تلقيت بحزن خبر وفاة القاضي الجليل شعبان الشامي رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق الذي كنت أعرفه عن قرب، إذ كنا أصدقاء.. وكان مستشارا لمؤسسة دار التحرير (الجمهورية) أثناء رئاستى لمجلس إدارتها.. ولا يخفي على أي مراقب منصف أن القاضي يحكم بما تحت يده من الأدلة والأوراق والمستندات وتحريات الشرطة وتحقيقات النيابة ودفاع المحامين. وقد تابعت باهتمام ردود أفعال الناس على السوشيال ميديا حول وفاته، فالبعض يشهد بأنه كان رجلًا متواضعًا، يتعامل مع معارفه وأصدقائه ببساطة وتواضع وود، وبشاشة.. تكاد البسمة لا تفارق وجهه، لترسم له صورة تختلف كثيرًا عن صورته وهو يعتلى منصة العدالة والقضاء..
كما كان رحمه الله يتمتع بالجرأة والحسم والشجاعة والوطنية والإخلاص والنزاهة والعدل، ولم تكن جلساته تخلو من الدعابة والحس الفكاهى الذي ينشر البهجة بين الحاضرين، وكان وما زال رمزا للوطنية وعشق تراب البلد..
وفي المقابل أظهر البعض من الكارهين شماتة عجيبة مقيتة في وفاة الرجل.. وهو شيء تكرر للأسف مع آخرين في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا. وأيًّا ما يكن الرأي أو الاختلاف مع أي إنسان في الدنيا؛ وسواء رضيت بسلوكه وأفعاله أو كرهتها فلا ينبغي لك أن تطلق العنان لشهوة غضبك أن تطارده حتى وهو بين ربه، واعمل حسابًا تلقى فيه الله بذنوب وخطايا أنت تعلمها لا لشيء إلا لكوننا بشرًا نخطئ ونصيب..
لكن يبقى الحد الأدنى من الإنسانية والمروءة بألا تظهر شماتتك في موت أحد أو مرضه، فالموت مصيبة من الطبيعي أن تترك في النفوس السوية شيئًا من الحزن والهيبة والجلال والخوف من اليوم ذاته، يوم الرحيل وحتى كراهية المتوفي لا تحملك على الشماتة فيه.. إذ إن ذلك يعكس صفاتٍ تتجرد من الرحمة والإنسانية لنفس ذهبت إلى خالقها؛ فإن شاء عملها بالرحمة والإحسان والعفو وهو أهل لذاك، وإن شاء عاملها بالحساب والعقاب بما جنت يداه..هذا شأن إلهي ليس من حق مخلوق أن يتألّه عليه! ولنا في رسول الله قدوة حسنة؛ فحين مرّت عليه صلى الله عليه وسلم جنازة يهودي فوقف لها فقالوا: "يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفسًا"، وفي لفظ: "إن للموت لفزعًا".. فهل أحسَّ الشامتون في الموتى بفزع وخوف من الله حين علموا بموت فلان أو علان؟!
التوسع في الجامعات الأهلية.. تسليع للتعليم أم ضرورة عصرية؟! ماذا خسرنا بغياب القدوة؟! والسؤال: لماذا ننسى أننا راحلون ويسعى بعضنا في الدنيا وكأنه مخلّد فيها؛ فيظلم هذا، ويؤذي ذاك، تارة بلسانه وأخرى بيده وثالثة بنفوذه ومنصبه.. ينسى أن العمر لحظة علمنا بدايتها ونجهل نهايتها.. وأن العبرة بالخواتيم والجنازات. رحم الله المستشار الجليل شعبان الشامي الذي رحل إلى خالقه وهو أعلم بما في صدره ونيته.. وأسأل الله أن يرزقنا الفهم الصحيح لدين الله وأن يثبت أقدامنا على طريق الإيمان الخالص. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا