سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عائلات ودعت الحياة سويا تحت أنقاض عقارات حدائق القبة المنهارة.. حور تلحق بوالدتها وشقيقها حمزة بعد ساعات من إنقاذها.. والشاب أحمد وزوجته ورضيعهما لم يفترقوا حتى في الموت (فيديو)
في صباح الجمعة، في ظل استعداد ربات البيوت لتجهيز مائدة دافئة يجتمع حولها الأحباب، تعالت أصوات ضحك ولعب الأطفال، واستعدادات الرجال للوضوء والتطيب لأداء صلاة الجمعة، لم يكن في الحسبان أن يكون هذا اللقاء هو الأخير. في لحظة، تحولت جمعة العائلة إلى وداع جماعي، وبدلا من صوت الضحك والأكل، علت الصرخات تحت الأنقاض، تبحث عن طفل، أم، أو أب، كانوا قبل دقائق فقط حول نفس الطاولة. انهارت 3 عقارات دفعة واحدة في قلب حي حدائق القبة، ولم تأخذ معها جدرانا فقط، بل اقتلعت جذور أسر بأكملها، رحلوا معا كما اجتمعوا على الإفطار.. تحولت البيوت إلى قبور، والجدران التي كانت تحمي أصحابها باتت أكفانا يطوي تحت أنقاضه أحلاما وضحكات، تاركين خلفهم أطباقا لم تكتمل، وذكريات لا تموت. في وسط الأنقاض، كانت ملابس الضحايا الملطخة بالدماء متناثرة هنا وهناك، شواهد صامتة على فاجعة مريرة، فهذه الملابس تحمل آثار حياة كانت قبل دقائق في مكانها، لكنها اختفت تحت ركام الخراب. حور.. الطفلة التي ودّعت الحياة بقبلة أبيها
كانت حور أيمن، ذات الست سنوات، تجلس مع عائلتها على مائدة إفطار يوم الجمعة، حين انقلبت اللحظة البسيطة إلى فاجعة مدوية. انهار العقار فجأة على الأسرة: الأب أيمن، الأم هبة، وشقيقها الصغير حمزة، أنقذت فرق الإنقاذ الأب أولًا، ثم الطفلة حور وهي تنزف، فحملها والدها ووشوشها بدموعه: "أنا هنا يا حور.. هتبقي كويسة"، لكنها لم تبق، لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ساعات من الصراع في المستشفى. في صباح اليوم التالي، خرجت والدتها هبة من بين الأنقاض بجسدٍ محطم، لكنها لم تصل المستشفى حية. أما شقيقها حمزة، ابن الثلاث سنوات، فقد عُثر عليه متوفي بعد أكثر من 24 ساعة من البحث. أحمد وزوجته ورضيعهم.. ثلاثة أرواح خرجت معا
من بين أنقاض الخرسانة والغبار، نجح رجال الإنقاذ في إخراج رجل يُدعى أحمد عيسى، وزوجته ورضيعهما، حاول الأطباء جاهدين إنقاذهم، لكنهم جميعا فارقوا الحياة تباعا، وكأنهم اتفقوا على المغادرة معا، دون أن يتفرقوا حتى في الموت. كريم ونجله.. الخروج من الحياة على نقالة
كان "كريم"، صاحب محل صغير يبيع الملابس الرياضية، محبوبا في المنطقة، يعرفه الكبار بابتسامته، ويحبه الصغار لخفة ظله. في لحظات الرعب، تلقى صديقه "أحمد" مكالمة تقول: "في عقارين جنبنا وقعوا". هرول إلى المكان، ولم يعد شيء كما كان. تجمع الناس، وصلت فرق الإنقاذ، وبدأ الانتظار الطويل. لم يصمد "كريم"، خرج جثمانه من تحت الأنقاض، تبعه ابنه الصغير أحمد، ذو العشرة أعوام، جثة هامدة. زوجته ليلى، خرجت مصابة، بين الحياة والموت، لا يُعرف ما إذا كانت قد سمعت نداءاتهم وهي تحت الأنقاض. قال أحمد، صديقه المقرب: "اللي شفته النهاردة هيفضل عايش جوايا طول العمر.. كنا مستنيين كريم يخرج يقولنا: أنا بخير.. لكنه طلع على نقالة." ضياء.. ضابط فقد حياته تحت الأنقاض.. وانتظرته "لولا" حتى النهاية
هنا كان يعيش الشاب ضياء مصطفى غالي، ضابط لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره، برتبة "نقيب"، يعيش وحيدا في شقة متواضعة داخل أحد العقارات الثلاثة التي انهارت فجأة، دون سابق إنذار. لم يكن ضياء مجرد رقم يضاف إلى قائمة الضحايا، بل كان روحا تسير بخفة بين الناس، يعرفه الجميع بابتسامته الهادئة، وأخلاقه العالية، وجيرانه كانوا يتحدثون عنه بفخر: "كان ضابط ابن ناس.. محترم وأصيل وبيحب يساعد الكل". "لولا فاني"، طليقته، البلوجر المعروفة، جاءت مسرعة إلى موقع الانهيار حين علمت بالحادث، ووقفت لساعات طويلة أمام الأنقاض، منهارة، تصرخ وتنادي، عينها لا تفارق الركام، تحاول سماع أي صوت منه، أو حتى التقاط بقايا أمل في نجاته، لكن لا الصوت جاء، ولا المعجزة حدثت. بعد نحو 30 ساعة من البحث، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثمانه. خرج ضياء محمولا على الأكتاف، وسط صراخ من عرفوه، وبكاء من أحبوه، وذهول في عيني من انتظرته حيا فخرج لها جثمانا. "الترزي مات في ورشته".. ساعة الفراق تحت الركام
ورغم لحظة الأمل، فإن الكارثة لم تمر دون ثمن، فقد أسفر الانهيار عن وفاة شخصين، من بينهم ترزي حي حدائق القبة، لم يغادر ورشته يوما، هناك عاش - وهناك فارق الحياة، وبعد ساعات من المحاولات، انتشلت قوات الحماية المدنية جثمان "الترزي" الذي ظل محبوسا داخل محله تحت انقاض عقارات حدائق القبة المنهارة. كان يعرفه الجميع في الشارع، وجهه مألوف، وصوته يُسمع دائما وهو يُغني أثناء الخياطة. ولكن هذه المرة، كان الصمت هو الرفيق الأخير.
حتى الآن، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 10 حالات وفاة مؤكدة، مع استمرار جهود فرق الإنقاذ في البحث عن 2 مفقودين آخرين، وسط أنقاض 3 عقارات انهارت فجأة في شارع أبوسيف بمنطقة حدائق القبة، لتترك خلفها قصصا لا تنسى، وعائلات دفنت أحلامها مع أحبتها تحت الركام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا