آلاء النجار، كل صباح وقبل أن تخرج إلى مستشفى التحرير فى مجمع ناصر الطبي بقطاع غزة، اعتادت الطبيبة آلاء النجار أن تودع أطفالها العشرة بقبلات أم حانية، ولا تنسى أن توصيهم مثل كل أم بالتزام الهدوء وعدم العبث فى أشياء قد تلحق بهم الأذى.. وفى الطريق إلى المستشفى كانت وجوه أطفالها العشرة تقفز إلى ذهنها، فتبتسم ويخفق قلبها شوقا إلى العودة فى المساء لتراهم يلعبون ويمرحون ويتشاجرون ويحدثون فوضى تبث الحياة فى المنزل المحاط بالخراب والدمار.. لكن فى غزة لا مواعيد للوداع ولا ضمانات للرجوع. قبل أيام، وبينما الدكتورة آلاء النجار منهمكة فى أداء مهام عملها داخل المستشفى، على وقع أصوات الانفجارات وهدير الطائرات، اخترق صاروخ إسرائيلي جدران منزلها.. لم يمهل ولم ينذر ولم يخطئ.. فانتزع الأرواح من الاجساد الصغيرة انتزاعا، واجتث صوت الحياة من البيت العامر بالضحكات والمشاغبات اجتثاثا.. تسعة أطفال من أبناء الدكتورة آلاء النجار أسمائهم جذابة رنانة: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. رحلوا جميعا، انطفأت بداخلهم جذوة الحياة دفعة واحدة، وحده بقي آدم بجسد عليل وروح تقاوم مخالب الموت، أما الأب فقد سقط فى غيبوبة سحيقة لا يدري ماذا صار لبيته، ولا يعلم أن أولاده صاروا أرقاما وسط كشوف الشهداء. داخل مستشفى التحرير، شعرت الدكتورة آلاء النجار بانقباضة شديدة فى قلبها، ظنت أنه أمر عارض سببه إجهاد العمل، لكن الانقباضة استمرت واشتد وتحولت إلى ألم يعتصر القلب.. حاولت أن تهدئ اضطراب نفسها ولم تفلح.. سمعت أصوات مضطربة وصراخ لا ينقطع، وسمعت همهمات وهمسات تتحدث عن استهداف المنطقة التى يوجد بها منزلها.. خارت قواها وازداد قلبها اضطرابا وتعالت دقاته حتى كادت أن تكون مسموعة للمحيطين بها.. أطلقت ساقيها للريح قاصدة منزلها.. حين وصلت، لم تجد بيتا ولا جدرانا، لم تجد ابنا يركض نحوها ويلقى بجسده الضئيل فى حضنها، وجدت فقط أسماء الأبناء التسعة مكتوبة على أكياس الموت البيضاء. مادت الأرض من تحت قدمي الأم الثكلى، انسحب الضوء تدريجيا من عينيها، وتجمدت الصرخات فى حلقها، وعجز عقلها عن تحمل الصدمة، فسقطت فاقدة الوعي.. أفاقت لتجد صغارها يوارون الثري الواحد تلو الآخر.. آلاء لم تصرخ ولم تبك كثيرا، كانت تقف مائلة قليلا كغصن مكسور وتردد بصوت خافت: " اللهم خذ بيدي فقد تركوا يدي جميعا". مأساة آلاء النجار لم تتوقف عند فقد فلذات الأكباد على يد عدوان صهيوني غاشم، بل أضاف القدر فصلا جديدا إليها، بوفاة زوجها حمدي، بعد أيام قضاها فى غيبوبة تامة داخل غرفة العناية المركزة، وبقيت هي ونجلها آدم، تكابد أحزانها وتصارع ألما لن ينتهى أبدا. قصة الطبيبة آلاء النجار ليست صفحة طويت، بل جرح مفتوح وسط جراح بلا حصر فى جسد وطن ينزف كل يوم ألما ودما، وصار اسمها علامة فارقة فى سجل الحياة، ورغم لوعة القلب وتحطمه، يبقى الصبر قويا فولاذيا، وتبقى آلاء واقفة على الحطام تداوي غيرها.. وتحاول أن تداوى نفسها. اقرأ أيضا: بعد استشهاد أبنائها ال9، ارتقاء زوج الطبيبة آلاء النجار متأثرا بإصابته في غزة صرخة في حضرة الصمت، مندوب الجزائر يحرج مجلس الأمن بمأساة آلاء النجار
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا