هل صحيح، اجتماعيا وصحيا، أن يعلن المرء لنفسه قبل أن يعلنها لمن حوله أنه مستغنى؟ هل يمكنك الاستغناء عمن حولك، تعتزل الجدل والصخب ومباريات إثبات من المنتصر ومن المهزوم؟ من يهين كرامتك ومن يبترك من أجل لقمة العيش؟ ومن يزيدك عن موقعك ليستولىي عليه بالخبث والخنث؟ الاستغناء وسيلة نفسية معقدة للدفاع عن النفس وهي مطلوبة، لمواجهة ضغوط هائلة لا تنقطع، تجرفنا كأنها السيول العارمة، وعند أول صخرة نحط عليها فرحين أو فرع شجرة مال نحونا وطبطب علينا فنتعلق به، ثم ينحنى ليلقي بنا في اليم الأسود حيث الحيتان. عمليا لا يمكن لإنسان أن يستغنى عن الناس إذا كانوا حقا ناس، فهو يحتاج الطعام منهم والعلاج منهم والكلام معهم والأنس بهم، وهو يعطيهم مثل هذا وأكثر، لكن العلاقة ليست بالنقاء المأمول، ففي كل هذه المبادلات حتى مع جليس الأنس، لن تعدم أن تجد الشر الصريح أو المستتر، فتجد نفسك طول العمر في معركة معهم، كما هم أيضا في معركة معك. "اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ"، هذا أمر الله، العداوة جزاء عصيان الأمر الإلهي، ومع ذلك هدانا بالرسل والكتب السماوية، ومع ذلك أيضا فإن إبليس متكاثر، وناشط وله اتباعه من النشطاء، يحرقون، ويكرهون، ويتآمرون.. تلك هي بالضبط الأوقات التى يذهب فيها المرء إلي نفسه، يدخلها، ويتكور، لائذا بأمان مغتصب، ويقرر أن اعتزال الناس نعمة..
في زمن الفتن، واختلاط الأمور، والتباس الحق بالباطل، وصعود التوافه من القوم وهبوط الأكرمين إلي قاع السلم الاجتماعي، يصبح الأخذ بنصيحة الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم طوق النجاة، فقد نصح بالتزام الدار، والعزلة. لكن هل نحن الآن في زمن فتنة كتلك التى وقعت عقب قتل سيدنا عثمان؟ كلا بالطبع، تلك فتنة ماتزال مستعرة، فيها دماء خلفاء وصحابة وأولياء وعلماء، وهي فتنة ناسبت عصرها لكن آثارها ماتزال تلقي بظلال دامية حولنا..
ما بالك إذن تهتم وتغتم إذا كانت الفتنة الجارية حولك في الإقليم أو داخل المجتمع دون فتنة ما بعد مقتل ذي النورين سيدنا عثمان ابن عفان؟ زمانهم غير زماننا، ورجالهم غير رجالنا وإسلامهم غير إسلامنا إلا من رحم ربى، فنحن في زمن يتخنث فيه الرجال عمدا ويرتدون بدلات الرقص كأنهم النسوان الخليعة، وفينا رجال يضعون الأقراط في آذانهم، وفينا الخائن الذي يتصدر ويحاضر في الوطنيات، وفينا الجاهل يلقن العالم قواعد كسب الثروة بالدعارة وتجارة الأعضاء بديلا لسهر الليالي.. نحن في أصعب فترات تاريخنا، إذ ليس أصعب وأقسى على النفس بل على العقل من شيوع الإحساس بأن لا شيء مؤكد، عدم اليقين، لأن الاحتمالات باتت هى الأكثر حضورا، والكلمة العليا السائدة هى محتمل، ممكن، يجوز، ربما، أما اليقين فتبدد، وأما الجاهل المتجرئ فتمدد.. شطحات حرب.. حشيش وباشوية! ماكرون بونابرت هل استغنيت؟ تلك قدرة يملكها البعض ولا يملكها كل الناس، كما أن المستغني لا يملك ترف الاعتزال سنين عددا، لذلك يصبح الجواب، اكتفي بنفسي عن قومي حتى تنكسر حلقة الحصر عن عنقى وروحي.. نفثات.. تلك نفثات، مرجعها سحب القرف والغثيان تظلل الرؤوس وتخنق النفوس.. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا