهن على أن أمريكا، كما يعرفها، لا تتغير؟ لكن كل المؤشرات تقول: التغيير قادم. والسؤال لم يعد هل؟ بل متى؟ و"بأي ثمن؟. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا